responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 316

عليا ع وجده عند رأسها بعد ما توفيت وهي رقعة فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصت به فاطمة بنت رسول الله ص أوصت وهي تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن الجنة حق والنار حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور يا علي حنطني وغسلني وكفني وصل علي وادفني بالليل ولا تعلم أحدا واستودعك الله واقرأ على ولدي السلام إلى يوم القيامة.
وذكر جماعة أنها لما مرضت دعت أم أيمن وأسماء بنت عميس وعليا ع وأوصت إلى علي بثلاث وصيا الأول أن يتزوج بامامة بنت أختها زينب لحبها أولادها وقالت إنها تكون لولدي مثلي وفي رواية قالت بنت أختي وتحني على ولدي. وامامة هذه هي بنت أبي العاص بن الربيع وهي التي روي أن رسول الله ص كان يحملها في الصلاة وأمها زينب بنت رسول الله ص فلما توفيت الزهراء ع تزوج أمير المؤمنين ع امامة كما أوصته ومن أجل ذلك قال: أربعة ليس إلى فراقهن سبيل وعد منهن امامة قال أوصت بها فاطمة الثانية أن يتخذ لها نعشا ووصفته له وفي رواية أن أسماء بنت عميس قالت لها إني إذ كنت بأرض الحبشة رأيتهم يصنعون شيئا فان أعجبك اصنعه لك فدعت بسرير فاكبته لوجهه ثم دعت بجرائد فشدتها على قوائمه وجعلت عليه نعشا ثم جللته ثوبا فقالت فاطمة ع اصنعي لي مثله استريني سترك الله من النار.
وفي الاستيعاب بسنده أن فاطمة بنت رسول الله ص قالت لأسماء بنت عميس إني قد استقبحت ما يصنع بالنساء أنه يطرح على المرأة الثوب فيصفها فقالت أسماء يا بنت رسول الله ألا أريك شيئا رأيته بأرض الحبشة فدعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت عليها ثوبا فقالت فاطمة ما أحسن هذا وأجمله تعرف به المرأة من الرجل ثم قال: فاطمة أول من غطي نعشها في الاسلام على الصفة المذكورة ثم بعدها زينب بنت جحش اه وكانت الزهراء ع لشدة محافظتها على الستر والعفاف حتى أنها لما قال لها أبوها ص ما خير للمرأة قالت إن لا ترى رجلا ولا يراها رجل مهتمة كثيرا لأمر وضعها على السرير وحملها ظاهرة وشكت ذلك إلى أسماء بنت عميس فوصفت لها النعش فتبسمت فرحا بذلك بعد أن لم تر ضاحكة ولا متبسمة بعد وفاة أبيها إلى ذلك الحين وبذلك يعرف قدر اهتمامها بهذا الأمر. روى الحاكم في المستدرك بسنده عن علي بن الحسين عن ابن عباس قال مرضت فاطمة مرضا شديدا فقالت لأسماء بنت عميس ألا ترين إلى ما بلغت احمل على السرير ظاهرا فقالت أسماء لا لعمري ولكن اصنع لك نعشا كما رأيت يصنع بأرض الحبشة قالت فأرينيه فأرسلت أسماء إلى جرائد رطبة وجعلت على السرير نعشا وهو أول ما كان النعش قالت أسماء فتبسمت فاطمة وما رأيتها مبتسمة بعد أبيها الا يومئذ الحديث وبضدها تتميز الأشياء الثالثة إن لا يشهد أحدا جنازتها ممن كانت غاضبة عليهم وإن لا يترك أن يصلي عليها أحد منهم وان يدفنها ليلا إذا هدأت العيون ونامت الأبصار ويعفي قبرها وكان مما أوصت به عليا ع أن تحنط بفاضل حنوط رسول الله ص وكان أربعين درهما فقسمه رسول الله ص أثلاثا ثلثا لنفسه وثلثا لعلي وثلثا لفاطمة وان يغسلها في قميصها ولا يكشفه عنها لأنها كانت قد اغتسلت قبل وفاتها بيسير وتنظفت ولبست ثيابها الجدد و من ذلك توهم بعضهم أن المراد أن تدفن بذلك الغسل وهو غير صحيح كما يأتي وفي رواية أنها أوصت لأزواج النبي ص لكل واحدة منهن باثنتي عشرة أوقية والأوقية أربعون درهما ولنساء بني هاشم مثل ذلك وأوصت لامامة بنت أختها زينب بشئ. وروى ابن عبد البر في الاستيعاب أن فاطمة ع قالت لأسماء بنت عميس إذا انا مت فاغسليني أنت وعلي ولا تدخلي علي أحدا. ومثله روى أبو نعيم في الحلية ثم قال فلما توفيت غسلها علي وأسماء وروى ابن سعد في الطبقات بسنده عن أبي رافع عن سلمى وفي الإصابة اخرج ابن سعد وأحمد بن حنبل من حديث أم رافع قالت مرضت فاطمة فلما كان اليوم الذي توفيت فيه خرج علي فقالت لي يا أمة اسكبي لي غسلا فسكبت لها فأغسلت كأحسن ما كانت تغتسل ثم قالت ائتيني بثيابي الجدد فاتيتها بها فلبستها ثم قالت اجعلي فراشي وسط البيت فجعلته فاضطجعت عليه واستقبلت القبلة ثم قالت لي يا أمه اني مقبوضة الساعة وقد اغتسلت فلا يكشفن لي أحد كتفا فماتت اه. وروى أبو نعيم في الحلية أنها لما حضرتها الوفاة امرت عليا فوضع لها غسلا فاغتسلت وتطهرت ودعت بثياب أكفانها فاتيت بثياب غلاظ خشن فلبستها ومست من الحنوط ثم امرت عليا أن لا تكشف إذا قبضت وأن تدرج كما هي في ثيابها اه والظاهر أن هذا الغسل الذي اغتسلته ص كان لأجل التنظيف والتطهر لتغسل بعد وفاتها في ثيابها طاهرة نظيفة ولا تكشف لأنه أبلغ في الستر وأقل كلفة على من يغسلها لا أنه كان غسل الأموات لعدم جواز تقديمه على الموت في مثل المقام وتوهم بعضهم أنه غسل الأموات وليس بصواب فلما توفيت صاح أهل المدينة صيحة واحدة واجتمعت نساء بني هاشم في دارها فصرخن صرخة واحدة كادت المدينة تتزعزع من صراخهن وهن يقلن يا سيدتاه يا بنت رسول الله واقبل الناس مثل عرف الفرس إلى علي ع وهو جالس والحسن والحسين ع بين يديه يبكيان فبكى الناس لبكائهما وخرجت أم كلثوم وعليها برقعها تجر ذيلها متجللة برداء وهي تبكي وتقول يا أبتاه يا رسول الله الآن حقا فقدناك فقدا لا لقاء بعده ابدا واجتمع الناس فجلسوا وهم يرجون وينتظرون أن تخرج الجنازة فيصلوا عليها فخرج أبو ذر وقال انصرفوا فان ابنة رسول الله قد اخر اخراجها هذه العشية فقام الناس وانصرفوا.
وفي كتاب روضة الواعظين: إن فاطمة ع لم تزل بعد وفاة أبيها ص مهمومة مغمومة محزونة مكروبة كئيبة باكية ثم مرضت مرضا شديدا ومكثت أربعين ليلة في مرضها إلى أن توفيت ص فلما نعيت إليها نفسها دعت أم أيمن وأسماء بنت عميس ووجهت خلف علي فأحضرته فقالت يا ابن عم انه قد نعيت إلي نفسي وانني لا ارى ما بي الا انني لاحقة بأبي ساعة بعد ساعة وانا أوصيك بأشياء في قلبي. قال لها علي ع أوصيني بما أحببت يا بنت رسول الله فجلس عند رأسها واخرج من كان في البيت ثم قالت يا ابن عم ما عهدتني كاذبة ولا خائنة ولا خالفتك منذ عاشرتني فقال ع معاذ الله أنت اعلم بالله وابر واتقى وأكرم وأشد خوفا من الله من أن أوبخك بمخالفتي وقد عز علي مفارقتك وفقدك الا أنه أمر لا بد منه والله لقد جددت علي مصيبة رسول الله ص وقد عظمت وفاتك وفقدك فانا لله وانا إليه راجعون من مصيبة ما أفجعها وآلمها وأمضها واحزنها هذه والله مصيبة لا عزاء عنها ورزية لا خلف لها ثم بكيا جميعا ساعة واخذ علي رأسها وضمها إلى صدره ثم قال أوصيني بما شئت فإنك تجديني وفيا امضي كل ما أمرتني به واختار امرك على أمري قالت جزاك الله عني خير الجزاء يا ابن عم ثم أوصته بما أرادت فقام أمير المؤمنين ع

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 316
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست