responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 472

والشجر في كل جانب كيلا يغركما عدو أو يكون لهم كمين ولا تسيرن الكتائب من لدن الصبح إلى المساء الا على تعبية فان دهمكم مكروه كنتم قد تقدمتم في التعبية وإذا نزلتم بعدو أو نزل بكم فليكن معسكركم في قبل الاشراف أو سفاح الجبال أو أثناء الأنهار كيما يكون ذلك لكم رداءا وتكون مقاتلتكم من وجه أو اثنين واجعلوا رقباءكم في صياصي الجبال وبأعالي الاشراف ومناكب الأنهار يرون لكم لئلا يأتيكم عدو من مكان مخافة أو أمن وإياكم والتفرق فإذا نزلتم فانزلوا جميعا وإذا رحلتم فارحلوا جميعا وإذا غشيكم ليل فنزلتم فحفوا عسكركم بالرماح والأترسة ورماتكم يلون ترستكم ورماحكم وما أقمتم فكذلك فافعلوا كيلا تصاب لكم غفلة ولا تلفي لكم غرة فما قوم حفوا عسكرهم برماحهم وترستهم من ليل أو نهار الا كانوا كأنهم في حصون واحرسا عسكركما بأنفسكما واياكما أن تذوقا نوما حتى تصبحا الا غرارا أو مضمضة ثم ليكن ذلك شأنكما ودأبكما حتى تنتهيا إلى عدوكما وليكن عندي كل يوم خبركما ورسول من قبلكما فاني ولا شئ الا ما شاء الله حثيث السير في آثاركما عليكما في حربكما بالتؤدة واياكما والعجلة الا أن تمكنكم فرصة بعد الاعذار والحجة واياكما أن تقاتلا حتى أقدم عليكما الا أن تبدأ أو يأتيكما أمري.
وصايا إلى امراء الأجناد وكتب إلى امراء الأجناد: من عبد الله علي أمير المؤمنين اما بعد فاعزلوا الناس عن الظلم والعدوان وخذوا على أيدي سفهائكم واحترسوا أن تعملوا أعمالا لا يرضى الله بها عنا فيرد علينا وعليكم دعاءنا فان الله تعالى يقول قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم.
وصاياه إلى جنوده وكتب إلى جنوده يخبرهم بالذي لهم والذي عليهم: من عبد الله علي أمير المؤمنين اما بعد فان الله جعلكم في الحق جميعا سواء أسودكم وأحمركم وجعلكم من الوالي وجعل الوالي منكم بمنزلة الوالد من الولد وبمنزلة الولد من الوالد وإن حقكم عليه انصافكم والتعديل بينكم والكف عن فيئكم فإذا فعل ذلك معكم وجبت عليكم طاعته بما وافق الحق ونصرته على سيرته والدفع عن سلطان الله فإنكم وزعة الله في الأرض الوزعة الذين يدفعون عن الظلم فكونوا له أعوانا ولدينه أنصارا ولا تفسدوا في الأرض بعد اصلاحها إن الله لا يحب المفسدين. وبقي أمير المؤمنين ع بالنخيلة حتى اجتمعت إليه الجنود ولم يبرحها حتى قدم عليه ابن عباس باهل البصرة. ومرت عليه جنازة وهو بالنخيلة فقال ما يقول الناس في هذا القبر، وفي النخيلة قبر عظيم يدفن اليهود موتاهم حوله فقال الحسن بن علي يقولون هذا قبر هود النبي لما أن عصاه قومه جاء فمات هاهنا قال كذبوا لأنا اعلم به منهم هذا قبر يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بكر يعقوب ثم قال هاهنا أحد من مهزة؟ فاتي بشيخ كبير فقال أين منزلك قال على شاطئ البحر قال أين هو من الجبل الأحمر قال قريب منه قال وما يقول قومك فيه قال يقولون قبر ساحر قال كذبوا ذاك قبر هود وهذا قبر يهوذا بن يعقوب. وبلغ معاوية مكان علي بالنخيلة ومعسكره بها ومعاوية قد ألبس منبر دمشق قميص عثمان وهو مخضب بالدم وحول المنبر سبعون ألف شيخ يبكون لا تجف دموعهم على عثمان فخطب معاوية أهل الشام فقال: يا أهل الشام قد كنتم تكذبونني في علي وقد استبان لكم امره والله ما قتل خليفتكم غيره وهو أمر بقتله والب الناس عليه وآوى قتلته وهم جنده وأنصاره وأعوانه وقد خرج بهم قاصدا بلادكم لابادتكم يا أهل الشام الله الله في عثمان فانا ولي عثمان وأحق من طلب بدمه وقد جعل الله لولي المظلوم سلطانا فانصروا خليفتكم فقد صنع به القوم ما تعلمون قتلوه ظلما وبغيا وقد أمر بقتال الفئة الباغية حتى تفئ إلى أمر الله، فاعطوه الطاعة وانقادوا له وجمع إليه أطرافه واستعمل على فلسطين ثلاثة رهط جعلهم بإزاء أهل مصر لئلا يغيروا عليهم من خلفهم وكتب إلى معتزلة مصر وهم يومئذ يكاتبون معاوية ولا يطيقون مكاثرة أهل مصر: أن تحرك قيس عامل علي على مصر أن يثبتوا له وكان علي ع بعث قيس بن سعد الأنصاري من الكوفة إلى مصر أميرا عليها وفيها يومئذ معاوية بن خديج وحصين بن نمير.
ولما أراد علي ع الخروج من النخيلة وذلك لخمس مضين من شوال يوم الأربعاء سنة 36 خطب الناس وقال قد امرت على المصر عقبة بن عمرو الأنصاري فاياكم والتخلف والتربص فاني قد خلفت مالك بن حبيب اليربوعي وأمرته أن لا يترك متخلفا إلا الحقه بكم عاجلا إن شاء الله فقام إليه معقل بن قيس الرياحي فقال يا أمير المؤمنين والله لا يتخلف عنك إلا ظنين ولا يتربص بك الا منافق فأمر مالك بن حبيب أن يضرب أعناق المتخلفين، قال علي: قد امرته بامري وليس مقصرا إن شاء الله ودعا بدابته فجاءته فلما أراد أن يركب وضع رجله في الركاب وقال بسم الله فلما جلس على ظهرها قال الحمد لله الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا إلى ربنا لمنقلبون ثم قال: اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب والحيرة بعد اليقين وسوء المنظر في الأهل والمال والولد اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل ولا يجمعهما غيرك لأن المستخلف لا يكون مستصحبا والمستصحب لا يكون مستخلفا ثم خرج وخرج أمامه الحر بن سهم بن طريف الربعي ربيعة تميم وهو يقول:
- يا فرسي سيري وأمي الشاما * وقطعي الحزون والاعلاما - - ونابذي من خالف الاماما * إني لأرجو إن لقينا العاما - - جمع بني أمية الطغاما * ان نقتل العاصي والهماما - - وان نزيل من رجال هاما - وقال مالك بن حبيب وهو صاحب شرطته وهو آخذ بعنان دابته يا أمير المؤمنين أ تخرج بالمسلمين فيصيبوا اجر الجهاد والقتال وتخلفني في حشر الرجال، فقال له علي: إنهم لن يصيبوا من الأجر شيئا الا كنت شريكهم فيه وأنت هاهنا أعظم غناء منك عنهم لو كنت معهم فقال سمعا وطاعة فخرج علي حتى إذا جاز حد الكوفة وذلك بين القنطرة والجسر بعد ما قطع النهر [1] أمر مناديه فنادى بالصلاة فتقدم فصلى ركعتين حتى إذا قضى الصلاة اقبل على الناس فقال يا أيها الناس ألا من كان مشيعا أو مقيما فليتم الصلاة فانا قوم على سفر ومن صحبنا فلا يصم المفروض والصلاة ركعتان ثم خرج حتى أتى دير أبي موسى وهو من الكوفة على فرسخين فصلى بها العصر فلما انصرف من الصلاة قال سبحان ذي الطول والنعم سبحان ذي


[1] كان الفرات في ذلك العصر يخترق الكوفة وعليه قنطرة وهي ما يبني بالآجر ولها ذكر في الأخبار وعليه جسر وهو ما يعمل من السفن فبعد ما عبر النهر اما على القنطرة أو على الجسر وسار حتى جاز حد الكوفة وبلغ حد الترخص فلا يسمع الاذان ولا يرى الجدران وهو ما يجوز للمسافر عنده الافطار وقصر الصلاة دخل وقت الظهر فصلى الظهر قصرا واعلم الناس أن فرض المسافر القصر والافطار.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 472
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست