responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 501

قبة معاوية وارتجز رجل من همدان في أرحب فقال:
- قد قتل الله رجال حمص * حرصا على المال وأي حرص - - غروا بقول كذب وخرص * قد نكص القوم وأي نكص - - عن طاعة الله وفحوى النص - وحمل أهل حمص ورجل من كندة يقدمهم وهو يقول:
- قد قتل الله رجال العالية * حتى يكونوا كرجال باليه - - من عهد عاد وثمود الثاوية * بالحجر أو يملكهم معاوية - ولما عبا معاوية حماة الخيل لهمدان فردت خيله اسف فخرج بسيفه فحملت عليه فوارس همدان ففارقها ركضا وانكسر حماة أهل الشام ورجعت همدان إلى مكانها.
دعاء معاوية مروان وعمرا لقتال الأشتر ودعا معاوية مروان بن الحكم فقال إن الأشتر قد غمني فاخرج بهذه الخيل في كلاع ويحصب فالقه فقاتل بها فقال مروان ادع لها عمرا فإنه شعارك دون دثارك قال وأنت نفسي دون وريدي قال لو كنت كذلك ألحقتني به في العطاء أو ألحقته بي في الحرمان ولكنك أعطيته ما في يديك ومنيته ما في يدي غيرك فان غلبت طاب له المقام وان غلبت خف عليه الهرب فقال معاوية يغني الله عنك قال اما اليوم فلا ودعا معاوية عمرا وأمره بالخروج إلى الأشتر فقال والله اني لا أقول لك كما قال مروان قال ولم تقوله وقد قدمتك واخرته وأدخلتك وأخرجته قال عمرو اما والله لئن كنت فعلت لقد قدمتني كافيا وأدخلتني ناصحا وقد أكثر القوم عليك في أمر مصر وإن كان لا يرضيهم الا اخذها فخذها فخرج عمرو في تلك الخيل فلقيه الأشتر امام الخيل وهو يقول:
- يا ليت شعري كيف لي بعمرو * ذاك الذي أوجبت فيه نذري - - ذاك الذي اطلبه بوتري * ذاك الذي فيه شفاء صدري - - ذاك الذي ان القه بعمري * تغل به عند اللقاء قدري - - أو لا فربي عاذري بعذري - فعرف عمرو انه الأشتر فجبن وفشل واستحيا ان يرجع فاقبل نحو الصوت وهو يقول:
- يا ليت شعري كيف لي بمالك * كم فارس قتلته وفاتك - - هذا وهذا عرضة المهالك - فلما غشيه الأشتر بالرمح راع عنه عمرو فطعنه الأشتر في وجهه فلم يصنع شيئا وثقل عمرو فامسك على وجهه وثنى عنان فرسه ورجع راكضا إلى المعسكر. ونادى غلام من يحصب يا عمرو عليك العفا ما هبت الصبا يا لحمير هاتوا اللواء فاخذه وكان غلاما شابا وهو يقول:
- ان يك عمرو قد علاه الأشتر * بأسمر فيه سنان أزهر - - فذاك والله لعمري مفخر * يا عمرو يكفيك الطعان حمير - - واليحصبي بالطعان أمهر * دون اللواء اليوم موت احمر - فنادى الأشتر ابنه إبراهيم خذ اللواء فغلام لغلام فاخذه إبراهيم وتقدم وهو يقول:
- يا أيها السائل عني لا ترع * أقدم فاني من عرانين النخع - - كيف ترى طعن العراقي الجذع * أطير في يوم الوغى ولا أقع - - ما ساءكم سر وما ضر نفع * أعددت ذا اليوم لهول المطلع - وحمل على الحميري فالتقاه الحميري بلوائه ورمحه ولم يبرحا يطعن كل واحد منهما صاحبه حتى سقط الحميري قتيلا وشمت مروان بعمرو وغضب القحطانيون على معاوية وقالوا تولي علينا من لا يقاتل معنا ولا رجلا منا والا فلا حاجة لنا فيك فقال لهم معاوية لا اولي عليكم بعد موقفي هذا الا رجلا منكم. ولما أسرع أهل العراق في أهل الشام قال معاوية هذا يوم تمحيص ان القوم قد أسرع فيهم كما أسرع فيكم فاصبروا وكونوا كراما وحرض علي أصحابه فقام إليه الأصبغ بن نباتة فقال يا أمير المؤمنين انك جعلتني على شرطة الخميس وقدمتني في الثقة دون الناس أو فقدمني في البقية من الناس فإنك لا تفقد لي اليوم صبرا ولا نصرا اما أهل الشام فقد هدهم ما أصبنا منهم واما نحن ففينا بعض البقية ائذن لي فأتقدم قال تقدم باسم الله والبركة فتقدم واخذ الراية ومضى بها ورجع وقد خضب سيفه ورمحه دماء وكان شيخا ناسكا عابدا وكان من ذخائر علي وممن بايعه على الموت وكان من فرسان أهل العراق وكان علي ع يضن به على الحرب والقتال. وكانوا قد ثقلوا عن البراز حين عضتهم الحرب فقال الأشتر يا أهل العراق أ ما من رجل يشري نفسه لله.
تبارز الأب وابنه فخرج أثال بن حجل فنادى بين العسكرين هل من مبارز فدعا معاوية حجلا فقال دونك الرجل وكانا مستبصرين في رأيهما فبرز كل واحد منهما إلى صاحبه فبدره الشيخ بطعنة فطعنه الغلام وانتمى فإذا هو ابنه فنزلا فاعتنق كل واحد منهما صاحبه وبكيا فقال له الأب اني أثال هلم إلى الدنيا فقال له الغلام يا أبه هلم إلى الآخرة والله يا أبه لو كان من رأيي الانصراف إلى أهل الشام لوجب عليك ان يكون من رأيك لي ان تنهاني وا سوأتا ما ذا أقول لعلي وللمؤمنين الصالحين كن على ما أنت عليه وانا أكون على ما انا عليه وانصرف حجل إلى أهل الشام وانصرف أثال إلى أهل العراق فخبر كل واحد منهما أصحابه وقال في ذلك حجل:
- ان حجل بن عامر واثالا * أصبحا يضربان في الأمثال - - اقبل الفارس المدجج في النقع * أثال يدعو يريد نزالي - - دون أهل العراق يخطر كالفح‌ل * على ظهر هيكل ذيال - - فدعاني له ابن هند وما زال * قليلا في صحبه امثالي - - فتناولته ببادرة الرم‌ح * واهوى بأسمر عسال - - فاطعنا وذاك من حدث الده‌ر * عظيم فتى لشيخ بحال - - شاجرا بالقناة صدر أبيه * وعظيم علي طعن أثال - - لا أبالي حين اعترضت اثالا * واثال كذاك ليس يبالي - - فافترقنا على السلامة والنفس * يقيها مؤخر الآجال - - لا يراني على الهدى واراه * من هدانا على سبيل ضلال - فلما انتهى شعره إلى أهل العراق قال ابنه أثال مجيبا له وكان مجتهدا مستبصرا:
- ان طعني وسط العجاجة حجلا * لم يكن في الذي نويت عقوقا - - كنت أرجو به الثواب من الله * وكوني مع النبي رفيقا - - لم أزل انصر العراق من الشام * أراني بفعل ذاك حقيقا - - قال أهل العراق إذ عظم الخطب * ونق المبارزون نقيقا -

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 501
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست