responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 471

به ثم نقاتل عن أهله، فوجهه على ثغر الري فكان أول لواء عقده بالكوفة لواء ربيع بن خثيم. ودعا علي باهلة فقال يا معشر باهلة أشهد الله انكم تبغضونني وأبغضكم فخذوا عطاءكم وأخرجوا إلى الديلم وكانوا قد كرهوا أن يخرجوا معه إلى صفين. قال نصر بن مزاحم: وكتب محمد بن أبي بكر إلى معاوية: من محمد بن أبي بكر إلى الغاوي معاوية بن صخر سلام على أهل طاعة الله اما بعد فان الله تعالى خلق خلقا اختارهم على علمه فاصطفى منهم محمدا ص فاختصه برسالته فدعا إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة فكان أول من أجاب أخوه وابن عمه علي بن أبي طالب فوقاه كل هول وواساه بنفسه في كل خوف فحارب حربه وسالم سلمه وقد رأيتك تساميه وأنت أنت وهو هو المبرز السابق في كل خير أول الناس اسلاما واصدق الناس نية ثم لم تزل أنت وأبوك تبغيان الغوائل لدين الله وتجتهدان على اطفاء نور الله وتجمعان على ذلك الجموع وتبذلان فيه المال وتحالفان فيه القبائل على ذلك مات أبوك وعلى ذلك خلفته فكيف يا لك الويل تعدل نفسك بعلي وهو وارث رسول الله ص وأبو ولده وأول الناس له اتباعا وآخرهم به عهدا يخبره بسره ويشركه في امره وأنت عدوه وابن عدوه فتمتع ما استطعت بباطلك وليمدد لك ابن العاص في غوايتك فكان اجلك قد انقضى وكيدك قد وهى والسلام على من اتبع الهدى. فاجابه معاوية:
من معاوية بن أبي سفيان إلى الزاري على أبيه محمد بن أبي بكر سلام على أهل طاعة الله اما بعد فقد اتاني كتابك لرأيك فيه تضعيف ولأبيك فيه تعنيف ذكرت حق ابن أبي طالب وقديم سوابقه وقرابته واحتجاجك بفضل غيرك لا بفضلك فاحمد إلها صرف الفضل عنك وجعله لغيرك وقد كنا وأبوك معنا في حياة نبينا نرى حق ابن أبي طالب لازما لنا وفضله مبرزا علينا فلما اختار الله لنبيه ص ما عنده كان أبوك وفاروقه أول من ابتزه وخالفه ثم قام بعده عثمان يهتدي بهديهما ويسير بسيرتهما فعبته أنت وصاحبك حتى طمع فيه الأقاصي من أهل المعاصي فخذ حذرك فسترى وبال امرك وقس شبرك بفترك تقصر من أن تساوي من يزن الجبال حلمه لا تلين على قسر قناته ولا يدرك ذو مدى أناته أبوك مهد مهاده وبنى ملكه وشاده فان يكن ما نحن فيه صوابا فأبوك أوله وإن يكن جورا فأبوك أسسه ونحن شركاؤه وبهديه أخذنا وبفعله اقتدينا فعب أباك ما بدا لك أو دع والسلام على من اتبع الهدى.
وبلغ أهل العراق مسير معاوية إلى صفين فنشطوا وجدوا غير أنه كان من الأشعث بن قيس شئ عند عزله عن الرياسة وذلك أن رياسة كندة وربيعة كانت للأشعث فجعلها أمير المؤمنين ع لحسان بن محدوج فتكلم في ذلك أناس من أهل اليمن منهم الأشتر وعدي بن حاتم الطائي وزحر بن قيس وهاني بن عروة فقالوا يا أمير المؤمنين إن رياسة الأشعث لا تصلح الا لمثله وما حسان مثل الأشعث فغضبت ربيعة فقال حريث بن جابر يا هؤلاء رجل برجل وليس بصاحبنا عجز في شرفه وموضعه ونجدته وبأسه ولسنا ندفع فضل صاحبكم وشرفه وغضب رجال اليمنية فاتاهم سعيد بن قيس الهمداني فتكلم في اصلاح الحال وقال حريث بن جابر إن كان الأشعث ملكا في الجاهلية وسيدا في الاسلام فان صاحبنا أهل هذه الرياسة وما هو أفضل منها فقال حسان للأشعث لك راية كندة ولي راية ربيعة فقال معاذ الله لا يكون هذا ابدا ما كان لك فهو لي وما كان لي فهو لك وبلع معاوية ما صنع بالأشعث فقال اقذفوا إلى الأشعث شيئا تهيجونه به على علي فدعوا شاعرا لهم فقال هذه الأبيات فكتب بها مالك بن هبيرة إلى الأشعث وكان له صديقا وكان كنديا:
- من كان في القوم مثلوجا باسرته * فالله يعلم اني غير مثلوج - - زالت عن الأشعث الكندي رياسته * واستجمع الأمر حسان بن محدوج - - يا للرجال لعار ليس يغسله * ماء الفرات وكرب غير مفروج - - إن ترض كندة حسانا بصاحبها * ترض الدناة وما قحطان بالهوج - - كان ابن قيس هماما في أرومته * ضخما يبوء يملك غير مفلوج - - إن الذين تولوا بالعراق له * لا يستطيعون طرا ذبح فروج - - ليست ربيعة أولى بالذي خديت * من حق كندة حق غير محجوج - فلما انتهى الشعر إلى أهل اليمن قال شريح بن هاني يا أهل اليمن ما يريد صاحبكم الا أن يفرق بينكم وبين ربيعة ومشى حسان بن محدوج إلى الأشعث برايته حتى ركزها في داره فقال الأشعث: إن هذه الراية عظمت على علي وهي والله أخف علي من زف النعام ومعاذ الله أن يغيرني ذلك لكم فعرض عليه أمير المؤمنين ع أن يعيدها إليه فابى وقال يا أمير المؤمنين إن يكن أولها شرا فليس آخرها بعر فقال له علي انا أشركك فيه فولاه على ميمنته وهي ميمنة أهل العراق.
وامر علي ع الحارث الأعور أن ينادي في الناس إن اخرجوا إلى معسكركم بالنخيلة [1] فنادى بذلك وبعث علي إلى مالك بن حبيب اليربوعي صاحب شرطته فامره أن يحشر الناس إلى المعسكر ودعا عقبة بن عمرو الأنصاري فاستخلفه على الكوفة وكان أصغر أصحاب العقبة السبعين ثم خرج علي ع وخرج الناس معه إلى النخيلة.
ولما أراد المسير إلى النخيلة بعث زياد بن النضر وشريح بن هاني على مقدمته في اثني عشر ألفا شريح على طائفة من الجند وزياد على الكل وأمرهما أن يأخذا على طريق واحد ولا يختلفا فاخذ شريح يعتزل بمن معه على حده ولا يقترب من زياد فكتب زياد إلى أمير المؤمنين ع مع مولى له اسمه شوذب إن شريحا لا يرى لي عليه طاعة وكتب شريح إليه أن زيادا تنكر واستكبر فان أراد أمير المؤمنين أن يعزله عنا ويبعث مكانه فانا له كارهون فكتب إليهما علي ع إن جمعكما حرب فزياد على الناس وإن افترقتما فكل واحد أمير على الطائفة التي وليناه امرها. ومن ذلك يعلم كيف كان حال أصحابه في تفرقهم.
وصايا للجيش مهمة واعلما أن مقدمة الجيش عيونهم وعيون المقدمة طلائعهم فإذا أنتما خرجتما من بلادكما فلا تساما من توجيه الطلائع ومن نقض الشعاب


[١] النخيلة هي معسكر الكوفة قال بحر العلوم في رسالته في صلاة المسافر أظن أنها الموضع المعروف بالكفل والمسافة بيها وبين الخارج من المسجد وأوساط البلد يوشك أن يكون بريدا (اه‌) والبريد أربعة فراسخ نحو مسير ست ساعات وسيأتي أن أمير المؤمنين (ع) خرج من النخيلة حتى إذا جاز حدود الكوفة وذلك بين القنطرة والجسر بعدما قطع الهر صلى الظهر ركعتين ثم اتى دير أبي موسى وهو على فرسخين من الكوفة فدل على أن النخيلة في حدود الكوفة وأنه لم يخرج من حدود الكوفة حتى صار بين القنطرة والجسر بعدما قطع النهر وأن دير أبي موسى الذي هو على فرسخين من الكوفة بعد النخيلة فكيف تكون النخيلة على أربعة فراسخ من وسط الكوفة ويمكن الجواب بأن الكوفة كانت في ذلك الوقت كبيرة جدا وأنه كان بين وسطها وآخرها من جهة الشمال أكثر من ثلاثة فراسخ وإن بين آخرها وبين النخيلة نحو فرسخ أو أقل وإن كان بين وسطها وبين الكفل اليوم المظنون أنه النخيلة نحو أربعة فراسخ والله أعلم.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 471
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست