responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 139

العدة النصف ففعلوا فقال يكثرون فاختاروا منهم الربع فاستكثرهم فاختاروا عشرة النمري منهم ثم من العشرة اثنان النمري أحدهما فلما دخلا قال ما تريدان فاندفع النمري ينشد ولم يكن منه شعر قبل ذلك بل كان مؤدبا: ما تنقضي لوعة مني ولا جزع فقال له الرشيد عد عن هذا وسل حاجتك فقال: أ لا ذكرت شبابا ليس يرتجع وانشد القصيدة إلى قوله:
ركب من النمر عادوا بابن عمتهم * من هاشم إذ ألح الأزلم الجرع متوا إليك بقربى منك تعرفها * لهم بها في سنام المجد مطلع قوم هم ولد العباس والدهم [1] * وأنت بر وعند النمر مصطنع ان المكارم والمعروف أودية * أحلك الله منها حيث تجتمع فقال ويحك حاجتك فقال يا أمير المؤمنين أخربت الديار واخذت الأموال وقتل الرجال وهتك الحرم فقال اكتبوا له بكل ما يريد وامر له بعشرة آلاف درهم ولجميع أصحابه بمثلها واحتبسه وشخص أصحابه فقضيت حوائجهم قال ولم يأخذ أحد من الرشيد ولا تقدم عنده مثله واعجب به عجبا شديدا ولقبه خال العباس بن عبد المطلب ولم يزل عنده يقول الشعر فيه وفي عيسى بن جعفر حتى استأذن له في أن يرى أهله برأس عين فاذن له انتهى.
وفي انساب السمعاني انه من أهل الجزيرة قدم بغداد ومدح هارون الرشيد يقال إنه لم يمدح من الخلفاء غيره وقد مدح غير واحد من الشرفاء وكان تلميذ كلثوم بن عمرو العتابي وراويته وعنه اخذ العتابي وصفه للفضل بن يحيى بن خالد حتى استقدمه من الجزيرة واستصحبه ثم اوصله بالرشيد وجرت بينه وبين العتابي بعد ذلك وحشة حتى تهاجيا وتناقضا وسعى كل واحد منهما في هلاك صاحبه وسال منصور بن جهور كلثوم العتابي عن سبب غضب الرشيد عليه فقال اني استقبلت منصور النمري يوما من الأيام فرأيته واجما كئيبا فقلت له ما خبرك فقال تركت امرأتي تطلق وقد عسر ولادها وهي يدي ورجلي والقيمة بامري فقتل لم لا تكتب على فرجها هارون الرشيد قال ليكون ما ذا قلت لتلد على المكان قال وكيف ذلك قلت لقولك:
ان اخلف الغيث لم تخلف مخايله * أو ضاق أمر ذكرناه فيتسع فقال يا كشخان والله لئن تخلصت امرأتي لأذكرن قولك هذا للرشيد فلما ولدت امرأته خبر الرشيد بما كان بيني وبينه فغضب الرشيد لذلك وامر بطلبي فاستترت عند الفضل بن الربيع فلم يزل يسل ما في قلبه علي حتى أذن لي في الظهور فلما دخلت عليه قال قد بلغني ما قلت للنمري فاعتذرت إليه حتى قبل ثم قلت له والله ما حمله على التكذيب الا ميله إلى العلوية فان أراد أمير المؤمنين ان أنشد شعره في مديحهم فقال أنشدني فأنشدته:
الا مساعير يغضبون لهم * بسلة البيض والقنا الذابل فغضب الرشيد من ذلك غضبا شديدا وقال للفضل بن الربيع احضره الساعة فبعث الفضل في ذلك فوجده قد توفي فامر بنبشه ليحرق فلم يزل الفضل يلطف له حتى كف عنه اه قال المرزباني في تتمة كلامه السابق ومن شعره رحمه الله يرثي الحسين ع:
متى يشفيك دمعك من همول * ويبرد ما بقلبك من غليل الا يا رب ذي حزن تعايا * بصبر فاستراح إلى العويل قتيل ما قتيل بني زياد * الا بأبي وأمي من قتيل رويد ابن الدعي وما أدعاه * سيلقى ما تسلف عن قليل غدت بيض الصفائح والعوالي * بأيدي كل مؤتشب دخيل معاشر أودعت أيام بدر * صدورهم وديعات الغليل فلما أمكن الاسلام شدوا * عليه شدة الحنق الصؤول فوافوا كربلاء مع المنايا * بمرداة مسومة الخيول وأبناء السعادة قد تواصوا * على الحدثان بالصبر الجميل فما بخلت أكفهم بضرب * كأمثال المصاعبة البزول ولا وجدت على الأصلاب منهم * ولا الأكتاف آثار النصول ولكن الوجوه بها كلوم * وفوق نحورهم مجرى السيول أ يخلو قلب ذي ورع ودين * من الأحزان والهم الطويل وقد شرقت رماح بني زياد * بري من دماء بني الرسول أ لم يحزنك سرب من نساء * لآل محمد خمش الذيول يشققن الجيوب على حسين * أيامي قد خلون من البعول فقدن محمدا فلقين ضيما * وكن به مصونات الحجول أ لم يبلغك والأنباء تنمى * مصال الدهر في ولد البتول بتربة كربلاء لهم ديار * ينام الأهل دارسة الطلول تحيات ومغفرة وروح * على تلك المحلة والحلول ولا زالت معادن كل غيث * من الوسمي مرتجس هطول برئنا يا رسول الله ممن * أصابك بالأذاة وبالذحول ألا يا ليتني وصلت يميني * هناك بقائم السيف الصقيل فجدت على السيوف بحر وجهي * ولم اخذل بنيك مع الخذول ثم قال المرزباني وقيل إن الرشيد أنشد هذه القصيدة فامتعض وامر من يقتل النمري فوجده الرسول قد مات فقال خلصه الموت انتهى وفي الأغاني في ترجمة السيد الحميري ان منصور النمري لما أبلغته أبيات محارب بن دثار الذهلي التي يقول فيها:
يعيب علي أقوام سفاها بان ارجي حسن عليا ومرت في ترجمة السيد قال يجيبه:
يود محارب لو قد رآها * وابصرهم حواليها جيثا وان لسانه من ناب أفعى * وما أرجى أبا حسن عليا وان عجوزه مصعت بكلب * وكان دماء ساقيها جريا متى ترجي أبا حسن عليا * فقد أرجيت يا لكع نبيا وذكر ياقوت في معجم الأدباء في مؤلفات أحمد بن أبي طاهر كتاب اختيار شعر منصور النمري وفي مجالس المؤمنين عن تذكرة ابن المعتز أنه قال : منصور بن سلمة بن الزبرقان النمري من أهل رأس العين كنيته أبو الفضل وهو وإن كان في الظاهر من أصحاب هارون الرشيد الا انه في


[1] الذي في النسخة (قوم هم والد العباس والدكم) وليس له معنى ظاهر بل الظاهر أنه كما ذكرنا اي ان هؤلاء القوم والدم ولد العباس بن عبد المطلب لان أم العباس منهم فلذلك لقبه المنصور خان العباس وإذا كانت أم العباس منهم يكون أبوهم قد ولد العباس لأنه ابن بنته. المؤلف

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست