responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 268

وله: ترى الناس ما سرنا يسيرون خلفنا * وان نحن أومأنا إلى الناس وقفوا وله:
والشيب ينهض في الشباب كأنه * ليل يصيح بجانبيه نهار وله:
تصرم مني ود بكر بن وائل * وما خلت دهري ودهم يتصرم قوارص تأتيني ويحتقرونها * وقد يملأ القطر الأنام فيفعم وله:
ترجى ربيع ان تجئ صغارها * بخير وقد أعيا ربيعا كبارها [1] وقيل دخل الفرزدق وهو غلام يافع على سعيد بن العاص وانشده والحطيئة حاضر:
ترى الغر الجحاجح من قريش * إذا ما الامر في الحدثان آلا قياما ينظرون إلى سعيد * كأنهم يرون به الهلالا فقال الحطيئة:
هذا والله الشعر لا ما تعلل به نفسك منذ اليوم، يا غلام أدركت من قبلك وسبقت من بعدك وان طال عمرك ليرزن. ثم قال له: أ تحدث أمك يا غلام؟ قال لا بل أحدث أبي، فوجده لبقا حاضر الجواب فاعجب به.
وجاء في كتاب الحيوان للجاحظ: ان أحببت ان تروي من قصار القصائد شعرا لم يسمع بمثله فالتمس ذلك في قصار قصائد الفرزدق فإنك لا ترى شاعرا قط يجمع التجويد في القصار والطوال غيره انتهى.
وروى ابن عبد البر في الاستيعاب بسنده عن أبي بكر بن عياش قال: اجتمع في جنازة أبي رجاء العطاردي الحسن البصري والفرزدق الشاعر فقال الفرزدق للحسن: يا أبا سعيد يقول الناس اجتمع في هذه الجنازة خير الناس وشرهم فقال الحسن لست بخيرهم ولست بشرهم لكن ما أعددت لهذا اليوم قال شهادة ان لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ثم انصرف الفرزدق فقال وكان أبو رجاء أدرك الجاهلية وعمر أزيد من مائة وعشرين سنة:
أ لم تر ان الناس مات كبيرهم * وقد كان قبل البعث بعث محمد ولم يغن عنه عيش سبعين حجة * وستين لما بات غير موسد إلى حفرة غبراء يكره وردها * سوى انها مثوى وضيع وسيد ولو كان طول العمر يخلد واحدا * ويدفع عنه عيب عمرو ممرد لكان الذي راحوا به يحملونه * مقيما ولكن ليس حي بمخلد نروح ونغدو والحتوف امامنا * يضعن لنا حتف الردى كل مرصد وقد قال لي ما ذا تعد لما ترى * فقيه إذا ما قال غير مفند فقلت له أعددت للبعث والذي * أراد به اني شهيد بأحمد وان لا إله غير ربي هو الذي * يميت ويحيي يوم بعث وموعد وهذا الذي أعددت لا شئ غيره * وان قلت لي أكثر من الخير وازدد فقال لقد أعصمت بالخير كله * تمسك بهذا يا فرزدق ترشد لقاؤه الحسين ع وفي الأغاني بسنده انه لقي الفرزدق الحسين بن علي ع متوجها إلى الكوفة خارجا من مكة في اليوم السادس من ذي الحجة فقال له الحسين ما وراءك؟ قال يا ابن رسول الله أنفس الناس معك وأيديهم عليك، قال ويحك معي وقر بعير من كتبهم يدعونني ويناشدوني الله. فلما قتل الحسين ص قال الفرزدق فان غضبت العرب لابن سيدها وخيرها فاعلموا انه سيدوم عزها وتبقى هيبتها وان صبرت عليه ولم تتغير لم يزدها الله الا ذلا إلى آخر الدهر وانشد في ذلك:
فان أنتم لم تثاروا لابن خيركم فألقوا السلاح واغزلوا بالمغازل قصيدته في علي بن الحسين ع ذكر في تذكرة الخواص أبياتا من ميمية الفرزدق في زين العابدين علي بن الحسين ع وقال إنه اخذ بعضها من حلية الأولياء والباقي من ديوان الفرزدق.
وهذه القصيدة قلما يخلو منها ومن خبرها كتاب أدب أو تاريخ وذلك لسببين:
أولا لأنها قضية تتعلق بفضل امام عظيم من أئمة أهل البيت الطاهر له مكانته بين المسلمين مع تضمنها ما يدل على أن سلطان الدين أقوى من سلطان الدنيا فهشام أحد فراعنة بني أمية في دولتهم وقوة سلطانهم لم يستطع ان يستلم الحجر ولم يبال به أحد من الناس ولم يفرجوا له وزين العابدين علي بن الحسين ع بمجرد ان اقبل لاستلام الحجر أفرج له الناس.
ثانيا لدلالتها على جرأة عظيمة وقوة جنان وثبات واقدام من الفرزدق فجابه هشام بما جابهه به وقال الحق مجاهرا به أمام سلطان جائر يخاف ويرجى وهو شاعر يأمل الجوائز من بني أمية فقال ما قال وفعل ما فعل لوجهه تعالى وصدعا بالحق ودحضا للباطل.
هذان الأمران في ظني هما السبب في انتشار هذه القصة في جميع الكتب والله أعلم. ونسبة هذه القصيدة إلى الفرزدق مشهورة جدا بل لعلها متواترة وقد رواها السيد المرتضى في موضعين من أماليه والمرزباني في معجم الشعراء والقيرواني في زهر الآداب ورواها أبو الفرج في الأغاني بسنده عن ابن عائشة، قال: حج هشام بن عبد الملك في خلافة الوليد أخيه ومعه رؤساء أهل الشام فجهد ان يستلم الحجر فلم يقدر من ازدحام الناس فنصب له منبر فجلس عليه ينظر إلى الناس، واقبل علي بن الحسين وهو أحسن الناس وجها وانظفهم ثوبا وأطيبهم رائحة فطاف بالبيت فلما بلغ الحجر الأسود تنحى الناس كلهم وأخلوا له الحجر ليستلمه هيبة واجلالا له، فغاظ ذلك هشاما وبلغ منه، فقال رجل لهشام من هذا أصلح الله الأمير؟ قال لا اعرفه وكان به عارفا ولكنه خاف ان يرغب فيه أهل الشام ويسمعوا منه، فقال الفرزدق وكان حاضرا: انا اعرفه فسلني يا شامي، قال ومن هو؟
قال وانشد القصيدة. ثم رواها في الأغاني في موضع آخر بما لا يخرج عن هذا المعنى.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 268
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست