responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 490

بالحديد لا يرى منه إلا عيناه فقال يا أمير المؤمنين مرني بامرك فوالله ما تأمرني بشئ إلا صنعته فقال علي ع:
- سمحت بأمر لا يطاق حفيظة * وصدقا واخوان الحفاظ قليل - - جزاك اله الناس خيرا فقد وفت * يداك بفضل ما هناك جزيل - أبا الحارث شد الله ركنك احمل على أهل الشام حتى تأتي أصحابك فتقول لهم أمير المؤمنين يقرأ عليكم السلام ويقول لكم هللوا وكبروا من ناحيتكم ونهلل نحن ونكبر من هاهنا احملوا من جانبكم ونحمل نحن من جانبنا على أهل الشام فضرب الجعفي فرسه حتى إذا قام على السنابك حمل على أهل الشام المحيطين بأصحاب علي فطاعنهم ساعة وقاتلهم فانفرجوا له حتى أتى أصحابه فلما رواه استبشروا به وفرحوا وقالوا ما فعل أمير المؤمنين قال: صالح، يقرئكم السلام ويقول لكم هللوا وكبروا واحملوا حملة رجل واحد من ذلك الجانب ونهلل نحن من جانبنا ونكبر ونحمل من خلفكم فهللوا وكبروا وهلل علي وأصحابه من ذلك الجانب وحملوا على أهل الشام من هناك وحمل علي من هاهنا في أصحابه فانفرج أهل الشام عنهم فخرجوا وما أصيب منهم رجل واحد ولقد قتل من فرسان أهل الشام يومئذ زهاء سبعمائة رجل وقال علي ع من أعظم الناس غناء؟ قالوا أنت يا أمير المؤمنين قال كلا ولكنه الجعفي.
قتال مضر بصفين وذكروا أن عليا ع كان لا يعدل بربيعة أحدا من الناس فشق ذلك على مضر وأظهروا لهم القبيح وأبدوا ذات أنفسهم فقال حضين بن المنذر شعرا أغضب مضرا فيه:
- رأت مضر صارت ربيعة دونهم * شعار أمير المؤمنين وذا الفضل - - فابدوا إلينا ما تجن صدورهم * علينا من البغضا وذاك لها أصل - - وأنا أناس خصنا الله بالتي * رآنا لها أهلا وأنتم لها أهل - - فابلوا بلانا أو أقروا بفضلنا * ولن تلحقونا الدهر ما حنت الإبل - فغضبوا من شعره فقام أبو الطفيل عامر بن واثلة الكناني وعمير بن عطارد بن حاجب بن زرارة التميمي ووجوه بني تميم وقبيصة بن جابر الأسدي في وجوه بني أسد وعبيد الله بن عامر العامري في وجوه هوازن فاتوا عليا ع فتكلم أبو الطفيل فقال يا أمير المؤمنين أنا والله ما نحسد قوما خصهم الله منك بخير إن حمدوه وشكروه وإن هذا الحي من ربيعة قد ظنوا أنهم أولى بك منا وإنك لهم دوننا فاعفهم عن القتال أياما واجعل لكل امرئ منا يوما يقاتل فيه فانا ان اجتمعنا اشتد عليك بلاؤنا فقال علي أعطيتم ما طلبتم وذلك يوم الأربعاء وأمر ربيعة أن تكف عن القتال وكانت بإزاء اليمن من صفوف أهل الشام فغدا عامر بن واثلة في قومه من كنانة وهم جماعة عظيمة فتقدم أمام الخيل وهو يقول طاعنوا وضاربوا ثم حمل وهو يقول:
- قد صبرت في حربها كنانه * والله يجزيها بها جنانه - - من أفرع الصبر عليه زانه * أو غلب الجبن عليه شانه - - أو كفر الله فقد أهانه * غدا يعض من عصى بنانه - فاقتتلوا قتالا شديدا ثم انصرف أبو الطفيل إلى علي ع فقال يا أمير المؤمنين انك نباتنا أن أشرف القتل الشهادة واحظى الأمر الصبر وقد والله صبرنا حتى أصبنا فقتيلنا شهيد وحينا ثائر فاطلب بمن بقي ثار من مضى فانا وإن كان قد ذهب صفونا وبقي كدرنا فان لنا دينا لا يميل به الهوى ويقينا لا تزحمه الشبهة فاثنى علي عليه خيرا. ثم غدا يوم الجمعة عمير بن عطارد بجماعة من بني تميم وهو يومئذ سيد مضر من أهل الكوفة فقال يا قوم إني اتبع آثار أبي الطفيل وتتبعون آثار كنانة وتقدم برايته وهو يقول:
- قد ضاربت في حربها تميم * إن تميما حظها عظيم - - لها حديث ولها قديم * إن الكريم نسله كريم - - إن لم تردهم رايتي فلوموا * دين قويم وهدى سليم - فطعن برايته حتى خضبها دما وقاتل أصحابه قتالا شديدا حتى أمسوا وانصرف عمير إلى علي ع وعليه سلاحه فقال يا أمير المؤمنين قد كان ظني بالناس حسنا وقد رأيت منهم فوق ظني بهم قاتلوا من كل جهة وبلغوا جهدهم من عدوهم. ثم غدا يوم السبت قبيصة بن جابر الأسدي في بني أسد وهم حي الكوفة بعد همدان فقال يا معشر بني أسد أما انا فلا اقصر دون صاحبي وأما أنتم فذلك إليكم ثم تقدم برايته وهو يقول:
- قد حافظت في حربها بنو أسد * ما مثلها تحت العجاج من أحد - - أقرب من يمن واناى من نكد * كأننا ركن ثبير أو أحد - - لسنا بأوباش ولا بيض البلد * لكننا المحة من ولد سعد - - كنت ترانا في العجاج كالأسد * يا ليت روحي قد نأى عن الجسد - فقاتل القوم ولم يكونوا على ما يريد في الجهد فعدلهم على ما يحب فظفر ثم أتى عليا ع فقال يا أمير المؤمنين ان استهانة النفوس في الحرب أبقى لها والقتل خير لها في الآخرة. ثم غدا يوم الأحد عبد الله بن الطفيل العامري وكان سيد بني عامر فغدا بجماعة هوازن وهو يقول:
- قد ضاربت في حربها هوازن * أولاك قوم لهم محاسن - - حبي لهم حزم وجاش ساكن * طعن مدارك وضرب واهن - - هذا وهذا كل يوم كائن * لم يخبروا عنا ولكن عاينوا - واشتد القتال بينهم حتى الليل ثم انصرف عبد الله بن الطفيل فقال يا أمير المؤمنين لقيت والله بقومي اعدادهم من عدوهم فما ثنوا أعنتهم حتى طعنوا في عدوهم ثم رجعوا إلي فاستكرهوني على الرجوع إليهم واستكرهتهم على الانصراف إليك فأبوا ثم عادوا فاقتتلوا فاثنى عليهم علي خيرا وفخرت المضرية بما كان منهم على الربعية وانتصفوا من ربيعة وقال عامر بن واثلة في ذلك:
- حامت كنانة في حربها * وحامت تميم وحامت أسد - - وحامت هوازن يوم اللقاء * فما خام منا ومنهم أحد - - لقينا الفوارس يوم الخميس * والعيد فالسبت ثم الأحد - - وامدادهم خلف أذنابهم * وليس لنا من سوانا مدد - - فلما تنادوا بآبائهم * دعونا معدا ونعم المعد - - فظلنا نفلق هاماتهم * ولم نك فيها ببيض البلد - - ونعم الفوارس يوم اللقاء * فقل في عديد وقل في عدد - - وقل في طعان كفرع الدلاء * وضرب عظيم كنار الوقد - - ولكن عصفنا بهم عصفة * وفي الحرب يمن وفيها نكد - - طحنا الفوارس وسط العجاج * وسقنا الزعانف سوق النقد - - وقلنا علي لنا والد * ونحن له طاعة كالولد -

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 490
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست