responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 442

ولا استقلالا بحرب وعبد الله بن عامر كان عامل عثمان عليها وافترق الناس بها فاتبعت فرقة القوم ودخلت فرقة في الجماعة وفرقة قالت ننظر ما يصنع أهل المدينة واما عمارة بن شهاب فلما بلغ زبالة لقيه طليحة بن خويلد وكان خرج يطلب بثار عثمان فقال له ارجع فان القوم لا يريدون بأميرهم بدلا فان أبيت ضربت عنقك فرجع عمارة إلى علي بالخبر وكان عامل عثمان على الكوفة أبو موسى الأشعري على الصلاة وانطلق عبيد الله بن عباس إلى اليمن فجمع يعلى بن منية [1] وعامل عثمان على صنعاء كل شئ من الجبانة وخرج به على حاميته إلى مكة فقدمها بالمال ودخل عبيد الله اليمن. وكتب علي إلى أبي موسى فكتب إليه أبو موسى بطاعة أهل الكوفة وبيعتهم وبين الكاره منهم للذي كان والراضي به حتى كان علي كأنه يشاهدهم. وكتب علي إلى معاوية مع سبرة الجهني اما بعد فان الناس قد قتلوا عثمان عن غير مشورة مني وبايعوني بمشورة منهم واجتماع فإذا اتاك كتابي فبايع لي وأوفد إلى أشراف أهل الشام قبلك. فلم يجبه معاوية بشئ وكلما يتنجز سبرة جوابه لم يزده على قوله:
- أدم إدامة حصن أو خذن بيدي * حربا ضروسا تشب الجزل والضرما - - في جاركم وابنكم إذ كان مقتله * شنعاء شيبت الاصداع واللمما - - أعيا المسود بها والسيدون فلم * يوجد لها غيرنا مولى ولا حكما - حتى إذا كان الشهر الثالث من مقتل عثمان في صفر دعا معاوية رجلا من بني عبس يدعى قبيصة فدفع إليه طومارا مختوما عنوانه من معاوية إلى علي وقال له إذا دخلت المدينة فاقبض على أسفل الطومار ثم أوصاه بما يقول وأعاد رسول علي معه فقدما المدينة في ربيع الأول فدخلها العبسي كما أمره قد رفع الطومار فتبعه الناس ينظرون إليه وعلموا أن معاوية معترض، ودخل الرسول على علي فدفع إليه الطومار ففض ختمه فلم يجد فيه كتابا، فقال للرسول ما وراءك؟ قال آمن أنا؟ قال نعم ان الرسول لا يقتل، قال تركت قوما لا يرضون إلا بالقود، قال ممن؟ قال من خيط رقبتك، وتركت ستين ألف شيخ تبكي تحت قميص عثمان وهو منصوب لهم قد ألبسوه منبر دمشق، قال أمني يطلبون دم عثمان ألست موتورا كترة عثمان؟ اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان، نجا والله قتلة عثمان إلا أن يشاء الله فإنه إذا أراد أمرا أصابه، اخرج فخرج العبسي. وقال ابن أبي الحديد: ان معاوية كتب مع العبسي إلى الزبير بن العوام: لعبد الله الزبير أمير المؤمنين من معاوية بن أبي سفيان سلام عليك أما بعد فاني قد بايعت لك أهل الشام فأجابوا واستوسقوا كما يستوسق الحلب فدونك الكوفة والبصرة لا يسبقك إليهما ابن أبي طالب فإنه لا شئ بعد هذين المصرين وقد بايعت لطلحة من بعدك فاظهرا الطلب بدم عثمان وادعوا الناس إلى ذلك وليكن منكما الجد والتشمير أظفركما الله وخذل مناويكما فلما وصل الكتاب إلى الزبير سر به وأقرأه طلحة فلم يشكا في النصح لهما من قبل معاوية واجمعا عند ذلك على خلاف علي وانطلت عليهما الحيلة. وأحب أهل المدينة أن يعلموا رأي علي في معاوية وقتاله أهل القبلة فدسوا إليه زياد بن حنظلة التميمي وكان منقطعا إلى علي فدخل عليه فجلس فقال له علي يا زياد تهيا فقال لأي شئ فقال لغزو الشام فقال زياد الرفق والأناة أمثل وقال:
- ومن لم يصانع في أمور كثيرة * يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم - فتمثل علي وكانه لا يريده:
- متى تجمع القلب الذكي وصارما * وانفا حميا تجتنبك المظالم - فخرج زياد والناس ينتظرونه فقالوا ما وراءك؟ قال: السيف يا قوم ودعا علي محمد بن الحنيفة فدفع إليه اللواء وولى عبد الله بن عباس ميمنته وعمر بن أبي سلمة أو عمرو بن سفيان بن عبد الأسد ميسرته وجعل على مقدمته أبا ليلى بن عمر بن الجراح ابن أخي أبي عبيدة بن الجراح واستخلف على المدينة قثم بن العباس ولم يول ممن خرج على عثمان أحدا وكتب إلى قيس بن سعد وإلى عثمان بن حنيف وإلى أبي موسى أن يندبوا الناس إلى أهل الشام. قال الطبري وأقبل علي على التهيؤ والتجهيز لغزو الشام وخطب أهل المدينة فقال:
إن الله عز وجل بعث رسولا هاديا مهديا بكتاب ناطق وأمر قائم واضح لا يهلك عنه إلا هالك وإن المبتدعات والشبهات هن المهلكات إلا من حفظ الله وإن في سلطان الله عصمة أمركم فاعطوه طاعتكم غير ملوية ولا مستكره بها والله لتفعلن أو لينقلن الله عنكم سلطان الاسلام ثم لا ينقله إليكم أبدا حتى يأزر الأمر إليها انهضوا إلى هؤلاء القوم الذين يريدون أن يفرقوا جماعتكم لعل الله يصلح بكم ما أفسد أهل الآفاق.
ثم جاءه خبر خروج عائشة وطلحة والزبير إلى البصرة فترك ما كان عزم عليه من الخروج إلى الشام وذهب إلى البصرة قال المسعودي: كان عمرو بن العاص انحرف عن عثمان لانحرافه عنه وتوليته مصر غيره فنزل الشام فلما اتصل به أمر عثمان وما كان من بيعة علي كتب إلى معاوية يهزه ويشير عليه بالمطالبة بدم عثمان وكان فيما كتب به إليه ما كنت صانعا إذا قشرت من كل شئ تملكه فاصنع ما أنت صانع اه وكان هذا اجتهادا منهما لوجه الله تعالى يثابان عليه ولو سبب الفتنة وقتل الألوف من المسلمين!!.
حرب الجمل في جمادي الثانية سنة 36. في شرح النهج: روى المدائني في كتاب الجمل قال لما قتل عثمان كانت عائشة بمكة وبلغ قتله إليها وهي بسرف فلم تشك في أن طلحة هو صاحب الأمر وقالت بعدا لعثمان وسحقا أيه ذا الإصبع أيه أبا شبل ايه يا ابن عم لكأني انظر إلى إصبعه وهو يبايع له حثوا الإبل ودعدعوها قال وقال أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي في كتابه ان عائشة لما بلغها قتل عثمان وهي بمكة أقبلت مسرعة وهي تقول ايه ذا الإصبع لله أبوك أما انهم وجدوا طلحة لها كفوا فلما انتهت إلى سرف استقبلها عبيد بن أبي سلمة الليثي فقالت له ما عندك قال قتل عثمان قالت ثم ما ذا قال ثم حارت بهم الأمور إلى خير محار بايعوا عليا فقالت لوددت أن السماء انطبقت على الأرض إن تم هذا ويحك انظر ما ذا تقول قال هو ما قلت لك يا أم المؤمنين فولولت فقال لها ما شأنك يا أم المؤمنين والله ما أعرف بين لابتيها أحدا أولى بها منه ولا أحق ولا أرى له نظيرا في جميع حالاته فلما ذا تكرهين ولايته قال فما ردت علي جوابا قال وقد روي من طرق مختلفة أنه لما بلغها قتله وهي بمكة قالت أبعده الله قال وروى قيس بن أبي حازم إلى أن قال ثم أمرت برد ركائبها إلى مكة ورأيتها في مسيرها إلى مكة تخاطب نفسها قتلوا ابن عفان مظلوما فقلت لها يا أم المؤمنين أ لم أسمعك آنفا تقوليه أبعده الله وقد رأيتك قبل أشد الناس عليه وأقبحهم فيه قولا فقالت لقد كان ذلك ولكني نظرت في أمره فرأيتهم استتابوه حتى إذا


[1] بضم الميم وسكون النون وفتح المثناة التحتية وهي امه واسم أبيه أمية.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 442
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست