responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 332

أمانة فليحضر مكان كذا وكذا تؤد إليه أمانته ثم حمل الفواطم وهاجر بهن إلى المدينة ظاهرا ولحقه الثمانية الفوارس فقتل مقدمهم ورجع الباقون حتى ورد على النبي ص بقبا. قال المفيد في الارشاد: ومن مناقبه أن النبي ص كان امين قريش على ودائعهم فلما فجأه من الكفار ما أحوجه إلى الهرب من مكة بغتة لم يجد في قومه وأهله من يأتمنه على ما كان مؤتمنا عليه سوى أمير المؤمنين ع فاستخلفه في رد الودائع إلى أربابها وقضاء دينه وجمع بناته ونساء أهله وأزواجه [1] والهجرة بهم إليه ولم ير أن أحدا يقوم مقامه في ذلك من كافة الناس فوثق بأمانته وعول على نجدته وشجاعته واعتمد في الدفاع عن أهله وخاصته على بأسه وقدرته واطمأن إلى ثقته على أهله وحرمه وعرف من ورعه وعصمته ما تسكن النفس معه إلى إئتمانه على ذلك فقام علي به أحسن القيام ورد كل وديعة إلى أهلها وأعطى كل ذي حق حقه وحفظ بنات نبيه ص وهاجر بهم ماشيا على قدميه يحوطهم من الأعداء ويكلؤهم من الخصماء ويرفق بهم في المسير حتى اوردهم عليه المدينة على أتم صيانة وحراسة ورفق وأحسن تدبير. وهذه منقبة توحد بها من كافة أهل بيته وأصحابه ولم يشركه فيها أحد من اتباعه وأشياعه ولم يحصل لغيره من الخلق فضل سواها يعادلها عند السبر ولا يقاربها على الامتحان وهي مضافة إلى ما قدمناه من مناقبه الباهرة بفضلها القاهرة بشرفها قلوب العقلاء اه.
السادس المؤاخاة بينه وبين رسول الله ص قال ابن عبد البر في الاستيعاب: آخى رسول الله ص بين المهاجرين ثم آخى بين المهاجرين والأنصار وقال في كل واحدة منهما لعلي أنت أخي في الدنيا والآخرة وآخى بينه وبين نفسه. وفي أسد الغابة: آخاه رسول الله ص مرتين فإنه آخى بين المهاجرين ثم آخى بين المهاجرين والأنصار بعد الهجرة وقال لعلي في كل واحدة منهما أنت أخي في الدنيا والآخرة ثم روى بسنده عن ابن عمر أنه لما ورد رسول الله ص المدينة آخى بين أصحابه فجاء علي تدمع عيناه فقال يا رسول الله آخيت بين أصحابك ولم تؤاخ بيني وبين أحد فقال رسول الله ص يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة وبسنده عن ابن عمر أن رسول الله ص آخى بين أصحابه بين أبي بكر وعمر وبين طلحة والزبير وبين عثمان وعبد الرحمن بن عوف فقال علي يا رسول الله انك قد آخيت بين أصحابك فمن أخي قال رسول الله ص أ ما ترضى يا علي أن أكون أخاك فقال علي بلى يا رسول الله فقال رسول الله ص أنت أخي في الدنيا والآخرة وروى ابن عبد البر في الاستيعاب بسنده عن ابن عباس قال رسول الله ص لعلي أنت أخي وصاحبي وبسنده عن أبي الطفيل أن عليا قال لهم يوم الشورى أنشدكم الله هل فيكم أحد آخى رسول الله ص بينه وبينه إذ آخى بين المسلمين غيري قالوا اللهم لا قال وروينا من وجوه عن علي أنه كان يقول أنا عبد الله وأخو رسول الله ص لا يقولها أحد غيري الا كذاب وروى النسائي في الخصائص بسنده عن علي أنه قال أنا عبد الله وأخو رسول الله وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي الا كاذب آمنت قبل الناس بسبع سنين وبسنده عن أبي سليمان الجهني سمعت عليا على المنبر يقول انا عبد الله وأخو رسول الله لا يقوم بها الا كذاب مفتر. وفي ذلك من إبانة فضله على الكافة والدلالة على أنه لا كفؤ لرسول الله ص سواه ما لا يخفى فإنه لو وجد النبي ص كفؤا له غيره لآخاه دونه وفي ذلك يقول الصفي الحلي:
- لو رأى مثلك النبي لآخاه * والا فأخطأ الانتقاد - - ويقول المؤلف:
- لو رأى مثلك النبي لآخاه * وحاشاه من خطا الانتقاد - - ويقول المؤلف أيضا من قصيدة ثانية:
- واخوه دون الصحابة إذ ك‌ * ل شبيهين منهم اخوان - وفيه يقول المؤلف أيضا من قصيدة ثالثة:
- تخيرك الهادي النبي لنفسه * أخا حين آخى بينهم فلك الفخر - - فهل كان مذ آخاك مثلك فيهم * وأخطأ انتقاء المصطفى انه الهذر - ويقول أيضا من قصيدة رابعة:
- وآخاك من بين الصحاب محمد * فهل كان خطئا في انتقائك ما فعل - السابع أنه كان صاحب راية رسول الله ص في المواقف كلها والراية هي العلم الأكبر واللواء دونها، في المصباح لواء الجيش علمه وهو دون الراية. وقد مر في الأمر الثاني من مناقبه رواية الحاكم بالاسناد عن ابن عباس لعلي أربع خصال ليست لأحد وعد منها وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف ورواه المفيد في الارشاد باسناده عن ابن عباس نحوه وقال وهو صاحب لوائه في كل زحف وروى الحاكم في المستدرك وصححه بسنده عن مالك بن دينار سالت سعيد بن جبير فقلت يا أبا عبد الله من كان حامل راية رسول الله ص فنظر إلي وقال كأنك رخي البال فغضبت وشكوته إلى اخوانه من القراء فقلت ألا تعجبون من سعيد سألته كذا ففعل كذا قالوا انك سألته وهو خائف من الحجاج وقد لاذ بالبيت فسله الآن فسألته فقال كان حاملها علي هكذا سمعته من عبد الله بن عباس قال ولهذا الحديث شاهد من حديث زنفل العرفي وفيه طول فلم أخرجه اه وفي تهذيب التهذيب في ترجمة سعد بن عبادة قال مقسم عن ابن عباس كانت راية رسول الله ص في المواطن كلها مع علي راية المهاجرين ومع سعد بن عبادة راية الأنصار اه وروى المفيد في الارشاد عن يحيى بن عمارة حدثني الحسن بن موسى بن رباح مولى الأنصار حدثني أبو البختري القرشي قال كانت راية قريش ولواؤها جميعا بيد قصي بن كلاب ثم لم تزل الراية في يد ولد عبد المطلب يحملها منهم من حضر الحرب حتى بعث الله رسوله ص فصارت راية قريش وغيرها إلى النبي فاقرها في بني هاشم فأعطاها رسول الله ص علي بن أبي طالب ع في غزوة ودان وهي أول غزوة حمل فيها راية في الاسلام مع النبي ص ثم لم تزل معه في بدر وهي البطشة الكبرى وفي يوم أحد وكان اللواء يومئذ في بني عبد الدار فأعطاه رسول الله ص مصعب بن عمير فاستشهد ووقع اللواء من يده فتشوفته القبائل فاخذه رسول الله ص فدفعه إلى علي بن أبي طالب فجمع له يومئذ الراية واللواء فهما إلى اليوم في بني هاشم اه.
ومما مر في الجزء الثاني ويأتي في هذا الجزء عند ذكر الغزوات فيهما تعلم صحة ذلك ففي غزوة ودان التي هي أول غزوة حمل فيها راية كانت رايته مع علي بن أبي طالب وفي غزوة بدر الأولى كان لواؤه معه وفي غزوة


[1] لا يخفى أنه لم يكن للنبي (ص) زوجة في ذلك الوقت غير سودة بنت زمعة لأنه تزوجها بمكة أما باقي نسائه فبالمدينة وخديجة كانت قد ماتت. - المؤلف -

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 332
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست