responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 2  صفحه : 522

وانهم عبيدك حيث كانوا * إذا تدعو لحادثة أجابوا وعين المخطئين هم وليسوا * بأول معشر خطئوا فتابوا وما جهلت أياديك البوادي * ولكن ربما خفي الصواب وكم ذنب مولده دلال * وكم بعد مولده اقتراب وجرم جره سفهاء قوم * وحل بغير جارمه العذاب ولو غير الأمير غزا كلابا * ثناه عن شموسهم ضباب ولاقى دون ثأيهم طعانا * يلاقي عنده الذئب الغراب وخيلا تغتذي ريح الموامي * ويكفيها من الماء السراب رميتهم ببحر من حديد * له في البر خلفهم عباب فمساهم وبسطهم حرير * وصبحهم وبسطهم تراب ومن في كفه منهم قناة * كمن في كفه منهم خضاب وامر سيف الدولة غلمانه ان يلبسوا وقصد ميافارقين في خمسة آلاف من الجند وألفين من غلمانه ليزور قبر والدته في شوال سنة 338، فقال المتنبي من قصيدة:
كان العدى في أرضهم خلفاؤه * فان شاء حازوها وان شاء سلموا ولا كتب الا المشرفية عنده * ولا رسل الا الخميس العرمرم ولم يخل من أسمائه عود منبر * ولم يخل دينار ولم يخل درهم ضروب وما بين الحسامين ضيق * بصير وما بين الشجاعتين مظلم بغرته في الحرب والسلم والحجى * وبذل اللهى والحمد والمجد معلم ولما تلقاك السحاب بصوبه * تلقاه أعلى منه كعبا وأكرم فباشر وجها طالما باشر القنا * وبل ثيابا طالما بلها الدم وكل فتى للحرب فوق جبينه * من الضرب سطر بالأسنة معجم يمد يديه في المفاضة ضيغم * وعينيه من تحت التريكة أرقم أخذت على الأرواح كل ثنية * من العيش تعطي من تشاء وتحرم فلا موت الا من سنانك يتقى * ولا رزق الا من يمينك يقسم وظفر بسيف الدولة في بعض الغزوات وذلك أنه عبر آلس وهو نهر عظيم ونزل على صارخة وخرشنة وهما مدينتان بالروم فاحرق ربضهما وكنائسهما وقفل غانما فلما صار على آلس راجعا وافاه الدمستق فصافه الحرب فهزمه وأسر بطارقته وقتل ثم سار فواقعه في موضع آخر فهزمه أيضا، ثم واقعه على نهر آخر وقد مل أصحابه السفر وكلوا من القتال واجتاز أبو الطيب ليلا بقطعة من الجيش نيام بين قتلى، فقال يذكر الحال وما جرى في الدرب من الخيانة من قصيدة:
غيري بأكثر هذا النوع ينخدع * ان قاتلوا جبنوا أو حدثوا شجعوا ليس الجمال لوجه صح مارنه * أنف العزيز بقطع العز يجتدع وفارس الخيل من خفت فوقرها * في الدرب والدم في اعطافه دفع بالجيش تمتنع السادات كلهم * والجيش بابن أبي الهيجاء يمتنع قاد المقانب اقصى شربها نهل * على الشكيم وأدنى سيرها سرع حتى أقام على أرباض خرشنة * تشقى به الروم والصلبان والبيع للسبي ما نكحوا والقتل ما ولدوا * والنهب ما جمعوا والنار ما زرعوا تغدو المنايا فلا تنفك واقفة * حتى يقول لها عودي فتندفع قل للدمستق ان المسلمين لكم * خانوا الأمير فجازاهم بما صنعوا لا تحسبوا من أسرتم كان ذا رمق * فليس يأكل إلا الميتة الضبع فكل غزو إليكم بعد ذا فله * وكل غاز لسيف الدولة التبع تمشي الكرام على آثار غيرهم * وأنت تخلق ما تأتي وتبتدع وهل يشينك وقت كنت فارسه * وكان غيرك فيه العاجز الضرع من كان فوق محل الشمس موضعه * فليس يرفعه شئ ولا يضع ان السلاح جميع الناس تحمله * وليس كل ذوات المخلب السبع وأراد سيف الدولة قصد خرشنة فعاقه الثلج، فقال المتنبي:
عواذل ذات الخال في حواسد * وإن ضجيع الخود مني لماجد يرد يدا عن ثوبها وهو قادر * ويعصي الهوى في طيفها وهو راقد متى يشتفي من لاعج الشوق في الحشا * محب لها في قربه متباعد إذا كنت تخشى العار في كل خلوة * فلم تتصباك الحسان الخرائد ألح علي السقم حتى ألفته * ومل طبيبي جانبي والعوائد مررت على دار الحبيب فحمحمت * جوادي وهل تشجي الجياد المعاهد وما تنكر الدهماء من رسم منزل * سقتها ضريب الشول فيه الولائد أهم بشئ والليالي كأنها * تطاردني عن كونه وأطارد وحيد من الخلان في كل بلدة * إذا عظم المطلوب قل المساعد وتسعدني في غمرة بعد غمرة * سبوح لها منها عليها شواهد تثنى على قدر الطعان كأنما * مفاصلها تحت الرماح مراود وأورد نفسي والمهند في يدي * موارد لا يصدرن من لا يجالد ولكن إذا لم يحمل القلب كفه * على حالة لم يحمل الكف ساعد خليلي اني لا أرى غير شاعر * فلم منهم الدعوى ومني القصائد فلا تعجبا ان السيوف كثيرة * ولكن سيف الدولة اليوم واحد له من كريم الطبع في الحرب منتض * ومن عادة الاحسان والصفح غامد ولما رأيت الناس دون محله * تيقنت أن الدهر للناس ناقد أحقهم بالسيف من ضرب الطلى * وبالأمن من هانت عليه الشدائد وتضحي الحصون المشمخرات في * الذرى وخيلك في أعناقهن قلائد أخو غزوات ما تغب سيوفه * رقابهم الا وسيحان جامد بذا قضت الأيام ما بين أهلها * مصائب قوم عند قوم فوائد وكل يرى طرق الشجاعة والندي * ولكن طبع النفس للنفس قائد نهبت من الأعمار ما لو حويته * لهنئت الدنيا بأنك خالد فأنت حسام الملك والله ضارب * وأنت لواء الدين والله عاقد وفي الصبح المنبي: إن سيف الدولة استنشد أبا الطيب يوما قصيدته التي مدحه فيها وقد سار لبناء الحدث، وتعرف بالحدث الحمراء لحمرة بيوتها وقلعتها على جبل يسمى الأحيدب وذكر ايقاعه بالدمستق عليها وكشفه وقتله خلقا من أصحابه وأسره صهره وابن بنته وإقامته على الحدث إلى أن بناها، وذلك في يوم الثلاثاء لتسع خلون من رجب سنة 343، وهذا أكثرها:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم * وتأتي على قدر الكرام المكارم وتعظم في عين الصغير صغارها * وتصغر في عين العظيم العظائم يكلف سيف الدولة الجيش همه * وقد عجزت عنه الجيوش الخضارم ويطلب عند الناس ما عند نفسه * وذلك ما لا تدعيه الضراغم هل الحدث الحمراء تعرف لونها * وتعلم اي الساقيين الغمائم سقتها الغمام الغر قبل نزوله * فلما دنا منها سقتها الجماجم بناها فأعلى والقنا يقرع القنا * وموج المنايا حولها متلاطم وكان بها مثل الجنون فأصبحت * ومن جثث القتلى عليها تمائم

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 2  صفحه : 522
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست