responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 315

ان اسمع صوت مؤذن أبي باذان فبلغ ذلك بلالا فاخذ في الاذان فلما قال الله أكبر الله أكبر ذكرت أباها وأيامه فلم تتمالك من البكاء فلما بلغ إلى قوله أشهد ان محمدا رسول الله شهقت فاطمة وسقطت لوجهها وغشي عليها فقال الناس لبلال أمسك فقد فارقت ابنة رسول الله الدنيا وظنوا انها قد ماتت فلم يتم الاذان فأفاقت فسألته اتمامه فلم يفعل وقال لها يا سيدة النسوان اني اخشى عليك مما تنزلينه بنفسك إذا سمعت صوتي بالآذان فأعفته من ذلك وعن علي ع قال غسلت النبي ص في قميصه فكانت فاطمة تقول أرني القميص فإذا شمته غشي عليها فلما رأيت ذلك غيبته.
خطبة الزهراء ع في مرضها بمحضر نساء المهاجرين والأنصار في احتجاج الطبرسي مرسلا عن سويد بن غفلة وفي معاني الأخيار وشرح النهج لابن أبي الحديد بالاسناد عن عبد الله بن الحسن عن امه فاطمة بنت الحسين ع وفي أمالي الشيخ بسنده عن ابن عباس وفي كشف الغمة عن صاحب كتاب السقيفة أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري عن رجاله عن عبد الله بن حسن عن امه فاطمة بنت الحسين انها لما مرضت فاطمة الزهراء ع المرضة التي توفيت فيها واشتدت علتها اجتمعت إليها نساء المهاجرين والأنصار ليعدنها فسلمن عليها وقلن لها كيف أصبحت من علتك من ليلتك خ ل يا بنت رسول الله ص فحمدت الله تعالى وصلت على أبيها ثم قالت: أصبحت والله عائفة لدنياكن قالية لرجالكن لفظتهم بعد أن عجمتهم وشنأتهم بعد ان سبرتهم فقبحا لفلول الحد واللعب بعد الجد وقرع الصفاة [1] وصدع القناة وخطل الآراء وزلل الأهواء ولبئسما قدمت لهم أنفسهم ان سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون لا جرم والله لقد قلدتهم ربقتها وحملتهم أوقتها [2] وشننت عليهم غارتها فجدعا وعقرا وبعدا للقوم الظالمين ويحهم انى زعزعوها عن رواسي الرسالة وقواعد النبوة والدلالة ومهبط الروح الأمين والطيبين [3] بأمور الدنيا والدين الا ذلك هو الخسران المبين وما الذي نقموا من أبي الحسن نقموا منه والله نكير سيفه وقلة مبالاته بحتفه وشدة وطأته ونكال وقعته وتنمره في ذات الله عز وجل وتالله لو مالوا عن المحجة اللائحة وزالوا عن قبول الحجة الواضحة لردهم إليها وحملهم عليها وتالله لو تكافوا عن زمام نبذه إليه رسول الله ص لاعتلقه ولسار بهم سجحا لا يكلم خشاشه [4] ولا يكل سائره ولا يمل راكبه ولا وردهم منهلا نميرا صافيا رويا فضفاضا تطفح ضفتاه ولا يترنق جانباه ولا صدرهم بطانا ونصح لهم سرا واعلانا ولم يكن يتحلى من الغنى بطائل ولا يحظى من الدنيا بنائل غير ري الناهل وشبعة الكافل ولبان لهم الزاهد من الراغب والصادق من الكاذب ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين الا هلم فاستمع وما عشت أراك الدهر عجبا وان تعجب فعجب قولهم ليت شعري إلى أي لجا لجأوا وإلى أي سناد استندوا وعلى أي عماد اعتمدوا وبأي عروة تمسكوا وعلى أي ذرية قدموا واحتنكوا لبئس المولى ولبئس العشير وبئس للظالمين بدلا استبدلوا والله الذنابي بالقوادم والعجز بالكاهل فرغما لمعاطس قوم يحسبون انهم يحسنون صنعا ألا أنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ويحهم أ فمن يهدي إلى الحق أحق ان يتبع أم من لا يهدي الا ان يهدي فما لكم كيف تحكمون أما لعمري لقد لقحت فنظرة ريثما تنتج ثم احتلبوا ملء العقب دما عبيطا وذعافا واطمئنوا للفتنة جأشا وأبشروا بسيف صارم وسطوة معتد غاشم وبهرج دائم شامل واستبداد من الظالمين يدع فيأكم زهيدا وجمعكم حصيدا فيا حسرة لكم واني بكم وقد عميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون.
قال سويد بن غفلة: فأعادت النساء قولها على رجالهن فجاء إليها قوم من المهاجرين والأنصار معتذرين وقالوا يا سيدة النساء لو كان أبو الحسن ذكر لنا هذا الأمر من قبل ان يبرم العهد ويحكم العقد لما عدلنا عنه إلى غيره فقالت ع إليكم عني فلا عذر بعد تعذيركم ولا أمر بعد تقصيركم.
اوقافها وصدقاتها كان لها سبعة بساتين وقفتها على بني هاشم وبني المطلب وجعلت النظر فيها والولاية لعلي ع مدة حياته وبعده للحسن وبعده للحسين وبعده للأكبر من ولدها. روى الكليني في الكافي بسنده عن الصادق ع ان فاطمة ع جعلت صدقتها لبني هاشم وبني المطلب وبسنده عن الباقر ع إنه أخرج حقا أو سفطا فاخرج منه كتابا فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم. هذا ما أوصت به فاطمة بنت محمد رسول الله ص أوصت بحوائطها السبعة العواف والذلال. والبرقة. والمبيت. والحسني.
والصافية. وما لأم إبراهيم إلى علي بن أبي طالب فان مضى علي فإلى الحسن فان مضى الحسن فإلى الحسين فان مضى الحسين فإلى الأكبر من ولدي شهد الله على ذلك والمقداد بن الأسود والزبير بن العوام وكتب علي ابن أبي طالب. بسنده عن الصادق ع نحوه الا أنه قال إلى الأكبر من ولدي دون ولدك وبسنده عن أبي الحسن الثاني ع انه سئل عن الحيطان السبعة التي كانت ميراث رسول الله ص لفاطمة فقال: إنما كانت وقفا فكان رسول الله ص يأخذ إليه منها ما ينفق على أضيافه والتابعة تلزمه فيها فلما قبض جاء العباس يخاصم فاطمة فيها فشهد علي وغيره انها وقف على فاطمة وعدها كما تقدم وفي رواية عن الصادق ع ان المبيت هو الذي كاتب عليه سلمان فأفاءه الله على رسوله فهو في صدقتها أقول ربما يتوهم التنافي بين هذه الأخبار فبعضها يدل على انها تصدقت بها على بني هاشم وبني المطلب أي وقفتها عليها ولازم ذلك انها كانت ملكا لها إذ لا وقف الا في ملك وبعضها دال على أن النبي ص كان قد وقفها عليها وحينئذ فكيف تقفها على بني هاشم وبني المطلب فان الوقف لا يوقف ويمكن الجمع بان النبي ص وقفها عليها في حياتها وبعدها على بني هاشم وبني المطلب وجعل النظر فيها على الترتيب الذي جعلته. أو إنه وقفها عليها ثم على من تختاره بعدها فهي بوصيتها حاكية لا منشئة.
وصيتها لما مرضت فاطمة الزهراء ع مرضها الذي توفيت فيه جعلت توصي عليا ع وتعهد إليه عهودها فمما جاء في وصيتها ما روي أن


[1] كنابة عن النيل بسوء.
[2] ثقلها.
[3] الفطن الحاذق. [4] الخشاش بكسر الخاء المعجمة ما يجعل في أنف البعير من خشب ويشد به الزمام ليكون أسرع لانقياده. - المؤلف -

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 315
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست