responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 566

إلا ما كان من عمر بن عبد العزيز وأخاف معاوية شيعة أمير المؤمنين وقتلهم وشردهم وهدم كثيرا من دورهم فقتل عمرو بن الحمق وحبس زوجته آمنة بنت الشريد سنتين في سجن دمشق وقتل حجر بن عدي وأصحابه بمرج عذراء وحمل عبد الله بن هاشم المرقال إليه مكبلا بالحديد من العراق إلى الشام وأما خراج دار أبجرد فقال ابن الأثير ان أهل البصرة منعوا الحسن منه وقالوا فيئنا لا نعطيه أحدا قال وكان منعهم بأمر معاوية، وقال المدائني كان الحضين بن المنذر الرقاشي يقول والله ما وفى معاوية للحسن بشئ مما أعطاه: قتل حجرا وأصحاب حجر وبايع لابنه يزيد وسم الحسن.
قال ابن عبد البر في الاستيعاب سلم الأمر الحسن إلى معاوية في النصف من جمادى الأولى من سنة 41 وكل من قال أنه كان سنة أربعين فقد وهم اه. وفي المستدرك للحاكم كان ذلك في جمادي الأولى سنة 41 اه.
وقيل كان ذلك لخمس بقين من ربيع الأول وقيل في ربيع الآخر فعلى الأول تكون مدة خلافته الظاهرة سبعة أشهر وأربعة وعشرين يوما لأن بيعته كانت في الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة 40 وعلى الثاني تكون خلافته ستة أشهر وأربعة أيام وقيل ثلاثة أيام وقيل خمسة أيام وذلك بناء على الخلاف في تاريخ وفاة أمير المؤمنين ع وعلى الثالث تكون أكثر من ذلك بأيام.
معاتبة أصحاب الحسن ع له على الصلح واعتذاره إليهم قال أبو الفرج الأصبهاني في مقاتل الطالبيين اجتمع إلى الحسن ع وجوه الشيعة وأكابر أصحاب أمير المؤمنين ع يلومونه ويبكون إليه جزعا مما فعله.
وقال المدائني ان معاوية لما خطب الناس بالكوفة وقال في جملة خطبته كل شرط شرطته فتحت قدمي هاتين قال المسيب بن نجبة للحسن ع ما ينقضي عجبي منك بايعت معاوية ومعك أربعون ألفا لنفسك وثيقة وعقدا ظاهرا أعطاك أمرا فيما بينك وبينه ثم قال ما قد سمعت والله ما أراد بها غيرك قال فما ترى قال أرى أن ترجع إلى ما كنت عليه فقد نقض ما كان بينه وبينك فقال يا مسيب اني لو أردت بما فعلت الدنيا لم يكن معاوية بأصبر عند اللقاء ولا أثبت عند الحرب مني ولكني أردت صلاحكم وكف بعضكم عن بعض فارضوا بقدر الله وقضائه حتى يستريح بر ويستراح من فاجر.
قال المدائني ودخل عبيد بن عمرو الكندي على الحسن ع وكان ضرب على وجهه مع قيس بن سعد بن عبادة فقال ما الذي ارى بوجهك قال أصابني مع قيس فالتفت حجر بن عدي إلى الحسن وقال كلاما لا يخلو من سوء أدب حمله عليه شدة الحب ثم قال انا رجعنا راغمين بما كرهنا ورجعوا مسرورين بما أحبوا فتغير وجه الحسن وغمز الحسين حجرا فسكت فقال الحسن ع يا حجر ليس كل الناس يحب ما تحب ولا رأيه رأيك وما فعلت ما فعلت إلا ابقاء عليك والله كل يوم في شأن.
بعض أخبار الحسن ع قال المدائني روى أبو الطفيل أن الحسن ع قال لمولى له أ تعرف معاوية بن خديج قال نعم قال إذا رأيته فاعلمني فرآه خارجا من دار عمرو بن حريث فقال هو هذا فدعاه فقال له أنت الشاتم عليا عند ابن آكلة الأكباد اما والله لئن وردت الحوض ولا ترده لترينه مشمرا عن ساقيه حاسرا عن ذراعيه يذود عنه المنافقين.
قال المدائني وحدثنا سليمان بن أيوب عن الأسود بن قيس العبدي ان الحسن ع لقي يوما حبيب بن مسلمة فقال له يا حبيب رب مسير لك في غير طاعة الله قال اما مسيري إلى أبيك فليس من ذلك قال بلى والله ولكنك أطعت معاوية على دنيا قليلة زائلة فلئن قام بك في دنياك لقد قعد بك كفي آخرتك ولو كنت إذ فعلت شرا قلت خيرا كان ذلك كما قال الله عز وجل خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ولكنك كما قال الله سبحانه كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون.
ما جرى بين الحسن ع وزياد ابن أبيه ولنقدم قبل ذلك الكلام على نسب زياد واستلحاق معاوية إياه:
كانت سمية أم زياد أمة للحارث بن كلدة بن عمرو بن علاج الثقفي طبيب العرب وكانت تحت عبيد عبد من عبيد ثقيف فقدم أبو سفيان إلى الطائف فنزل على رجل خمار يقال له أبو مريم فطلب منه بغيا فاتى له بسمية وهي متزوجة بعبيد فبات معها فولدت زيادا على فراش عبيد فكان يقال له زياد بن عبيد ثم إن أبا سفيان أدعاه في خلافة عمر لكنه لم يجسر على المجاهرة بذلك خوفا من عمر ومن المسلمين لمخالفة ذلك لقوله ص الولد للفراش وللعاهر الحجر وحيث إن زيادا ولد على فراش عبيد فهو ابنه شرعا وزنا أبي سفيان بأمه لا يسوع الحاقه به. روى غير واحد من المؤرخين أن زيادا تكلم كلاما وهو غلام حدث بمحضر عمر في خلافته أعجب الحاضرين وأبو سفيان حاضر وعلي بن أبي طالب ع وعمرو بن العاص فقال عمرو لله أبو هذا الغلام لو كان قرشيا لساق العرب بعصاه فقال أبو سفيان انه لقرشي وإني لأعرف الذي وضعه في رحم أمه فقال علي ومن هو قال انا فقال مهلا يا أبا سفيان فقال عمرو هلا تستلحقه قال أخاف هذا الجالس يعني عمر ان يخرق علي أهابي قال المدائني فلما كان زمن علي ع ولى زيادا فارس أو بعض أعمالها فضبطها ضبطا صالحا وجبى خراجها وكتب إليه معاوية كتابا يتهدده فيه وكتب في أسفل الكتاب شعرا يعرض له فيه بأنه اخوه من جملته:
- چتنسى أباك وقد شالت نعامته * إذ يخطب الناس والوالي لهم عمر - فلما ورد الكتاب على زياد خطب الناس فقال العجب من ابن آكلة الأكباد ورأس النفاق يهددني وبيني وبينه ابن عم رسول الله ص وزوج سيدة نساء العالمين وأبو السبطين وصاحب الولاية والمنزلة والاخاء في مائة ألف من المهاجرين والأنصار و التابعين لهم باحسان اما والله لو تخطى هؤلاء أجمعين إلي لوجدني ضرابا بالسيف. ثم كتب إلى علي ع وبعث بكتاب معاوية في كتابه فكتب إليه علي ع أما بعد فاني قد وليتك ما وليتك وأنا أراك لذلك أهلا وإنه قد كانت من أبي سفيان فلتة في أيام عمر من أماني التيه وكذب النفس لم تستوجب بها ميراثا ولم تستحق بها نسبا وان معاوية كالشيطان الرجيم يأتي المرء من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله فاحذره ثم أحذره ثم أحذره والسلام. فلما قرأ زياد الكتاب قال شهد بها ورب الكعبة ولم تزل في نفسه حتى أدعاه معاوية فلما قتل علي ع بقي

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 566
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست