responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 489

فحمل عليه حريث بن جابر الحنفي وهو يقول:
- قد صابرت في نصرها ربيعة * في الحق والحق لهم شريعه - - فاكفف فلست تارك الوقيعه * في العصبة السامعة المطيعة - - حتى تذوق كأسها الفظيعه - فطعنه فصرعه وكان حريث هذا نازلا بين العسكرين في قبة له حمراء وكان إذا التقى الناس للقتال أمدهم بالشراب من اللبن والسويق والماء.
ومر الحسن فإذا هو برجل متوسد رجل قتيل قد ركز رمحه في عينه وربط فرسه برجله فقال الحسن لمن معه انظروا من هذا فإذا هو برجل من همدان فإذا القتيل عبيد الله بن عمر قد قتله وبات عليه حتى أصبح ثم سلبه وأخذ سيفه ذا الوشاح فلما ملك معاوية بعث إلى قاتله فاخذ السيف منه وفي قتل عبيد الله بن عمر يقول كعب بن جغيل الثعلبي شاعر أهل الشام بصفين:
- معاوي لا تنهض بغير وثيقة * فإنك بعد اليوم بالذل عارف - - تركتم عبيد الله بالقاع مسندا * يمج نجيعا والعروق نوازف - - إلا إنما تبكي العيون لفارس * بصفين أجلت خيله وهو واقف - - بنوء ويعلوه شآبيب من دم * كما لاح في جيب القميص الكفائف - - تبدل من أسماء أسياف وائل * وأي فتى لو أخطأته المتالف - - ألا أن شر الناس في الناس كلهم * بنو أسد أني لما قلت عارف - فقال أبو جهمة الأسدي يرد عليه من أبيات:
- وقد صبرت حول ابن عم محمد * لدى الموت شهباء المناكب شارف - - فما برحوا حتى رأى الله صبرهم * وحتى أتيحت بالأكف المصاحف - - بمرج ترى الرايات فيه كأنها * إذا جنحت للطعن طير عواكف - وقال الصلتان العبدي:
- ألا يا عبيد الله ما زلت مولعا * ببكر لها تهدى اللقا والتهددا - - وكنت سفيها قد تعودت عادة * وكل امرئ جار على ما تعودا - - فأصبحت مسلوبا على شر آلة * صريع قنا وسط العجاجة مفردا - ثم تمادى الناس في القتال فاضطربوا بالسيوف حتى تقطعت وصارت كالمناجل وتطاعنوا بالرماح حتى تكسرت ثم جثوا على الركب فتحاثوا بالتراب ثم تعانقوا وتكادموا وتراموا بالصخر والحجارة ثم تحاجزوا فجعل الرجل من أهل العراق يمر على أهل الشام فيقول أين آخذ إلى رايات بني فلان فيقولون هاهنا لا هداك الله ويمر الرجل من أهل الشام على أهل العراق فيقول كيف آخذ إلى رايات بني فلان فيقولون هاهنا لا حفظك الله ولا عافاك.
قتال ربيعة بصفين وقال أبو عرفاء جبلة بن عطية الذهلي الرقاشي للحضين بن المنذر الرقاشي يوم صفين وكانت راية علي ع مع الحضين هل لك أن تعطيني رأيتك أحملها فيكون لك ذكرها ولي أجرها قال وما غناي عن أجرها مع ذكرها قال له اعرنيها ساعة فما أسرع ما ترجع إليك فعلم أنه يريد أن يستقتل فأعطاه إياها فاخذها وقال يا أهل هذه الراية إن عمل الجنة كره كله وإن عمل النار خف كله وإن الجنة لا يدخلها إلا الصابرون الذين صبروا أنفسهم على فرائض الله وأمره وليس شئ مما افترض الله على العباد أشد من الجهاد هو أفضل الأعمال ثوابا فإذا رأيتموني قد شددت فشدوا ويحكم أ ما تشتاقون إلى الجنة أ ما تحبون أن يغفر الله لكم فشد وشدوا معه فاقتتلوا قتالا شديدا وأخذ الحضين يقول:
- شدوا إذا ما شد باللواء * ذاك الرقاشي أبو عرفاء - فقاتل أبو عرفاء حتى قتل وفي ذلك اليوم يقول أبو مجزاة بن ثور:
- أضربهم ولا أرى معاوية * الابرج العين العظيم الحاوية - - هوت به في النار أم هاوية * جاوره فيها كلاب عاويه - - أعوى طغاما لا هداه هاديه - وقال معاوية لعمرو بن العاص: أ ما ترى يا أبا عبد الله إلى ما قد وقعنا فيه كيف ترى أهل العراق غدا صانعين أنا لفي خطر عظيم فقال عمرو إن أصبحت ربيعة منعطفين حول علي تعطف الإبل حول فحلها لقيت منهم جلادا صادقا وبأسا شديدا قال أبخولتك تخوفني يا أبا عبد الله قال إنك سألتني فأجبتك.
فلما أصبحوا في اليوم العاشر أصبحوا وربيعة محدقة بعلي ع احداق بياض العين بسوادها قال عتاب بن لقيط البكري حيث انتهى علي إلى رايات ربيعة إذا أصيب علي فيكم افتضحتم وقد لجا إلى راياتكم وقال لهم شقيق بن ثور يا معشر ربيعة ليس لكم عذر في العرب إن أصيب علي فيكم ومنكم رجل حي، إن منعتموه فحمد الحياة لبستموه فقاتلوا قتالا شديدا لم يكن قبله مثله حين جاءهم علي. وقام خالد بن المعمر فنادى من يبايع على الموت ويشري نفسه لله فبايعه سبعة آلاف على أن لا ينظر رجل منهم خلفه حتى يرد سرادق معاوية فاقتتلوا قتالا شديدا وقد كسروا جفون سيوفهم فلما نظر إليهم معاوية قد اقبلوا قال:
- إذا قلت قد ولت ربيعة أقبلت * كتائب منهم كالجبال تجالد - ثم قال معاوية لعمرو ما ترى قال أرى أن لا تحنث أخوالي اليوم فخلى معاوية عنهم وعن سرادقه وخرج فارا عنه لائذا إلى بعض مضارب العسكر فدخل فيه وبعث معاوية إلى خالد بن المعمر انك قد ظفرت ولك امرة خراسان إن لم تتم فطمع خالد في ذلك ولم يتم فامره معاوية حين بايعه الناس على خراسان فمات قبل أن يصل إليها فإذا صح ذلك فقد خسر الدنيا والآخرة وفي فرار معاوية بصفين يقول النجاشي من أبيات:
- ونجى ابن حرب سابح ذو علالة * اجش هزيم والرماح دواني - - إذا قلت أطراف الرماح ينلنه * مرته به الساقان والقدمان - - حسبت طعان الأشعرين ومذحج * وهمدان أكل الزبد بالصرفان - - فما قتلت عك ولخم وحمير * وغيلان الا يوم حرب عوان - - وما دفنت قتلى قريش وعامر * بصفين حتى حكم الحكمان - - غشيناهم يوم الهرير بعصبة * يمانية كالسيل سيل عران - - فأصبح أهل الشام قد رفعوا القنا * عليها كتاب الله خير قران - - ونادوا عليا يا ابن عم محمد * أ ما تتقي أن يهلك الثقلان - - فمن ير خيلينا غداة تلاقيا * يرى جبلي جيلا ينتطحان - ثم أن عليا ع صلى الغداة ثم زحف إليهم فلما بصروه استقبلوه بزحوفهم فاقتتلوا قتالا شديدا ثم أن خيل أهل الشام حملت على خيل أهل العراق فاقتطعوا من أصحاب على ألف رجل أو أكثر فأحاطوا بهم وحالوا بينهم وبين أصحابهم فنادى علي أ لا رجل يشري نفسه لله فاتاه رجل من جعف يقال له عبد العزيز بن الحارث على فرس أدهم كأنه غراب مقنعا

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 489
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست