responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 2  صفحه : 173

ليس يشفيه سوى سفك دمي * أو يراني مدرجا في كفني وكتب أحمد بن أبي دؤاد على ظهر الدفتر الذي فيه هذا الشعر قوله:
أبا إسحاق ان تكن الليالي * عطفن عليك بالخطب الجسيم فلم أر صرف هذا الدهر يجري * بمكروه على غير الكريم وفي معجم الأدباء: قال الحسين بن علي الباقطاني شاورت أبا الصقر قبل وزارته في أمر فعرفني الصواب فيه فقلت له أنت أيدك الله كما قال إبراهيم بن العباس في هذا المعنى:
اتيتك شتى الأمر لابس حيرة * فسددتني حتى رأيت العواقبا على حين القى الرأي دوني حجابه * فجبت الخطوب واعتسفت المذاهبا فقال لا تبرح والله حتى اكتبهما فكتبتهما له بين يديه بخطي.
وانشده أبو تمام في المعتصم فقال يا أبا تمام امراء الكلام رعية لاحسانك فقال أبو تمام ذلك لأني استضئ بك وأورد شريعتك انتهى وهذا منهما غاية التواضع مع كونهما أميري صناعتيهما. وقال المرتضى روى أحمد بن عبد الله بن العباس الصولي المعروف بطماس قال كنت عند عمي إبراهيم فدخل إليه رجل فعرفه حتى جلس إلى جانبه أو قريبا منه ثم حادثه إلى أن قال عمي يا أبا تمام ومن بقي ممن يعتصم به أو يلتجأ إليه فقال أنت لا عدمت وكان طوالا أنت والله كما قال القائل:
يمد نجاد السيف حتى كأنه * بأعلى سنامي فالج يتطوح ويدلج في حاجات من هو نائم * ويوري كريمات الندى حين يقدح إذا اعتم بالبرد اليماني خلته * هلالا بدا في جانب الأفق يلمح يزيد على فضل الرجال فضيلة * ويقصر عنه فضل من يتمدح فقال له عمي أنت تحسن قائلا ومتمثلا وراويا فلما خرج تبعته وقلت اكتبني هذه الأبيات فقال هي لأبي الجويرية العبدي فخذها من شعره.
نثره قال ابن خلكان: له نثر بديع فمن ذلك ما كتبه عن الخليفة إلى بعض الخارجين عليه يتهددهم ويتوعدهم وهو اما بعد فان لأمير المؤمنين أناة فإن لم تغن عقب بعدها وعيدا فإن لم يغن أغنت عزائمه والسلام. قال وهذا الكلام مع وجازته في غاية الابداع فإنه ينشأ منه بيت شعر أوله:
أناة فإن لم تغن عقب بعدها * وعيدا فإن لم يغن أغنت عزائمه أقول توهم ابن خلكان أن أصل الكلام نثر وأنه يستخرج منه بيت شعر والحال أنه شعر من أصله نظمه إبراهيم وضمنه الكتاب ففي معجم الأدباء لما قرأ إبراهيم بن العباس على المتوكل رسالته إلى أهل حمص اما بعد فان أمير المؤمنين يرى من حق الله عليه مما قوم به من أود وعدل به من زيغ ولم به من منتشر استعمال ثلاثا تقدم بعضهن امام أولاهن ما يتقدم به من تنبيه وترفيق ثم ما يستظهر به من تحذير وتفريق ثم التي لا يقع بحسم الداء غيرها:
أناة فإن لم تغن عقب بعدها * وعيدا فإن لم تغن أغنت عزائمه والسلام، عجب المتوكل من ذلك وأوما إلى عبيد الله أ ما تسمع فقال يا أمير المؤمنين إن إبراهيم فضيلة خبأها الله لك واحتبسها على أيامك وهذا أول شعر نفذ في كتاب عن خلفاء بني العباس وقيل له إن فلانا يحب أن يكون لك وليا فقال انا والله أحب أن يكون الناس جميعا اخواني ولكني لا آخذ منهم الا من أطيق قضاء حقه وإلا استحالوا أعداء وما مثلهم إلا كمثل النار قليلها مقنع وكثيرها محرق.
ومن منثور كلامه: أتاني فلان في وقت استثقل فيه لحظة الفرح قال ابن خلكان وكان يقول ما اتكلت في مكاتبي قط الا على ما يجلبه خاطري ويجيش به صدري الا قولي: وصار ما يحرزهم يبرزهم وما كان يعقلهم يعتقلهم. وقولي في رسالة أخرى. فانزلوه من معقل إلى عقال وبدلوه آجالا من آمال. فاني ألممت بقولي آجال من آمال بقول مسلم بن الوليد الأنصاري المعروف بصريع الغواني وهو:
موف على مهج في يوم ذي رهج * كأنه أجل يسعى إلى أمل وفي المعقل والعقال يقول أبي تمام:
فان باشر الاصحار فالبيض والقنا * قراه وأحواض المنايا مناهله وإن بين حيطانا عليه فإنما * أولئك عقالاته لا معاقله والا فاعلمه بأنك ساخط * عليه فان الخوف لا شك قاتله وفي الأغاني: كتب شفاعة لرجل إلى بعض اخوانه: فلان ممن يزكو شكره ويعنيني أمره والصنيعة عنده واجدة موضعها وسالكة طريقها:
وأفضل ما يأتيه ذو الدين والحجى * إصابة شكر لم يضع معه اجر وفي معجم الأدباء عن أبي زيد البلخي: كتب إبراهيم بن العباس كتاب فتح عجيبا اثنى على الله وحمده ثم قال: وقسم الله الفاسق اقساما ثلاثة روحا معجلة إلى نار الله وجثة منصوبة بفناء معقله وهامة منقولة إلى دار خلافته. وكتب إلى الواثق يعزيه بأبيه المعتصم ويهنيه بالخلافة أورده في معجم الأدباء: إن أحق الناس بالشكر من جاء به عن الله وأولاهم بالصبر من كان سلفه رسول الله وأمير المؤمنين اعزه الله وآباؤه نصرهم الله أولو الكتاب الناطق عن الله بالشكر وعترة رسوله المخصوصون بالصبر وفي كتاب الله أعظم الشفاء وفي رسوله أحسن العزاء وقد كان من وفاة أمير المؤمنين المعتصم بالله ومن مشيئة الله في ولاية أمير المؤمنين الواثق بالله ما عفى على أوله آخره وتلافت بدأته عاقبته فحق الله في الأولى الصبر وفرضه في الأخرى الشكر فان أمير المؤمنين أن يستنجز ثواب الله بصبره ويستدعي زيادته بشكره فعل إن شاء الله تعالى وحده، ومن كلامه: ووجد أعداء الله زخرف باطلهم وتمويه كذبهم سرابا بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا وكوميض برق عرض فأسرع ولمع فأطمع حتى انحسرت مغاربه وتشعبت مولية مذاهبه وأيقن راجيه وطالبه أن لا ملاذ ولا وزر ولا مورد ولا صدر ولا من الحرب مفر هنالك ظهرت عواقب الحق منجية وخواتم الباطل مودية سنة الله فيما ازاله وأداله ولن تجد لسنة الله تبديلا ولا عن قضائه تحويلا.
شعره قد مضى قسم منه في اخباره ومن شعره قوله:
ولكن الجواد أبو هشام * وفي العهد مأمون المغيب بطئ عندما استغنيت عنه * وطلاع عليك مع الخطوب

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 2  صفحه : 173
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست