responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 362

اما العلم فقد كان أعلم الصحابة وكانوا يرجعون إليه في المشكلات ولم يكن يرجع إلى أحد وكفى في ذلك قول عمر: لولا علي لهلك عمر، قضية ولا أبو حسن لها، أعوذ بالله من قضية ليس لها أبو حسن، لا يفتين أحد في المسجد وعلي حاضر وأمثاله مما شاع وذاع وعرفه كل أحد حتى استشهد به النحويون في كتبهم. وقوله ص: انا مدينة العلم وعلي بابها، وقوله ص أعطي علي تسعة اجزاء الحكمة والناس جزءا واحدا.
وقول ابن عباس أنه أعطي تسعة أعشار العلم وشارك في العشر العاشر، وأنه ما شك في قضاء بين اثنين، وأنه اقضى أهل المدينة وأعلمهم بالفرائض، وقوله ص: أنه أقضى أصحابه. وقد ألفت المؤلفات في قضاياه بالخصوص، وقول عطاء ما اعلم أحدا كان في أصحاب محمد ص اعلم من علي، وقول عائشة اما أنه لأعلم الناس بالسنة، وقوله ع سلوني فوالله لا تسألوني عن شئ الا أخبرتكم سلوني عن كتاب الله فوالله ما من آية الا وانا أعلم أ بليل نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل، وأنه ما كان أحد يقول سلوني غيره، وقوله ص لما نزلت وتعيها أذن واعية أنت أذن واعية لعلمي. وقول معاوية ذهب الفقه والعلم بموت علي بن أبي طالب. وذكرنا هذا كله مفصلا بأسانيده عند ذكر فضائله.
قال المفيد في الارشاد: فاما الأخبار التي جاءت بالباهر من قضاياه في الدين واحكامه التي افتقر إليه في علمها كافة المؤمنين بعد الذي أثبتناه من جملة الوارد في تقدمه في العلم وتبريزه على الجماعة بالمعرفة والفهم وفزع علماء الصحابة إليه فيما أعضل من ذلك والتجائهم إليه فيه وتسليمهم له القضاء به فهي أكثر من تحصى وأجل من أن تتعاطى فمن ذلك ما رواه نقلة الآثار من العامة والخاصة في قضاياه ورسول الله حي فصوبه فيها وحكم له بالحق فيما قضاه ودعا له بخير وأثنى عليه به وأبانه بالفضل في ذلك من الكافة ودل به على استحقاقه الأمر من بعده ووجوب تقدمه على من سواه في مقام الإمامة كما تضمن ذلك التنزيل فيما دل على معناه وعرف به ما حواه من التأويل حيث يقول الله عز وجل أ فمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدي فما لكم كيف تحكمون وقوله قل هي يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر أولوا الألباب وقوله عز وجل في قصة آدم وقد قالت الملائكة أ تجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين قالوا سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك أنت العليم الحكيم قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال أ لم أقل لكم إني اعلم غيب السماوات والأرض واعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون فنبه الله جل جلاله الملائكة على أن آدم أحق بالخلافة منهم لأنه أعلم منهم بالأسماء وأفضلهم في علم الأنباء. وقال تقدست أسماؤه في قصة طالوت وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أني يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم فجعل جهة حقه في التقدم عليهم ما زاده الله من البسطة في العلم والجسم واصطفاءه إياه على كافتهم بذلك وكانت هذه الآيات موافقة لدلائل العقول في أن الأعلم هو أحق بالتقدم في محل الإمامة ممن لا يساويه في العلم ودلت على وجوب تقدم أمير المؤمنين على كافة المسلمين في خلافة الرسول وامامة الأمة لتقدمه في العلم والحكمة وقصورهم عن منزلته في ذلك اه.
واما الحلم والصفح فقد ذكرنا عند ذكر فضائله ما يثبت ذلك بأوضح وجه وأجلاه وكذا الباقي فلا نطيل بإعادته، وامتيازه في كل ذلك قد صار ملحقا بالضروريات منتظما في سلك المتواترات والاستدلال عليه كالاستدلال على الشمس الضاحية، وما ذكرناه في ذلك قد اتفق على روايته المؤالف والمخالف بخلاف ما روي مما يعارضه فقد رواه فريق دون فريق وتطرقت إليه الشبهة بما كان يجهد فيه أعداء أمير المؤمنين في عصر الملك العضوض ويبذلون على روايته الأموال وهم في سلطانهم، والإطالة في هذا تخرجنا عن موضوع الكتاب وفيما ذكر غنى وكفاية ومقنع لمن أراد والله الهادي.
ثانيها حديث الطائر المشوي الذي مر في الفضائل لدلالته على أنه أحب الخلق إلى الله تعالى بعد النبي ص ومعلوم أن حب الله تعالى وحب النبي ص لا يكون كحب غيرهم لمحاباة أو قرابة أو منفعة أو غيرها ولا يكون إلا عن استحقاق فيدل على الأفضلية.
ثالثها حديث الكساء ومر ذكره في سيرة الزهراء ع في الجزء الثاني ومر في الفضائل في هذا الجزء.
رابعها ما دل على أنه نفس رسول الله ص في آية المباهلة فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ويأتي خبر نزولها عند ذكر وفد نجران سنة عشر من الهجرة وإنما نذكر هنا بعض ما يتعلق بكونه نفس رسول الله ص فقط فنقول: اتفق الرواة والمفسرون على أن الذين دعاهم رسول الله ص للمباهلة هم علي وفاطمة والحسنان وأنه لم يدع أحدا غيرهم. وحينئذ فالمراد بأبنائنا الحسنان وبنسائنا فاطمة وهو واضح. أما أنفسنا فلا يجوز أن يكون المراد به غير علي بن أبي طالب لما ذكره صاحب مجمع البيان وغيره من أنه لا يجوز أن يدعو الإنسان نفسه وإنما يصح أن يدعو غيره وإذا كان قوله وأنفسنا لا بد ان يكون إشارة إلى غير الرسول وجب أن يكون إشارة إلى علي لأنه لا أحد يدعي دخول غير أمير المؤمنين علي وزوجته وولديه في المباهلة. ويمكن أن يقال بأنه يصح التعبير عن الحضور بدعاء النفس مجازا وهو المراد هنا فالأولى في الاستدلال أن يقال أن الاتفاق واقع على أن عليا كان من جملة من دعاهم النبي ص للمباهلة وليس داخلا في الأبناء والنساء قطعا فتعين دخوله في قوله وأنفسنا فيكون المراد بأنفسنا علي وحده أو هو مع النبي ص وعلى الوجهين يكون قد اطلق عليه نفس النبي ص فان قلنا المراد بأنفسنا علي وحده كان التجوز في أنفسنا وحدها، وإن قلنا المراد به رسول الله وعلي معا كان التجوز في ندعو باستعمالها في دعاء النفس ودعاء الغير وفي أنفسنا أيضا.
والحاصل أن أنفسنا مراد به علي بن أبي طالب اما وحده أو مع النبي ص اختار الأول الشعبي فيما حكاه عنه الواحدي فقال أبناءنا الحسن والحسين ونساءنا فاطمة وأنفسنا علي بن أبي طالب، واختار الثاني جابر فيما حكاه عنه صاحب الدر المنثور فقال أنفسنا رسول الله وعلي وأبناؤنا الحسن والحسين ونساؤنا فاطمة.
فإذا ثبت أن المراد بأنفسنا علي بن أبي طالب دل على أنه أفضل الخلق بعد رسول الله ص إذ المراد به أنه مثل نفسه مجازا لأن كونه نفسه

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 362
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست