responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 140

الباطن كان محبي أهل البيت الاطهار ذكر ابن المعتز انه كان بين النمري والعتابي أحد شعراء ذلك العصر نزاع أدى إلى العداوة وكان النمري يوما غائبا عن مجلس هارون الرشيد في جهة الرقة فاغتنم العتابي فرصة غيابه فجرى في أثناء حديثه مع الرشيد ذكر الشيعة فقرأ العتابي قصيدة للنمري في مدح أهل البيت وذم أعدائهم يقول فيها ومن جملتها البيت السابق:
شاء من الناس راقع هامل * يعللون النفوس بالباطل تقتل ذرية النبي ويرجون * خلود الجنان للقاتل ويلك يا قاتل الحسين لقد * جئت بعب ء بالحامل اي حبا قد حبوت احمد في * حفرته من حرارة الثاكل بأي وجه تلقى النبي وقد * دخلت في قتله مع الداخل هلم فاطلب غدا شفاعته * أولا فرد حوضه مع الناهل ما الشك عندي في كفر حال قاتله * لكنني قد أشك في الخاذل نفسي فداء الحسين يوم غدا * إلى المنايا غدو لا قافل ذلك يوم انحى بشفرته * على سنام الاسلام والكاهل أ عاذلي انني أحب بني احمد * والترب في فم العاذل قد دنت ما دينكم عليه فما * رجعت من دينكم إلى طائل جفوتم عترة النبي وما الجافي * لآل النبي كالواصل فلما وصل إلى قوله:
الا مساعير يغضبون لها * بسلة البيض والقنا الذابل سأله الرشيد لمن هذا الشعر فقال له العتابي هذا شعر عدوك منصور النمري الذي تحسب انه وليك ثم قرأ تتمة القصيدة حتى وصل إلى الأبيات المتضمنة تغلب العباسية على الملك وحث الناس على دفعهم فاستوى الرشيد جالسا وقال ويل لابن الزانية يرغب الناس في الخروج علينا ويظهر موالاتنا ويبطن عداوتنا وقد وصلت إليه أموال كثيرة من جهتنا ونال منزلة عندنا لم يصل إليها أحد من اقرانه. قال ابن المعتز وفي الحقيقة ان النمري كان يتدين في السر بدين الامامية ويمدح أهل البيت ويتعرض في شعره للسلف ولم يكن الرشيد يعلم ذلك حتى قرأ له العتابي هذه القصيدة ثم قرأ له قصائد في حق آل أبي طالب فغضب هارون غضبا شديدا وامر أبا عصمة أحد قواده ان يذهب من فوره إلى الرقة ويأخذ منصور النمري ويقطع لسانه ويقتله ويبعث إليه برأسه فلما وصل أبو عصمة إلى باب الرقة رأى جنازة النمري خارجة منه فعاد إلى الرشيد وأخبره بوفاة النمري ونجى الله النمري من عذاب الرشيد انتهى وفي كلام ابن شهرآشوب للسابق انهم نبشوا قبره. وروى السيد المرتضى في أماليه المعروف بالغرر والدرر بسنده عن الحافظ أنه قال كان منصور النمري يأتي باسم هارون في شعره ومراده به صاحب منزلة هارون ع يعني أمير المؤمنين ع حتى وجد العتابي الشاعر من أعداء النمري فرصة فاظهر حاله للرشيد وقرأ له القصائد التي كان قالها في مدح آل علي ومثالب آل عباس فعزم الرشيد على قتله فمات بأجله قبل ذلك بيومين أو ثلاثة ولم يصل إليه الرشيد بمضرة ببركة محبته لأهل بيت النبوة ومن جملة الأبيات التي يذكر فيها هارون ومراده به صاحب منزلته قوله:
آل الرسول خيار الناس كلهم * وخير آل رسول الله هارون رضيت حكمك لا ابغي به بدلا * لان حكمك بالتوفيق مقرون ومن شعره في شأن آل الرسول ص قوله:
آل النبي ومن بحبهم * يتطامنون مخافة القتل أ من النصارى واليهود وهم * من أمة التوحيد في أزل قال ابن المعتز: أشعاره في مدح آل الرسول ص كثيرة وهي من جملة المدائح الجيدة التي قيلت فيهم ومن شعره الذي قاله للخوف والتقية في بني العباس قوله:
يا ابن الأئمة من بعد النبي ويا ابن * الأوصياء أقر الناس أو دفعوا ان الخلافة كانت ارث والدكم * من دون تيم وعفو الله متسع لولا عدي وتيم لم تكن وصلت * إلى أمية تمريها وترتضع وما لآل علي في ولايتكم * حق ولا لهم في ارثكم طمع قال القاضي نور الله في مجالس المؤمنين قوله وما لآل على في ولايتكم حق هو حق لأن ولاية بني العباس الباطلة هي حقهم لا حق أهل البيت ع وقوله ولا لهم في ارثكم طمع سالبة بانتفاء الموضوع اه.
وله في مدح الرشيد العباسي من تتمة الأبيات السابقة:
ان المكارم والمعروف أودية * أحلك الله منها حيث تجتمع إذا رفعت امرءا فالله رافعه * ومن وضعت من الأقوام متضع من لم يكن بأمين الله معتصما * فليس بالصلوات الخمس ينتفع ان اخلف الغيث لم تخلف أنامله * أو ضاق أمر ذكرناه فيتسع قال الحصري في زهر الآداب قال الجاحظ كان المنصور دخل الكوفة وجلس إلى هشام بن الحكم الرافضي وسمع كلامه وانتقل إلى الرفض.
ومن شعره في هذا المذهب ما أنشده الشريف المرتضى من قوله:
لو كنت اخشى حق خشيته * لم تسم عيني إلى الدنيا ولم تنم يحاولون دخولي في سوادهم * لقد أطافوا بصدع غير ملتثم لكنني عن طلاق الدين محتبل * والعلم مثل الغنى والجهل كالعدم ما يغلبون النصارى واليهود على * حب القلوب ولا العباد للصنم ومن مدحه لهارون قوله:
يا زائرين من الخيام * حياكم الله بالسلام لم تأتياني وبي نهوض * إلى حلال ولا حرام يحزنني ان أطفت ما بي * وليس عندي سوى الكلام بورك هارون من إمام * بطاعة الله ذي اعتصام له إلى ذي الجلال قربى * ليست لوال ولا إمام وفي المحاسن والمساوي: دخل منصور النمري على الرشيد فانشده:
ما كنت أوفي شبابي كنه عزته * حتى مضى فإذا الدنيا له تبع فبكى الرشيد وقال يا نمري لا خير في دنيا لا يخطر فيها بحلاوة الشباب ويستمتع بأيامه.
وأورد له صاحب المجموع الرايق هبة الله بن أبي محمد الحسن الموسوي هذه الأبيات وأوردها الشيخ عبيد الله بن عبد الله السدآبادي في كتابه المقنع في الإمامة:
ما كان ولي احمد واليا * على علي فتولوا عليه بل كان ان وجه في عسكر * فالامر والتدبير فيه إلليه قل لأبي القاسم ان الذي * وليت لم يترك وما في يديه

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست