responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 588

واتبع رأسه جثته. وقام ابن الأشعث فشفع في هاني فوعده ابن زياد ثم بدا له فامر بهاني بعد قتل مسلم فقال أخرجوه إلى السوق فاضربوا عنقه أخرجوه وهو مكتوف فجعل يقول وا مذحجاه ولا مذحج لي اليوم ثم جذب يده فنزعها من الكتاف ووثبوا إليه فشدوه وثاقا وضربه مولى تركي لعبيد الله بن زياد يقال له رشيد فقتله. قال المسعودي: وهو يصيح يا آل مراد وهو شيخها وزعيمها وهو يومئذ يكرب في أربعة آلاف دارع وثمانية آلاف راجل وإذا أجابتها أحلافها من كندة وغيرها كان في ثلاثين ألف دارع فلم يجد زعيمهم منهم أحدا شللا وخذلانا وقال الشاعر يرثي هانئا ومسلما ويذكر ما نالهما:
- إذا كنت لا تدرين ما الموت فانظري * إلى هانئ في السوق وابن عقيل - - إلى بطل قد هشم السيف وجهه * وآخر يهوي في طمار قتيل - - أصابهما فرخ البغي فأصبحا * أحاديث من يسعى بكل سبيل - - تري جسدا قد غير الموت لونه * ونضح دم قد سال كل مسيل - - فتى كان أحيا من فتاة حيية * واقطع من ذي شفرتين صقيل - - أ يركب أسماء [1] الهماليج آمنا * وقد طلبته مذحج بذحول - وكان خروج مسلم في الكوفة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة يوم التروية وقتله يوم الأربعاء يوم عرفة لتسع خلون منه.
خروج الحسين إلى العراق وأمر ابن زياد بجثة مسلم وهانئ فصلبتا بالكناسة وبعث برأسيهما إلى يزيد بن معاوية وأخبره بامرهما فأعاد يزيد الجواب إليه يشكره على فعله وسطوته ويقول له قد بلغني أن حسينا قد سار إلى الكوفة فضع المناظر والمسالح واحبس على الظنة وخذ على التهمة واكتب إلي في كل ما يحدث وكان يزيد بن معاوية قد انفذ عمرو بن سعيد بن العاص من المدينة إلى مكة في عسكر عظيم وولاه أمر الموسم وأمره على الحاج كلهم فحج بالناس وأوصاه بقبض الحسين ع سرا وإن لم يتمكن منه يقتله غيلة وأمره أن يناجز الحسين ع القتل إن هو ناجزه فلما كان يوم التروية قدم عمرو بن سعيد إلى مكة في جند كثيف فلما علم الحسين ع بذلك عزم على التوجه إلى العراق وكان قد أحرم بالحج وقد وصله قبل ذلك كتاب مسلم بن عقيل ببيعة أهل الكوفة له فطاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة وقصر من شعره وأحل من إحرام الحج وجعلها عمرة مفردة لأنه لم يتمكن من إتمام الحج مخافة أن يقبض عليه فخرج من مكة يوم الثلاثاء وقيل يوم الأربعاء يوم التروية لثمان مضين من ذي الحجة فكان الناس يخرجون إلى منى والحسين ع خارج إلى العراق ولم يكن علم بقتل مسلم بن عقيل لأن مسلما قتل في ذلك اليوم الذي خرج فيه الحسين ع إلى العراق.
ولما عزم الحسين ع على الخروج من مكة إلى العراق قام خطيبا في أصحابه فكان مما قال: الحمد لله وما شاء الله ولا قوة إلا بالله وصلى الله على رسوله رضا الله رضانا أهل البيت نصبر على بلائه ويوفينا أجور الصابرين لن تشذ عن رسول الله لحمته بل هي مجموعة له في حظيرة القدس تقر بهم عينه وينجز بهم وعده، من كان باذلا فينا مهجته وموطنا على لقاء الله نفسه فليرحل معنا إني راحل مصبحا إن شاء الله تعالى وجاءه أبو بكر عمر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي فنهاه عن الخروج إلى العراق فقال له الحسين ع: جزاك الله خيرا يا ابن عم قد اجتهدت رأيك ومهما يقض الله يكن. وجاءه عبد الله بن عباس فنهاه عن الخروج أيضا فقال استخير الله وانظر ما يكون ثم أتاه مرة ثانية فأعاد عليه النهي وقال إن أبيت إلا الخروج فاخرج إلى اليمن فقال الحسين ع يا ابن عم اني والله لاعلم أنك ناصح مشفق وقد أزمعت أجمعت المسير ثم خرج ابن عباس فمر باب الزبير وانشد:
- يا لك من قبرة بمعمر * خلا لك الجو فبيضي واصفري - - ونقري ما شئت أن تنقري * هذا حسين خارج فابشري - وجاءه عبد الله بن الزبير فأشار عليه بالعراق ثم خشي أن يتهمه فقال لو أقمت لما خالفنا عليك، فلما خرج ابن الزبير قال الحسين ع : ان هذا ليس شئ أحب إليه من أن أخرج من الحجاز ثم جاءه عبد الله بن عمر فأشار عليه بصلح أهل الضلال وحذره من القتل والقتال فقال له يا أبا عبد الرحمن أ ما علمت أن من هوان الدنيا على الله أن رأس يحيى بن زكريا أهدي إلى بغي من بغايا بني إسرائيل أ ما تعلم أن بني إسرائيل كانوا يقتلون ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس سبعين نبيا ثم يجلسون في أسواقهم يبيعون ويشترون كان لم يصنعوا شيئا فلم يعجل الله عليهم بل اخذهم بعد ذلك أخذ عزيز ذي انتقام، اتق الله يا أبا عبد الرحمن ولا تدعن نصرتي. وكان الحسين ع يقول وأيم الله لو كنت في جحر هامة من هذه الهوام لاستخرجوني حتى يقتلوني والله ليعتدن علي كما اعتدت اليهود في السبت والله لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي فإذا فعلوا ذلك سلط الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل من فرام [2] المرأة وجاءه محمد بن الحنفية في الليلة التي أراد الحسين ع الخروج في صبيحتها عن مكة فقال له يا أخي ان أهل الكوفة قد عرفت غدرهم بأبيك وأخيك وقد خفت أن يكون حالك كحال من مضى فان رأيت أن تقيم فإنك أعز من بالحرم وأمنعه فقال يا أخي قد خفت أن يغتالني يزيد بن معاوية بالحرم فأكون الذي يستباح به حرمة هذا البيت فقال له ابن الحنفية.
فان خفت ذلك فصر إلى اليمن أو بعض نواحي البر فإنك امنع الناس به ولا يقدر عليك أحد، فقال انظر فيما قلت، فلما كان السحر ارتحل الحسين ع فبلغ ذلك ابن الحنفية فاتاه فاخذ بزمام ناقته وقد ركبها فقال يا أخي أ لم تعدني النظر فيما سألتك قال بلى قال فما حداك على الخروج عاجلا قال أتاني رسول الله ص بعد ما فارقتك فقال يا حسين اخرج فان الله قد شاء أن يراك قتيلا فقال محمد بن الحنفية إنا لله وإنا إليه راجعون فما معنى حملك هؤلاء النسوة معك وأنت تخرج على مثل هذا الحال فقال إن الله قد شاء أن يراهن سبايا. فسلم عليه ومضى. وسمع عبد الله بن عمر بخروجه فقدم راحلته وخرج خلفه مسرعا فأدركه في بعض المنازل فقال أين تريد يا ابن رسول الله قال العراق قال مهلا ارجع إلى حرم جدك فابى الحسين ع فلما رأى ابن عمر إباءه قال يا أبا عبد الله اكشف لي عن الموضع الذي كان رسول الله ص يقبله منك فكشف الحسين ع عن سرته فقبلها ابن عمر ثلاثا وبكى وقال استودعك الله يا أبا عبد الله فإنك مقتول في وجهك هذا ولما خرج الحسين ع من مكة اعترضته رسل عمرو بن سعيد بن العاص أمير الحجاز من قبل يزيد، عليهم اخوه يحيى بن سعيد ليردوه فابى


[1] هذا يدل على أن الذي جاء بهانئ إلى ابن زياد هو أسماء بن حسان بن أسماء بن خارجة كما هو أحد الروايتين لاحسان بن أسماء.
[2] الفرام خرقة الحيض. - المؤلف -

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 588
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست