responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 517

فقال من زعم إني رجعت عن الحكومة فقد كذب ومن رآها ضلالا فقد ضل فخرجت الخوارج من المسجد فحكمت. قال ابن أبي الحديد كل فساد في خلافة علي أصله الأشعث ولولا فعله هذا لم يكن حرب النهروان فإنه ع أراد أن يسلك معهم مسلك التعريض فقال لهم كلمة مجملة يقولها الأنبياء والمعصومون فرضوا بها فالجاه الأشعث إلى التصريح حيث سأله بحضور من لا يمكنه معه إلا التصريح فانتقض ما دبره. قال الطبري لما بعث علي ع أبا موسى لانفاذ الحكومة اجتمعت الخوارج في منزل عبد الله بن وهب الراسي فخطبهم وقال اخرجوا بنا من هذه القرية الظالم أهلها ثم ولوه أمرهم وكاتبوا من بالبصرة وتعبدوا ليلة الجمعة ويومها وساروا يوم السبت حتى نزلوا جسر النهروان فاتى عليا أصحابه وشيعته فبايعوه وقالوا نحن أولياء من واليت وأعداء من عاديت فشرط لهم في سنة رسول الله ص فجاء ربيعة بن أبي شداد الخثعمي وكان شهد معه الجمل وصفين ومعه راية خثعم فقال له علي ع بايع على كتاب الله وسنة رسوله ص فقال على سنة أبي بكر وعمر فقال علي ويلك لو أن أبا بكر وعمر عملا بغير كتاب الله وسنة رسوله لم يكونا على شئ من الحق فبايعه فنظر إليه علي وقال أما والله لكأني بك وقد نفرت مع هذه الخوارج فقتلت وكأني بك وقد وطأتك الخيل بحوافرها فقتل يوم النهر مع خوارج البصرة.
وأما خوارج البصرة فاجتمعوا في خمسمائة وجعلوا عليهم مسعر بن فدكي التميمي فعلم بهم ابن عباس فاتبعهم أبا الأسود الدؤلي فلحقهم بالجسر الأكبر فتواقفوا حتى حجز بينهم الليل وأدلج مسعر بأصحابه حتى لحق بعبد الله بن وهب بالنهر وقام علي ع في الكوفة فخطبهم فقال الحمد لله وإن أتى الدهر بالخطب الفادح والحدثان الجليل أما بعد فان المعصية تورث الحسرة وتعقب الندم وقد كنت امرتكم في هذين الرجلين وفي هذه الحكومة أمري ونحلتكم رأيي لو كان لقصير أمر ولكن أبيتم إلا ما أردتم فكنت أنا وأنتم كما قال أخو هوازن:
- أمرتهم أمري بمنعرج اللوى * فلم يستبينوا الرشد الا ضحى الغد - إلا أن هذين الرجلين الذين اخترتموهما حكمين قد نبذا حكم القرآن وراء ظهورهما وأحييا ما أمات القرآن واتبع كل واحد منهما هواه بغير هدى من الله فحكما بغير حجة بينة ولا سنة ماضية واختلفا في حكمهم وكلاهما لم يرشد فبرئ الله منهما ورسوله وصالح المؤمنين استعدوا وتأهبوا للمسير إلى الشام وأصبحوا في معسكركم إن شاء الله يوم الاثنين، ثم نزل وكتب إلى الخوارج أن الرجلين الذين ارتضينا حكمهما قد خالفا كتاب الله واتبعا أهواءهما فاقبلوا فانا سائرون إلى عدونا وعدوكم ونحن على الأمر الذي كنا عليه فكتبوا إليه إنك لم تغضب لربك إنما غضبت لنفسك فان شهدت على نفسك بالكفر واستقبلت التوبة نظرنا فيما بيننا و بينك وإلا فقد نابذناك على سواء أن الله لا يحب الخائنين فايس منهم ورأى أن يدعهم ويمضي بالناس إلى أهل الشام وكتب إلى عبد الله بن عباس أمير البصرة يأمره باشخاص أهلها إليه فقرأ عليهم الكتاب وأمرهم بالشخوص مع الأحنف فشخص معه منهم ألف وخمسمائة فاستقلهم ابن عباس فخطبهم وقال لم يشخص منكم إلا ألف وخمسمائة وأنتم ستون ألفا ألا انفروا مع جارية بن قدامة السعدي وتهدد من يتأخر وأمر أبا الأسود بحشرهم فاجتمع إلى جارية ألف وسبعمائة فقدموا عليه بالنخيلة ثم جمع رؤساء أهل الكوفة وقال أنتم اخواني وأنصاري وأعواني على الحق وصحابتي على جهاد عدوي المحلين، بكم أضرب المدبر وارجو تمام طاعة المقبل، وطلب إليهم أن يكتب له كل رئيس ما في عشيرته فقام سعيد بن قيس الهمداني فقال يا أمير المؤمنين سمعا وطاعة وودا ونصيحة أنا أول الناس جاء بما سالت وقام معقل بن قيس الرياحي فقال له نحوا من ذلك وقام عدي بن حاتم وزياد بن خصفة وحجر بن عدي وأشراف الناس والقبائل فقالوا مثل ذلك فرفعوا إليه خمسة وستين ألفا فكانوا مع أهل البصرة ثمانية وستين ألفا ومائتين وبلغه أن الناس يقولون لو سار بنا إلى هذه الحرورية فبدأنا بهم ثم خرجنا إلى المحلين فخطبهم وقال إن غير هذه الخارجة أهم إلينا منهم فدعوا ذكرهم وسيروا إلى قوم يقاتلونكم كيما يكونوا جبارين ملوكا ويتخذوا عباد الله خولا فتنادوا من كل جانب سر بنا يا أمير المؤمنين حيث أحببت وقام صيفي بن فسيل الشيباني فقال يا أمير المؤمنين نحن حزبك وأنصارك نعادي من عاديت ونشايع من أناب إلى طاعتك فسر بنا إلى عدوك من كانوا وأينما كانوا فإنك إن شاء الله لن تؤتى من قلة عدد ولا ضعف نية اتباع وقام إليه محرز بن شهاب التميمي من بني سعد فقال يا أمير المؤمنين شيعتك كقلب رجل واحد في الاجماع على نصرتك والجد في جهاد عدوك فابشر بالنصر وسر بنا إلى أي الفريقين أحببت فانا شيعتك الذين نرجو في طاعتك وجهاد من خالفك صالح الثواب ونخاف في خذلانك والتخلف عنك شدة الوبال.
وقال المسعودي كان علي انفصل عن الكوفة في خمسة وثلاثين ألفا وأتاه من البصرة من قبل ابن عباس وكان عامله عليها عشرة آلاف فيهم الأحنف بن قيس وجارية بن قدامة السعدي وذلك في سنة 38 فنزل على الأنبار والتأمت إليه العساكر فخطب الناس وحرضهم على الجهاد وقال سيروا إلى قتلة المهاجرين والأنصار قد طالما سعوا في اطفاء نور الله وحرضوا على قتل رسول الله ص ومن معه إلا أن رسول الله أمرني بقتال الناكثين وهم هؤلاء الذين فرغنا منهم والمارقين ولم نلقهم بعد فسيروا إلى القاسطين فهم أهم علينا من الخوارج سيروا إلى قوم يقاتلونكم كيما يكونوا جبارين يتخذهم الناس أربابا ويتخذون عباد الله خولا ومالهم دولا فأبوا إلا أن يبدأوا بالخوارج اه وأما الخوارج فقد قال أبو العباس المبرد في الكامل انهم مضوا إلى النهروان فمن طريف أخبارهم أنهم أصابوا في طريقهم مسلما ونصرانيا فقتلوا المسلم لأنه عندهم كافر لأنه على خلاف معتقدهم واستوصوا بالنصراني وقالوا احفظوا ذمة نبيكم. قال ونحو ذلك ان واصل بن عطاء أقبل في رفقة فأحس بالخوارج فقال واصل لأهل الرفقة ان هذا ليس من شأنكم فاعتزلوا ودعوني وإياهم وكانوا قد أشرفوا على العطب، فقالوا شأنك، فخرج إليهم فقالوا ما أنت وأصحابك؟ قال قوم مشركون مستجيرون بكم ليسمعوا كلام الله ويفهموا حدوده قالوا قد أجرناكم قال فعلمونا فجعلوا يعلمونهم أحكامهم ويقول واصل قد قبلت أنا ومن معي قالوا فامضوا مصاحبين فقد صرتم اخواننا فقال بل تبلغوننا مامنا لأن الله تعالى يقول وان أحد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مامنه قال فينظر بعضهم إلى بعض ثم قالوا ذاك لكم فساروا معهم بجمعهم حتى ابلغوهم المأمن. قال ولقيهم عبد الله بن خباب صاحب رسول الله ص في عنقه مصحف على حمار ومعه امرأته وهي حامل فقالوا له ان هذا الذي في عنقك يأمرنا بقتلك فوثب رجل منهم على رطبة سقطت من نخلة فوضعها في فيه فصاحوا به فلفظها تورعا وعرض لرجل منهم خنزير فضربه فقتله فقالوا هذا فساد في الأرض. قال الطبري: فاتى صاحب الخنزير فأرضاه فلما رأى ذلك منهم ابن خباب قال لئن كنتم

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 517
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست