responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 11  صفحه : 211

 

(قوله) لأن شيعة العراق قد جربها أبوه و أخوه. نعم قد جرباها فلم ينصرهما غيرها. و لكن هل يعتقد موسى جار الله ان العراق في عهد أبيه و أخيه كان كل اهله أو جلهم شيعة لهما أو ان الغالب من أهلها على خلاف ذلك و إذا كان يعتقد الأول فلما ذا حاربه أهل البصرة يوم الجمل و يوم ابن الحضرمي و لما ذا قصد أصحاب الجمل البصرة دون غيرها من البلدان و كيف يكون ذلك و جل أهلها عثمانية. و لما ذا قعد عنه أهل الكوفة يوم الجمل في أول الأمر و قد أرسل ولده الحسن و عمار بن ياسر يستنجدهم فلم ينجدوه و مالوا إلى تخذيل أبي موسى. و لما ذا لم يتمكن من عزل شريح القاضي و من إبطال الجماعة في نافلة شهر رمضان حتى كانوا ينادون في مسجد الكوفة وا سنة فلاناه و غير ذلك مما لم يمكنه إبطاله. و قد كان في الكوفة الأشعث بن قيس رئيس كندة من أكبر عشائر الكوفة- و عشيرته تبع لأمره- و هو ألد أعداء علي أمير المؤمنين و كان يفسد عليه أموره و له الضلع الأكبر في خذلان علي يوم رفع المصاحف و يوم الحكمين و في جميع أدوار امارة أمير المؤمنين ع و له الضلع الأكبر في قتله و هو الذي أفسد عليه أمر الخوارج لما أراد استصلاحهم و ابنه محمد أعان على قتل هانئ و مسلم بن عقيل بالكوفة و خرج هو و أخوه قيس لحرب الحسين و كان قيس ممن كاتبه و سلب قيس قطيفة الحسين. و جل عشائر العراق انما كانت تتبع رؤساءها و اطماعها و لم تكن أهل دين و لا تشيع خلا نادر منها كهمدان و عبد القيس و غيرهم.

أما ما زعم انه قول أبيه في الشيعة فهو افتراء فالشيعة لم يكونوا ليعصوا له امرا أو يخالفوا نهيا أو يحيدوا عن أوامره و نواهيه قيد شعرة و لكن هؤلاء كانوا اقلاء. و انما قاله فيمن كانوا معه و تحت حكمه من الناس و كان فيهم أو الغالب عليهم ما قدمناه.

(قوله) و ما كان لينسى قول أبيه في الشيعة (إلخ) قد عرفت ان هذا ليس قول أبيه فيهم بل في عامة الناس الذين ان لم يكن الشيعة فيهم اقلية فليسوا باكثرية. و إذا كان الحسين لم ينس قول أبيه فيهم فما باله خرج إليهم و لم يكن مغفلا و لا قليل تجربة فقد ناقض هذا الرجل نفسه و استدل بما يثبت خلاف مطلوبه.

نهج البلاغة

(قوله) و لو صح نهج البلاغة إلخ .. نهج البلاغة صحيح و ان حاول المحاولون إبطاله و قدحوا فيه عند كل مناسبة لغرض في نفوسهم كما قدح القادحون في القرآن و قالوا انه كلام ساحر و كلام شاعر فلم يضره ذلك و شهدت بلاغته و فصاحته و عجز الناس عن معارضته بصحته كما شهدت بلاغة نهج البلاغة- الذي هو بعد الكلام النبوي فوق كلام المخلوق و دون كلام الخالق- و فصاحته و عجز الفصحاء و البلغاء عن الإتيان بمثله بصحته فشرحه الشارحون شروحا لا تحصى و حفظه الخطباء و الوعاظ و استمدوا منه و اشتهر في جميع الأقطار و الاعصار و لم يستطع ان يشق له غبار.

(قوله) و أكثر خطبه شكوى و لعنة و قلما خلت خطبة من ذم لشيعته و شكوى و هل كان يخذل عليا إلا شيعته (و نقول) شكوى و لكن ممن و لعنة و لكن على من؟ و ذم و لكن لمن؟ انظره و انظر كلامه و أشعاره تجد ان أكثر خطبه و كلامه مدح و ثناء على رؤساء أصحابه من الشيعة كالأشتر و الأحنف و قيس بن سعد و سعيد بن قيس و عمار و ابن التيهان و أبناء صوحان و الحصين بن المنذر و محمد بن أبي بكر و أمثالهم و ذم لعامة أصحابه الذين لم يكونوا كذلك و شكوى من أعدائه و في كلامه و شعره المدح العظيم لهمدان و ربيعة حتى قال:

لو كنت بوابا على باب جنة لقلت لهمدان ادخلوا بسلام‌

 

 

و قال:

ربيعة أعني انهم أهل نجدة و بأس إذا لاقوا خميسا عرمرما

 

 

و حاشا شيعته ان يخذلوا و انما كان يخذله من عرفت و قد دفع عنه الأحنف يوم الجمل مائة ألف سيف من بني تميم كانوا على رأي أصحاب الجمل فاعتزل بهم و يوم الحكمين بذل غاية جهده في عزل أبي موسى و الأشتر ابى التحكيم إباء شديدا و كذا غيره من خلص شيعته و لكن المنافقين أمثال الأشعث و الجامدين من القراء الذين لم يكونوا يعرفون لأمير المؤمنين حقه هم الذين خذلوه و من الخطل المشين عدهم من شيعته من أبوا إلا التحكيم و إلا أبا موسى المعلوم حاله.

اما ما حكاه عن شرح نهج البلاغة فهو يشير إلى خطبة يتذمر فيها أمير المؤمنين ع من أصحابه و يذمهم على عدم اطاعتهم له. و لا يخفي- كما مر- ان جميع أصحابه و رعيته لم يكونوا شيعة له عارفين بحقه بل كان جلهم- إلا النادر- على خلاف ذلك و قد ابان هذا المعنى ابن أبي الحديد في شرح النهج عند شرحه لهذه الخطبة ج 2 ص 184، فقال: من تأمل أحواله ع في خلافته علم انه كان كالمحجور عليه لا يتمكن من بلوغ ما في نفسه. و ذلك لأن العارفين بحقيقة حاله كانوا قليلين و كان السواد الأعظم لا يعتقدون فيه الأمر الذي يجب اعتقاده فيه- إلى ان قال: و أكثرهم انما يحارب معه بالحمية و النخوة العربية لا بالدين و العقيدة إلى آخر كلامه الذي ذكره في شرح هذه الخطبة و لا شك ان صاحب الوشيعة قد رآه و قرأه و قد كان فيه ردع له عما قاله لو كان عنده شي‌ء من الإنصاف و كان قصده تحري الحقيقة فبان ان زعمه كون هذه الخطبة في ذم الشيعة زعم فاسد و رأي كأسد فالشيعة في أصحابه لم يكونوا إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأبيض و إذا كان نهج البلاغة لم يصح عنده فما باله يستشهد به لمزاعمه.

قال في صفحة (م): «1» و مهما يختلق للثانية- اي شهادة الحسين- مختلق من وجه سياسي فان الأولى لن يجد وجها لها نفس واجد الا توجيهات صوفية للثانية ذكر بعضها مؤلف سر الشهادتين و إذ لم اقنع بها توهمت و قلت انما هي فتنة جاءت من عفاريت اليهود و شياطين الفرس لعبت بغفلة الشيعة للنيل من دين الإسلام و من دولته هذه اوهامي في توجيه الأمر أو الأمرين و لا علم عندي في وجه الأمرين غير ذلك و ان كنت قد أحطت بما في كتب الشهادتين.

(و نقول) عبارته هذه الممجوجة في الأسماع و القلوب بقوله فيها لن يجد وجها لها نفس واجد، و قوله إلا توجيهات صوفية للثانية الذي أوجب استثنائه هذا فيها خللا في نظم الكلام و غير ذلك فيه ان الثانية لا تحتاج إلى‌

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 11  صفحه : 211
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست