responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 610

وتقدم إلى عبد الملك بن الحارث السلمي فقال انطلق حتى تأتي عمرو بن سعيد بن العاص بالمدينة وكان أميرا عليها وهو من بني أمية فتبشره بقتل الحسين ع وقال لا يسبقنك الخبر إليه قال عبد الملك فركبت راحلتي وسرت نحو المدينة فلقيني رجل من قريش فقال ما الخبر؟ قلت الخبر عند الأمير تسمعه قال إنا لله وإنا إليه راجعون قتل والله الحسين ولما دخلت على عمرو بن سعيد قال: ما وراءك؟ قلت ما يسر الأمير قتل الحسين بن علي، فقال أخرج فناد بقتله، فناديت فلم أسمع واعية قط مثل واعية بني هاشم في دورهم على الحسين بن علي حين سمعوا بقتله، فدخلت على عمرو بن سعيد فلما رآني تبسم إلي ضاحكا ثم تمثل بقول عمرو بن معد يكرب الزبيدي وقيل إنه لما سمع أصوات نساء بني هاشم ضحك وتمثل بذلك فقال:
- عجت نساء بني زياد عجة * كعجيج نسوتنا غداة الأرنب [1] - ثم قال عمرو: هذه واعية بواعية عثمان ثم صعد المنبر وخطب الناس واعلمهم قتل الحسين ع وقال في خطبته انها لدمة بلدمة وصدمة بصدمة كم خطبة بعد خطبة وموعظة بعد موعظة حكمة بالغة فما تغني النذر والله لوددت ان رأسه في بدنه وروحه في جسده أحيانا كان يسبنا ونمدحه ويقطعنا ونصله كعادتنا وعادته ولم يكن من أمره ما كان ولكن كيف نصنع بمن سل سيفه يريد قتلنا الا ان ندفعه عن أنفسنا فقام عبد الله بن السائب فقال لو كانت فاطمة حية فرأت رأس الحسين ع لبكت عليه فجبهه عمرو بن سعيد وقال نحن أحق بفاطمة منك أبوها عمنا وزوجها أخونا وابنها ابننا لو كانت فاطمة حية لبكت عينها وحرت كبدها وما لامت من قتله ودفعه عن نفسه.
إلى يزيد وأما يزيد فإنه لما وصله كتاب ابن زياد اجابه عليه يأمره بحمل رأس الحسين ع ورؤوس من قتل معه وحمل اثقاله ونسائه وعياله فأرسل ابن زياد الرؤوس مع زحر بن قيس وأنفذ معه أبا بردة بن عوف الأزدي وطارق بن أبي ظبيان في جماعة من أهل الكوفة إلى يزيد. ثم أمر ابن زياد بنساء الحسين ع وصبيانه فجهزوا وامر بعلي بن الحسين ع فغل بغل إلى عنقه وفي رواية في يديه ورقبته ثم سرح بهم في أثر الرؤوس مع محفر بن ثعلبة العائذي وشمر بن ذي الجوشن وحملهم على الأقتاب وساروا بهم كما يسار بسبايا الكفار فانطلقوا بهم حتى لحقوا بالقوم الذين معهم الرؤوس فلم يكلم علي بن الحسين ع أحدا منهم في الطريق بكلمة حتى بلغوا الشام. فلما انتهوا إلى باب يزيد رفع محفر بن ثعلبة صوته فقال هذا محفر بن ثعلبة اتى أمير المؤمنين باللئام الفجرة فاجابه علي بن الحسين ع ما ولدت أم محفر أشر والأم.
قال الزهري لما جاءت الرؤوس كان يزيد في منظرة له على جيرون فانشد لنفسه:
- لما بدت تلك الحمول وأشرقت * تلك الشموس على ربي جيرون - - نعب الغراب فقلت صح أو لا تصح * فلقد قضيت من الغريم ديوني - وفي جواهر المطالب لأبي البركات شمس الدين محمد الباغندي كما في نسخة مخطوطة في المكتبة الرضوية المباركة: قال ابن القفطي في تاريخه ان السبي لما ورد على يزيد بن معاوية خرج لتلقيه فلقي الأطفال والنساء من ذرية علي والحسن والحسين والرؤوس على اسنة الرماح وقد أشرفوا على ثنية العقاب فلما رآهم أنشد:
- لما بدت تلك الحمول وأشرفت * تلك الرؤوس على ربى جيرون - - نعب الغراب فقلت قل أو لا تقل * فلقد قضيت من الرسول ديوني - يعني بذلك انه قتل الحسين بمن قتله رسول الله ص يوم بدر مثل عتبة جده ومن مضى من أسلافه. وقائل مثل هذا برئ من الاسلام ولا شك في كفره وقال في موضع آخر قال بعض أهل التاريخ: هذا كفر صريح لا يقوله مقر بنبوة محمد ص اه.
ولما قربوا من دمشق دنت أم كلثوم من شمر فقالت له لي إليك حاجة فقال ما حاجتك قالت إذا دخلت بنا البلد فاحملنا في درب قليل النظارة وتقدم إليهم ان يخرجوا هذه الرؤوس من بين المحامل وينحونا عنها فقد خزينا من كثرة النظر إلينا ونحن في هذه الحال فامر في جواب سؤالها ان تجعل الرؤوس على الرماح في أوساط المحامل بغيا منه وكفرا وسلك بهم بين النظارة على تلك الصفة حتى اتى بهم باب دمشق، فوقفوا على درج باب المسجد الجامع حيث يقام السبي. وجاء شيخ فدنا من نساء الحسين وعياله فظنهم من سبايا الكفار وقال الحمد لله الذي أهلككم وقتلكم وأراح البلاد من رجالكم وأمكن أمير المؤمنين منكم فقال له علي بن الحسين يا شيخ هل قرأت القرآن قال نعم قال فهل عرفت هذه لآية قل لا أسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى قال قد قرأت ذلك فقال له علي فنحن القربى يا شيخ فهل قرأت وآت ذا القربى حقه فقال قد قرأت ذلك فقال علي فنحن القربى يا شيخ فهل قرأت هذه الآية واعلموا ان ما غنمتم من شئ فأن لله خمسه والرسول ولذي القربى قال نعم فقال له علي فنحن القربى يا شيخ ولكن هل قرأت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا قال قد قرأت ذلك فقال علي فنحن أهل البيت الذين اختصنا الله بآية الطهارة يا شيخ قال فبقي الشيخ ساكتا نادما على ما تكلم به وقال بالله أنكم هم فقال علي بن الحسين ع تالله أنا لنحن هم من غير شك وحق جدنا رسول الله ص إنا لنحن هم فبكى الشيخ ورمى عمامته ثم رفع رأسه إلى السماء وقال اللهم إني أبرأ إليك من عدو آل محمد من جن وأنس ثم قال هل لي من توبة فقال له نعم إن تبت تاب الله عليك وأنت معنا فقال انا تائب فبلغ يزيد خبره فامر بقتله فقتل ثم أن يزيد دعا باشراف أهل الشام فأجلسهم حوله عند يزيد ثم أدخل ثقل الحسين ع ونساؤه ومن تخلف من أهله على يزيد وهم مقرنون في الحبال وزين العابدين ع مغلول فلما وقفوا بين يديه على تلك الحال قال له علي بن الحسين ع أنشدك الله يا يزيد ما ظنك برسول الله ص لو رآنا على هذه الصفة فلم يبق في القوم أحد إلا وبكى فامر يزيد بالحبال فقطعت وأمر بفك الغل عن زين العابدين ع.
ثم وضع رأس الحسين ع بين يديه وأجلس النساء خلفه لئلا ينظرن إليه فجعلت فاطمة وسكينة يتطاولان لينظرا الرأس وجعل يزيد يتطاول ليستر عنهما الرأس فلما رأين الرأس صحن فصاح نساء يزيد


[1] الأرنب وقعة كانت لبني زبيد على بني زياد من بني الحارث بن كعب.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 610
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست