responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 339

لم منع العطف على الضمير * وهل هنا مانع ضروري ان لم يعد في العطف حرف الجر * أرجو الجواب عاجلا يا بري وكان معنا رجل من الطلبة هو أكبرهم سنا يتعاطى كتابة الحجب والهياكل وعنده كتاب مطبوع في مصر اسمه شمس المعارف الكبرى لرجل مغربي وفيه الأعاجيب:
منها طاقية الاخفاء تذبح عددا من الضفادع الخضر وتسلخ جلودها وتجففها في الظل ثم تصنع منها طاقية قلنسوة وتكتب عليها حروفا ذكرها ثم تلبسها فلا يراك أحد وعلامة ذلك أنه لا يظهر لك ظل في الشمس.
ومنها لطي الأرض تصوم أياما وتقرأ وردا وتعمل وتخرج إلى الصحراء في ليلة مظلمة فيأتيك عبد بيده عصا فاخطفها منه واذهب فإنه لا يتبعك فإذا أردت ان تطوى لك الأرض فامسك تلك العصا بيدك وغمض عينيك وامش وانو المكان الذي تريد فترى نفسك فيه عن قليل.
ومنها رياضة وعمل لأمر من الأمور أراد صاحبنا ان يعمله وهو ان يصوم ثلاثة أيام ثم يختلي ليلا في مكان ليس فيه أحد ويعمل أعمالا تلك الليلة ويقرأ اورادا فيحصل له مقصوده فصام ثلاثا ثم اختلى ليلا في مسجد القرية لأنه لامكان اخلى منه وفي المسجد قبر ونعش للجنائز فلما ذهب المصلون وانقطعت المارة استوحش فتجلد ثم زاد استيحاشه فتجلد ثم خيل إليه ان الميت خرج من القبر وجاء إليه فولى هاربا وفسد العمل وفاته المطلوب. وأراد مرة عمل ختم فصام ثلاثة أيام وبعدها شرع في قراءة أوراد منها يا قدوس مئات مرات. وقراءة تلك الأوراد يجب أن تكون ليلا فغلبه النعاس وهو يقول يا قدوس فجعل يقول يا قدوم يا قدوم ثم نام وفسد العمل وبطل المرام وأمثال هذه المخرقات كثيرة رائجة بين الناس.
حكي ان اثنين من شطار بغداد ضاق بهما الحال فجلسا في مقهى وخلفهما يهودي ظهره إليهما فقال أحدهما للآخر عندي عمل للاخفاء فقال له الآخر اخفض صوتك لا يسمعك أحد فاصغى إليهما اليهودي فلما قاما تبعهما وطلب منهما ان يعلماه ذلك العمل ويعطيهما ما يشاءان فأبيا وانكرا ذلك فقال اني سمعت كلامكما فقال أحدهما للآخر حيث إنه سمع كلامنا فلا باس ان نعلمه فذهبا إلى داره وكتبا له أسماء أشياء للتبخير وانجاز العمل فأحضرها من السوق ونزلا إلى السرداب وعملا فيه دائرة وقالا لليهودي إياك ان تقترب من هذه الدائرة فان في القرب منها خطر الموت ونزعا ثيابهما واتزرا وجعلا يحرقان البخور ويقرآن ويعزمان وامراه ان يخرج عياله من الدار إلى السطح خوفا عليهم من الخطر ثم صنعا له قلنسوة من الورق ونقشاها بأنواع الألوان وامراه بلبسها وقال أحدهما للآخر هل تراه قال لا فامراه بنزعها فنزعها فقالا ها هو ذا ثم أعادا هذا العمل مرارا فكلما لبسها اختفى عن نظرهما وكلما نزعها نظراه فقالا له قد تم العمل فاذهب فإنه لا يراك أحد فذهب إلى السوق ومد يده إلى بعض البضائع وأراد حمله فانتهره صاحب الدكان فقال أ أنت تراني فسخر منه فعاد إلى البيت فرأى أن الرجلين قد حملا كل ما يمكن حمله وذهبا آمنين.
وكان عد الشيخ احمد بري كتاب فيه عمل المندل فأراد يوما ان يعمله فاحضر غلاما صبيح الوجه وبخورا وفنجانا فيه زيت ومداد اسود وكل لوازم المندل وقال للغلام إذا جاء الخادم فقل له يكنس ويفرش وإذا جاء الملوك فقل لهم كذا وجعل يقرأ ويعزم ويبخر ويقول للغلام هل رأيت شيئا فيقول لا ثم يعيد التعزيم والتبخير ويسأله فيقول لا وفي أثناء ذلك انقلب الفنجان وأريق الزيت والمداد.
وجاء مرة إلى عيثا رجل فارسي كان قد تعاطى طلب العلم ولم يتقنه فكان ينشد قول الشاعر:
هي الشمس مسكنها في السماء * فعز الفؤاد عزاء جميلا فلا تستطيع إليها الصعود * ولا تستطيع إليك النزولا فيغلط فيه غلطا إذ يبدل عزاء بقوله غراء. فاتفق ان نزل مطر كثير وأعقبه نزول ثلج منعنا من الذهاب إلى بلادنا ومنعه من الخروج فبقي عندنا في المدرسة أياما فسألته يوما عن الحطب ما اسمه بالفارسية فقال هيزم فقلت له والحطب الأخضر فقال هيمان وقال يوما قرأ أعجمي وعصبى آدم ربه. وخر موسى صعقا فقال العصا كان للموسى وما كان للآدم والخر كان للعيسى وما كان للموسى، وخر بالفارسية الحمار، وقال يوما ان كلمات إذا تليت على الحديد لم يتألم به الجسم وهي سين سين أول دان بحرور بسرور بكأس كال كاي وتلاها على إبرة وادخلها في داخل شدقه وأبقاها مدة وأخرجها من خارجه ولم يخرج منه دم وفعل ذلك مرارا وفعل ذلك بعض الطلبة فكان كذلك.
والحقيقة ان ذلك الموضع ليس فيه عروق فإذا شكت فيه إبرة لم يخرج منه دم لا لخاصية في هذه الكلمات وفطن لذلك الطلبة ففعلوا بدون الورد.
وكان عند الشيخ احمد بري كتاب أدبي تاريخي طبع اوربة وهو كتاب نفيس فيه ذكر حروب العرب وأشعارهم وقصائدهم المشهورة فقرأته كله وعلق بذهني من أشعاره الشئ الكثير وجمعت منه الأشعار التي يستشهد بها على مسائل من العربية عددا وافرا وفيه ذكر حرب البسوس التي دامت أربعين سنة والبسوس الناقة التي كانت الحرب بسببها وضرب بها المثل فقيل اشام من البسوس وقيل البسوس اسم صاحبة الناقة وكانت لامرأة نازلة على جساس وكان لكليب حمى وبه يضرب المثل وكان يجعل فيه كلبا فمن سمع صوته لم يقرب الحمى فيقال كليب وائل ثم غلب عليه اسم كليب بعد ما كان اسمه وائل وكان هذا الحمى لا يقربه غير ابل كليب وجساس وكان كليب متزوجا أخت جساس واسمها جليلة وكانت البسوس ترعى مع ابل جساس فرآها كليب مع ابله فانتظم ضرعها فجاءت الناقة فبركت امام البيت وضرعها يشخب دما فلما رأتها قالت:
ولو انني أصبحت في دار منعة * لما ضيم زيد وهو جار لابياتي ولكنني أصبحت في دار غربة * متى يعد فيها الذئب يعد على شاتي فحمي جساس لذلك وحلف ليقتلن بها الفحل الأكبر فظن كليب انه يريد فحلا له اسمه عليان ورأى جساس كليبا فطعنه بالرمح فقتله وطلب ان يسقيه ماء فقال عداك شبيث والأحص وهما ماءان وجاء جساس فقال لأبيه من أبيات:
واني قد جنيت عليك حربا * تغص الشيخ بالماء القراح فلامه أبوه ثم خاف عليه الانكسار فقال:
لئن تك قد جنيت علي حربا * فلا وكل ولا رث السلاح وفيه من شعر مهلهل قصائده كلها منها القصيدة التي يقال إن العرب كانت تغتسل إذا أرادت قراءتها:

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 339
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست