responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 470

رشدكم وإن أبيتم إلا الفرقة وشق عصا هذه الأمة لن تزدادوا من الله إلا بعدا والسلام، فكتب إليه معاوية:
- ليس بيني وبين قيس عتاب * غير طعن الكلى وضرب الرقاب - فقال علي ع انك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء.
وكتب أمير المؤمنين ع إلى عماله في الآفاق يأمرهم بالمسير إليه وحث الناس على الجهاد معه فكتب إلى مخنف بن سليم عامله على أصبهان وهمذان: إذا أتيت بكتابي هذا فاستخلف على عملك أوثق أصحابك في نفسك واقبل إلينا وكتب عبد الله بن أبي رافع سنة 37 هكذا وردت هذه الرواية وقد مر ما يدل على أن ذلك كان سنة 36 فاستعمل مخنف على أصبهان وهمدان رجلين من قومه واقبل حتى شهد معه صفين. وكتب إلى عبد الله بن عباس إلى البصرة اما بعد فاشخص إلى من قبلك من المسلمين والمؤمنين وذكرهم بلائي عندهم وعفوي عنهم واستبقائي لهم ورغبهم في الجهاد واعلمهم الذي لهم في ذلك من الفضل فقرأ عليهم ابن عباس كتاب علي ع وقال أيها الناس استعدوا للمسير إلى امامكم وانفروا في سبيل الله خفاقا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم فإنكم تقاتلون المحلين القاسطين الذين لا يقرؤون القرآن ولا يعرفون حكم الكتاب ولا يدينون دين الحق مع أمير المؤمنين وابن عمر رسول الله ص الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر والصادع بالحق والحاكم بحكم الكتاب الذي لا يداهن الفجار ولا تأخذه في الله لومة لائم. فقام الأحنف بن قيس فقال نعم والله لنجيبنك ولنخرجن معك على العسر واليسر والرضا والكره نحتسب في ذلك الخير ونامل من الله عظيم الأجر وقام إليه خالد بن المعمر السدوسي فقال سمعنا وأطعنا فمتى استنفرتنا نفرنا ومتى دعوتنا أجبنا وقام إليه عمرو بن مرجوم العبدي فقال وفق الله أمير المؤمنين وجمع له أمر المسلمين ولعن المحلين القاسطين الذين لا يقرؤون القرآن نحن والله عليهم حنقون ولهم في الله مفارقون فمتى أردتنا صحبك خيلنا ورجلنا. وأجاب الناس إلى المسير ونشطوا أو خفوا فاستعمل ابن عباس على البصرة أبا الأسود الدؤلي وقدم على علي ومعه رؤوس الأخماس خالد بن المعمر السدوسي على بكر بن وائل وعمرو بن مرجوم العبدي على عبد القيس وصبرة بن شيمان الأزدي على الأزد والأحنف بن قيس على تميم وضبة والرباب وشريك بن الأعور الحارثي على أهل العالية فقدموا على علي بالنخيلة. ولم يبرح علي النخيلة حتى قدم عليه ابن عباس باهل البصرة وكان امراء الأسباع من أهل الكوفة: سعد بن مسعود الثقفي على قيس وعبد القيس. ومعقل بن قيس اليربوعي ثم الرياحي على تميم وضبة والرباب وقريش وكنانة وأسد. ومخنف بن سليم على الأزد وبجيلة وخثعم والأنصار وخزاعة. وحجر بن عدي الكندي على كندة وحضرموت وقضاعة ومهرة. وزياد بن النضر على مذحج والأشعريين. وسعيد بن قيس بن مرة الهمداني على همدان ومن معهم من حمير. وعدي بن حاتم على طئ وتجمعهم الدعوة مع مذحج وتختلف الرايتان راية مذحج مع زياد بن النضر وراية طئ مع عدي بن حاتم وقال زياد بن النضر الحارثي لعبد الله بن بديل بن ورقاء إن يومنا ويومهم ليوم عصيب ما يصبر عليه إلا كل مشبع القلب صادق النية رابط الجاش وأيم الله ما أظن ذلك اليوم يبقي منا ومنهم إلا الرذال قال عبد الله بن بديل وأنا والله أظن ذلك فقال علي ليكن هذا الكلام مخزونا في صدوركما لا تظهراه ولا يسمعه منكما سامع ان الله كتب القتل على قوم والموت على آخرين وكل آتيه منيته كما كتب الله فطوبى للمجاهدين في سبيل الله والمقتولين في طاعته، فلما سمع هاشم بن عتبة مقالتهم حمد الله وأثنى عليه ثم قال سر بنا إلى أمير المؤمنين إلى هؤلاء القوم القاسية قلوبهم الذين نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم وعملوا في عباد الله بغير رضى الله فأحلوا حرامه وحرموا حلاله واستولاهم الشيطان ووعدهم الأباطيل ومناهم الأماني حتى أزاغهم عن الهدى وقصد بهم قصد الردى وحبب إليهم الدنيا فهم يقاتلون على دنياهم رغبة فيها كرغبتنا في الآخرة وأنت يا أمير المؤمنين أقرب الناس من رسول الله ص رحما وأفضل الناس سابقة وقدما وهم يعلمون منك مثل الذي علمنا ولكن كتب عليهم الشقاء ومالت بهم الأهواء وكانوا ظالمين فأيدينا مبسوطة لك بالسمع والطاعة وقلوبنا منشرحة لك ببذل النصيحة وأنفسنا بنورك جذلة على من خالفك وتولى الامر دونك والله ما أحب ان لي ما في الأرض مما أقلت وما تحت السماء مما أظلت واني واليت عدوا لك أو عاديت وليا لك فقال علي ع اللهم ارزقه الشهادة في سبيلك والمرافقة لنبيك ص ثم إن عليا ع صعد المنبر ودعاهم إلى الجهاد ومما قاله في خطبته: اعلموا إن الله جعل أمراس الاسلام متينة وعراه وثيقة ونحن سائرون إن شاء الله إلى من سفه نفسه وتناول ما ليس له وما لا يدركه معاوية وجنده الفئة الباغية الطاغية يقودهم إبليس ويدليهم بغروره فلا اعرفن أحدا منكم تقاعس عني فان الذود إلى الذود ابل. ومن لا يذد عن حوضه يتهدم.
ثم اني آمركم بالشدة في الأمر والجهاد في سبيل الله وان لا تغتابوا مسلما وانتظروا النصر العاجل من الله إن شاء الله. ثم قام الحسن بن علي ع خطيبا فمما قاله في خطبته: ان مما عظم الله عليكم حقه واسبغ عليكم من نعمه ما لا يحصى ذكره ولا يؤدى شكره ولا يبلغه صفة ولا قول ونحن إنما غضبنا لله ولكم فإنه لم يجتمع قوم قط على أمر واحد إلا اشتد أمرهم واستحكمت عقدتهم فاحتشدوا في قتال عدوكم معاوية وجنوده ولا تخاذلوا فان الخذلان يقطع نياط القلوب وإن الأقدام على الأسنة نجدة وعصمة لأنه لم يمتنع قوم قط إلا رفع الله عنهم العلة وكفاهم جوائح الذلة وهداهم إلى معالم الملة.
- والصلح تأخذ منه ما رضيت به * والحرب يكفيك من أنفاسها جرع - ثم قام الحسين بن علي ع خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أهل الكوفة أنتم الأحبة الكرماء الشعار دون الدثار جدوا في احياء ماثر دينكم واسهال ما توعر عليكم الا أن الحرب شرها ذريع وطعمها فظيع وهي جرع متحساة فمن اخذ لها أهبتها فذاك صاحبها ومن عاجلها قبل أوان فرصتها فذاك قمن إن لا ينفع قومه ويهلك نفسه نسأل الله بعونه أن يدعمكم بألفته، ثم نزل. فاجابه إلى السير والجهاد جل الناس الا أن أصحاب عبد الله بن مسعود وفيهم عبيدة السلماني وأصحابه قالوا نخرج معكم ولا ننزل عسكركم ونعسكر على حدة فمن رأيناه أراد ما لا يحل له أو بدا لنا منه بغي كنا عليه فقال علي ع مرحبا واهلا هذا هو الفقه في الدين والعلم بالسنة من لم يرض بهذا فهو جائر. وانما رضي منهم بذلك مع ظهور الحجة عليهم لأنه قد علم من حالهم انهم لا يقبلون بغير هذا فلو ألزمهم بالحرب معه ربما ينفرون ويكونون مع معاوية فكان رضاه بما قالوا أصلح الأمرين لأنه يرجى انضمامهم إليه بعد ذلك، وأتاه آخرون من أصحاب عبد الله بن مسعود فيهم ربيع بن خثيم وهو المدفون بقرب المشهد الرضوي الذي يسميه الإيرانيون خواجة ربيع وهم يومئذ أربعمائة رجل فقالوا يا أمير المؤمنين انا شككنا في هذا القتال على معرفتنا بفضلك ولا غناء بنا ولا بك ولا المسلمين عمن يقاتل العدو فولنا بعض الثغور نكون

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 470
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست