responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 441

لمعاوية لا لعلي وباظهار الموافقة ثانيا التقرب إلى علي ودفع التهمة عن نفسه، فان عليا إذا أقره لم يكن في استطاعته عزله، ومتى هم بعزله خلعه وطلب بدم عثمان واستطاع استمالة أهل الشام لذلك بما استمالهم به أولا بأنه ولي الدم، مع أن معاوية في دهائه كان يعلم أن عليا إذا ولاه لا بد ان يعزله فلم تكن لتنطلي عليه هذه الحيلة فلو كتب إليه علي عهده على الشام لرد ذلك وقال له ثبت خلافتك أولا وابر من دم عثمان أو سلم إلينا قتلته فلم يكن في ذلك فائدة غير تولية من لا يستجيز علي توليته وبالجملة هذه حال من يريد ان يداهن معاوية ويستفيد من مسالمه ان تثبت له الخلافة والإمرة فيستمر على مداهنته محافظة على ملكه وأمرته كما يفعله اليوم وقبل اليوم من يريد امارة ونحوها فيداهن ويحابي ويمدح من يستحق الذم ويذم من يستحق المدح ويرتكب ما لا يرضي الله في سبيل المحافظة على الإمرة وعدم الاخلال بها أما أمير المؤمنين ع فلم يكن للأمرة عنده شئ من الأهمية وقد صرح بذلك لابن عباس لما كان نازلا بذي قار لما قال له عن النعل انها خير عنده من امرتهم الا ان يقيم حقا أو يدفع باطلا فان قال قائل ان المداراة لا تنافي ذلك بل هي لازمة في الشرع كما كان يصنع النبي ص مع المؤلفة قلوبهم بل الله تعالى قد فرض لهم نصيبا من الزكاة قلنا كل ذلك ما لم يستلزم ارتكاب محرم أو اخلالا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وما كان يصنع مع المؤلفة قلوبهم أجنبي عن ذلك.
أول خطبة خطبها علي ع حين استخلف أول خطبة خطبها حين استخلف فيما رواه الطبري بسنده عن علي بن الحسين: حمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الله عز وجل انزل كتابا هاديا بين فيه الخير والشر فخذوا بالخير ودعوا الشر الفرائض أدوها إلى الله سبحانه يؤدكم إلى الجنة ان الله حرم حرما غير مجهولة وفضل حرمة المسلم على الحرم كلها وشد بالاخلاص والتوحيد حقوق المسلمين فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده الا بالحق لا يحل دم امرئ مسلم الا بما يجب فان النار امامكم وان من خلفكم الساعة تحدوكم فخففوا تلحقوا اتقوا الله عباد الله في بلاده وعباده انكم مسؤولون حتى عن البقاع والبهائم ثم أطيعوا الله فلا تعصوه وإذا رأيتم الخير فخذوا به وإذا رأيتم الشر فدعوه اذكروا إذا أنتم قليل مستضعفون في الأرض. قال الطبري فلما فرع من خطبته قال المصريون وفي رواية قالت السبائية اي أصحاب عبد الله بن سبا أقول إن صحت الرواية فالقائل واحد منهم ولا يمكن ان يكون جميعهم فكان الراوي ظن أنه يعبر عن رأيهم:
- خذها إليك واحذرن أبا حسن * انا نمر الأمر امرار الرسن - - صولة أقوام كاشداد السفن * بمشرفيات كغدران اللبن - - ونطعن الملك بلدن كالشطن * حتى يمرن على غير عنن - فقال علي:
- اني عجزت عجزة لا اعتذر * سوف أكيس بعدها واستمر - - ارفع من ذيلي ما كنت اجر * واجمع الأمر الشتيت المنتشر - - ان لم يشاغبني العجول المنتصر * أو تتركوني والسلاح يبتدر - ومن مجموع ما تقدم يعلم حراجة موقف علي ع وتشعب الأمور عليه وانه ساسها بحكمة وسياسة رشيدة لا يمكن لاحد يريد ان يجمع بين رضا الله وسياسة الخلافة والإمرة ان يأتي بأحسن منها وأوفق بالمصلحة بل ولا بمثلها فالشورى كانت قد غرست في نفس طلحة والزبير وغيرهما انهما أهل للخلافة وطمحت بذلك نفوسهما إلى مساماة علي ومبجراته فيها والاحداث التي وقعت في زمن عثمان كانت اثرت في النفوس والأخلاق أثرها وحساد علي ومنافسوه وأصحاب الثارات والدماء التي أهرقها في سبيل توطيد الاسلام لم يزالوا باقين وعدوه الألد معاوية متمكن من الشام قد حكمها واستوطنها أعواما عديدة وعرف أخلاق أهلها وعلم من أين تؤكل الكتف، وقتل عثمان كان قد فتح بابا واسعا لمن يريد الفتن والوصول إلى آمال ما كان يحلم بها وكانت بسببه الآراء قد تشعبت والقلوب قد تنافرت وصار الناس احزابا وفرقا وتمهدت السبيل لكل ذي غاية وغرض وقد أشار إلى بعض ذلك أمير المؤمنين ع بقوله في كلامه المتقدم:
انا مستقبلون أمرا له وجوه وله ألوان الخ.
ومع ذلك فقد ساس الأمة سياسة بهرت العقول واستعمل المداراة والشدة و اللين كلا في محله حيث لا يخل بشئ من طريقته ومنهجه.
خطبة أخرى له بعد استخلافه قال ابن أبي الحديد: روى ابن الكلبي بسند يرفعه إلى أبي صالح عن ابن عباس ان عليا خطب في اليوم الثاني من بيعته بالمدينة فقال إن كل قطيعة اقطعها عثمان وكل مال أعطاه من مال الله فهو مردود في بيت المال فان الحق القديم لا يبطله شئ ولو وجدته قد تزوج به النساء وفرق في البلدان لرددته إلى حاله فان في العدل سعة ومن ضاق عنه الحق فالجور أضيق [1] قال ابن أبي الحديد: وقد كان عثمان اقطع كثيرا من بني أمية وغيرهم من أوليائه وأصحابه قطائع من أرض الخراج وأسقط عنهم خراجها وقد كان عمر اقطع قطائع لكن لأرباب الغناء في الحرب وعثمان اقطعها صلة لرحمه من غير غناء في الحرب اه وفي مروج الذهب وانتزع علي املاكا كانت لعثمان اقطعها جماعة من المسلمين وقسم ما في بيت المال على الناس ولم يفضل أحدا على أحد اه.
ارسال أمير المؤمنين ع عماله إلى الأمصار قال الطبري وابن الأثير: لما دخلت سنة 36 فرق علي عماله فبعث عثمان بن حنيف على البصرة وعمارة بن شهاب على الكوفة وكانت له هجرة وعبيد الله بن عباس على اليمن وقيس بن سعد بن عبادة على مصر وسهل بن حنيف على الشام ومخنف بن سليم على أصبهان وهمذان فاما سهل فإنه خرج حتى إذا كان بتبوك لقيته خيل فقالوا من أنت قال أمير قالوا على أي شئ قال على الشام قالوا إن كان بعثك عثمان فحيهلا بك وإن كان بعثك غيره فارجع قال أ وما سمعتم بالذي كان قالوا بلى فرجع إلى علي وأما قيس بن سعد فإنه لما انتهى إلى أيلة لقيته خيل فقالوا له من أنت قال من قتلة عثمان فانا اطلب من آوي إليه فانتصر به لله قالوا من أنت قال قيس بن سعد قالوا امض فمضى حتى دخل مصر فافترق أهل مصر فرقا فرقة دخلت في الجماعة فكانوا معه وفرقة اعتزلت بخربتا بخرنبا ابن الأثير وقالوا ان قتل قتلة عثمان فنحن معكم والا فنحن على جديلتنا حتى نحرك أو نصيب حاجتنا وفرقة قالوا نحن مع علي ما لم يقد اخواننا وهم في ذلك مع الجماعة وكتب قيس إلى أمير المؤمنين بذلك. واما عثمان بن حنيف فسار فلم يرده أحد عن دخول البصرة ولم يجد لابن عامر في ذلك رأيا


[1] اي إذا ضاق على الوالي تدبير أموره في العدل في الجرر أضيق عليه لأن الجائر في مظنة ان يمنع ويصد عن جوره (كذا في شرح المنهج). - المؤلف -

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 441
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست