responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 500

مني فلم يستقيموا له وما أنت يا معاوية والخلافة وأنت طليق وابن طليق.
فلما انتهى الكتاب إلى معاوية قال هذا عملي بنفسي والله لا اكتب إليه كتابا سنة وقال معاوية في ذلك:
- دعوت ابن عباس إلى جل خطة * وكان امرأ أهدي إليه رسائلي - - فاخلف ظني والحوادث جمة * وما زاد أن أغلي عليه مراجلي - - فأبرق وارعد ما استطعت فإنني * إليك بما يشجيك سبط الأنامل - فقال الفضل بن عباس يجيبه على ذلك - الا يا ابن هند انني غير غافل * وانك ما تسعى له غير نائل - - وأيقنت انا أهل حق وانما * دعوت لأمر كان أبطل باطل - - دعوت ابن عباس إلى السلم خدعة * وليس لها حتى تدين بسائل - - فلا سلم حتى تشجر الخيل بالقنا * وتضرب هامات الرجال الأماثل - - وآليت لا تهدي إليه رسالة * إلى أن يحول الحول من رأس قابل - - أردت به قطع الجواب وانما * رماك فلم يخطئ بنات المقاتل - - وقلت له لو بايعوك تبعتهم * فهذا علي خير حاف وناعل - - وصي رسول الله من دون أهله * وفارسه ان قيل هل من منازل - فعرض شعره على علي فقال أنت أشعر قريش فضرب بها الناس إلى معاوية.
مقاتلة عك وهمدان ولما اشتد القتال ارسل معاوية إلى عمرو ان قدم عكا والأشعرين إلى من بازائهم فبعث عمرو إلى معاوية اني أقدم عكا إلى همدان فاتاهم عمرو فقال يا معشر عك ان عليا قد عرف انكم حي أهل الشام فعبأ لكم حي أهل العراق همدان فاصبروا وهبوا لنا جماجمكم ساعة من النهار فقد بلغ الحق مقطعه فقال ابن مسروق العكي أمهلوني حتى آتي معاوية فاتاه فقال اجعل لنا فريضة ألفي رجل في ألفين ألفين ومن هلك فابن عمه مكانه لتقر اليوم عينك قال ذلك لك فرجع ابن مسروق إلى أصحابه فأخبرهم الخبر فقالت عنك نحن لهمدان فتقدمت عك إلى همدان وفي ذلك يقول القائل:
- همدان همدان وعك عك * سيعلم اليوم من الارك - وكانت على عك الدروع وليست عليهم رانات [1] فنادى سعيد بن قيس يا لهمدان خدموا القوم اي اضربوا سوقهم والتخديم ضرب مكان الخدمة وهي الحجل فنادى أبو مسروق العكي يا لعك بركا كبرك الكمل ثم رموا بحجر بين أيديهم وقالوا لا نفر حتى يفر هذا الحكر وهم يقلبون الجيم كافا وفي رواية ان عكا قيدت أرجلها بالعمائم يوم صفين حتى لا تفر فبركوا تحت الحجف وشجروهم بالرماح وتقدم شيخ من همدان وهو يقول:
- يا لبكيل لخمها وحاشد * نفسي فداكم طاعنوا وجالدوا - - حتى تخر منكم القماحد * وأرجل تتبعها سواعد - - بذاك اوصى جدكم والوالد - وتقدم رجل من عك وهو يقول:
- يدعون همدان وندعو عكا * ان خدم القوم فبركا بركا - - لا تدخلوا نفسي عليكم شكا - فالقى القوم الرماح وساروا إلى السيوف وتجالدوا حتى أدركهم الليل فقالت همدان يا معشر عك انا والله لا ننصرف حتى تنصرفوا وقالت عك مثل ذلك فأرسل معاوية إلى عك أبروا قسم القوم فانصرفت عك ثم انصرفت همدان وقال عمرو في ذلك:
- ان عكا وحاشدا وبكيلا * كأسود الضراب لاقت اسودا - - وحبا القوم بالقنا وتساقوا * بظبات السيوف موتا عتيدا - - يعلم الله ما رأيت من القوم * ازورارا ولا رأيت صدودا - - غير ضرب فوق الطلى وعلى الها * م وقرع الحديد يعلو الحديدا - - ولقد قال قائل خدموا السوق * فخرت هناك عك قعودا - - كبراك الجمال اثقلها الحمل * فما تستقل الا وئيدا - ولما اشترطت عك والأشعرون على معاوية ما اشترطوا من الفريضة والعطاء فأعطاهم لم يبق من أهل العراق أحد في قلبه مرض الا طمع في معاوية وشخص بصره إليه حتى فشا ذلك في الناس وبلغ عليا فساءه وجاء المنذر بن أبي حميضة الأوزاعي وكان فارس همدان وشاعرهم فقال يا أمير المؤمنين ان عكا والأشعرين طلبوا إلى معاوية الفرائض والعقار فأعطاهم فباعوا الدين بالدنيا وانا رضينا بالآخرة من الدنيا وبالعراق من الشام وبك من معاوية والله لآخرتنا خير من دنياهم ولعراقنا خير من شامهم ولإمامنا اهدى من امامهم فامتحنا بالصبر واحملنا على الموت وقال:
- ان عكا سألوا الفرائض والأشعر * سألوا جوائزا بثنيه - - تركوا الدين للعطاء وللفرض * فكانوا بذاك شر البرية - - وسألنا حسن الثواب من الله * وصبرا على الجهاد ونيه - - فلكل ما سأله ونواه * كلنا يحسب الخلاف خطيه - - ولأهل العراق أحسن في الحر * ب إذا ما تدانت السمهرية - - ولأهل العراق احمل للثقل * إذا عمت البلاد بليه - - ليس منا من لم يكن في الله * وليا يا ذا الولا والوصية - فقال علي ع حسبك رحمك الله وأثنى عليه خيرا وعلى قومه وانتهى شعره إلى معاوية فقال والله لأستميلن بالأموال ثقات علي ولأقسمن فيهم المال حتى تغلب دنياي آخرته.
حسن بلاء همدان بصفين ولما أصبح الناس غدوا على مصافهم ونادى معاوية في احياء اليمن فقال عبوا كل فارس مذكور فيكم اتقوا به لهذا الحي من همدان فخرجت خيل عظيمة فلما رآها علي عرف انها عيون الرجال فنادى يا لهمدان فاجابه سعيد بن قيس فقال علي احمل فحمل حتى خالط الخيل بالخيل واشتد القتال وحطمتهم همدان حتى الحقوهم بمعاوية فقال ما لقيت من همدان وجزع جزعا شديدا وأسرع في فرسان أهل الشام القتل وجمع علي همدان فقال يا معشر همدان أنتم درعي ورمحي يا همدان ما نصرتم الا الله ولا أجبتم غيره فقال سعيد بن قيس أجبنا الله وأنت ونصرنا نبي الله ص في قبره وقاتلنا معك من ليس مثلك فارم بنا حيث أحببت وفي ذلك اليوم قال علي ع:
- ولو كنت بوابا على باب جنة * لقلت لهمدان ادخلي بسلام - فقال علي لصاحب لواء همدان اكفني أهل حمص فاني لم الق من أحد ما لقيت منهم فتقدم وتقدمت همدان وشدوا شدة واحدة على أهل حمص فضربوهم ضربا شديدا متداركا بالسيوف وعمد الحديد حتى ألجأوهم إلى


[1] جمع ران وهو كالخف الا انه لا قدم له وهو أطول من الخف يحفظ به الساق.
- المؤلف -

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 500
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست