responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 314

متروكات النبي، على أن فدك التي منعها أبو بكر من فاطمة لم تلبث ان اقطعها الخليفة عثمان لمروان اه. وفي معجم البلدان انه أدى اجتهاد عمر بن الخطاب لما ولي الخلافة وفتحت الفتوح على المسلمين ان يردها إلى ورثة رسول الله ص فكان علي بن أبي طالب والعباس يتنازعان فيها فعلي يقول إن النبي ص جعلها في حياته لفاطمة والعباس يأبى ذلك ويقول هي ملك رسول الله ص وانا وارثه ويتخاصمان إلى عمر فيأبى ان يحكم بينهما ويقول أنتما اعرف بشأنكما اما انا فقد سلمتها اليكما فاقتصدا فما يؤتى واحد منكما من قلة معرفة اه وهذا الكلام مع انفراده بنقله لا يكاد يصح فإذا كان النبي لا يورث كما رواه أبو بكر وسمعه منه العباس فكيف يقول العباس وانا وارثه ثم قوله وأنا وارثه ظاهره انحصار الإرث فيه مع أن وارثه فاطمة ان بطل التعصيب وهي مع العباس إن صح التعصيب.
وفاة الزهراء ع توفيت في الثالث من جمادي الآخرة سنة إحدى عشرة من الهجرة على المشهور بين أصحابنا وهو المروي عن الصادق ع. وروي انها توفيت لعشر بقين من جمادي الآخرة. وقيل لثلاث عشرة ليلة خلت من ربيع الآخر ليلة الأحد. وعن ابن عباس في الحادي والعشرين من رجب وقال المدائني والواقدي وابن عبد البر في الاستيعاب توفيت ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان. وروى الحاكم في المستدرك انها توفيت لثلاث خلون من شهر رمضان.
واختلف في مدة بقائها بعد أبيها ص فقيل أربعون يوما ويمكن كونه اشتباها بمدة مرضها وقيل خمسة وأربعون يوما وقيل شهران رواه الحاكم في المستدرك بسنده عن عائشة وعن جابر. وقيل سبعون يوما حكاه ابن عبد البر في الاستيعاب عن ابن بريدة. وقيل اثنان وسبعون يوما. وقيل ونصف يوم. وقيل خمسة وسبعون حكاه ابن عبد البر في الاستيعاب. وقيل خمسة وثمانون. وقيل ثلاثة أشهر وهو الذي اعتمده أبو الفرج الأصبهاني ورواه مسندا عن الباقر ع وعزاه في الاستيعاب إلى إحدى الروايتين عن الباقر ع وقال الحاكم في المستدرك انه روي عن أبي جعفر محمد بن علي اه وهو الذي يقتضيه الجمع بين ما روي عن الباقر ع ان بدء مرضها بعد خمسين ليلة من وفاة النبي ص وما يفهم من بعض الأخبار انها بقيت مريضة أربعين يوما وقيل خمسة وتسعون يوما وهو الذي اعتمده الدولابي في الذرية الطاهرة ويقتضيه الجمع بين ما هو المشهور من أن وفاته ص في الثامن والعشرين من صفر ووفاتها في الثالث من جمادي الآخرة.
وقيل مائة يوم حكاه ابن عبد البر في الاستيعاب وهو الذي اعتمده الشهيد في الدروس. أو نحو من مائة يوم أو أربعة أشهر. أو ستة أشهر رواه الحاكم في المستدرك وأبو نعيم في الحلية بسنديهما عن عائشة. وفي الاستيعاب توفيت بعد رسول الله ص بيسير قال محمد بن علي أبو جعفر بستة أشهر وهو الثابت عندنا وروي عن ابن شهاب مثله اه وقيل ستة أشهر الا ليلتين حكاه ابن عبد البر في الاستيعاب وقيل ثمانية أشهر حكاه ابن عبد البر عن عمرو بن دينار ورواه الحاكم في المستدرك عن عبد الله بن الحارث. ويدل كلام الاستيعاب ومقاتل الطالبيين على أنه لم يقل أحد بأكثر من ثمانية أشهر ولا بأقل من أربعين يوما والمروي صحيحا من طرق أهل البيت ع انها بقيت بعده ص خمسة وسبعين يوما وتدل عليه أكثر الروايات. ويشكل الجمع بين ذلك وبين المشهور عند أصحابنا من أن وفاة النبي ص في الثامن والعشرين من صفر إذ تكون وفاتها على هذا في الثالث عشر من جمادي الأولى لا في الثالث من جمادي الآخرة فالجمع بين المشهور في وفاة النبي ص والمشهور في وفاتها ومدلول الرواية الصحيحة غير ممكن ولا يبعد ان يكون الصواب خمسة وتسعين يوما فصحف تسعين بسبعين لتقارب حروفهما وعدم القنط غالبا في الخطوط القديمة فيرتفع التنافي وهي يومان من صفر وثلاثة من جمادي الآخرة فهذه خمسة والربيعان وجمادي الأولى تسعون يوما فهذه خمسة وتسعون يوما وربما يعضده رواية الثلاثة الأشهر فان الخمسة الأيام يتسامح فيها.
وأما مدة مرضها فقال ابن شهرآشوب في المناقب روي أنها ما زالت بعد أبيها معصبة الرأس إلى أن قال ثم مرضت ومكثت أربعين ليلة ثم قضت نحبها وظاهره انها مكثت أربعين ليلة مريضة إلا أنها مكثت بعد أبيها أربعين ليلة وعن الباقر ع انها مكثت في مرضها خمسة عشر يوما وتوفيت.
وكان عمرها صلوات الله عليها وعلى أبيها عند وفاتها ثماني عشرة سنة وقيل ثماني عشرة سنة وشهرين وقيل وسبعة أشهر هذا على القول بأنها ولدت بعد المبعث بخمس سنين وعلى القول بأنها ولدت بعده بسنتين يكون عمرها إحدى وعشرين سنة وهو الذي رواه الحاكم في المستدرك بسنده عن أم الحسن بنت أبي جعفر محمد بن علي عن أخيها جعفر بن محمد قال:
ماتت فاطمة وهي ابنة إحدى وعشرين وولدت على رأس إحدى وأربعين من مولد النبي ص وعلى قول الاستيعاب في مولدها انه بعد البعثة بسنة يكون عمرها اثنتين وعشرين سنة وعلى القول بأنها ولدت قبل المبعث بخمس سنين كما هو قول أكثر علماء أهل السنة يكون عمرها ثماني وعشرين سنة. وعن المدائني ماتت ولها تسع وعشرون سنة وعن الزبير بن بكار عن عبد الله بن الحسن ثلاثون سنة اه وكل ذلك ناشئ عن الخلاف في تاريخ مولدها: كما أن الاختلاف في تاريخ وفاتها وسنها يوم تزويجها الظاهر أنه ناشئ عن ذلك والله أعلم.
حزنها بعد أبيها ص روى الكليني بسنده عن الصادق ع قال عاشت فاطمة بعد رسول الله ص خمسة وسبعين يوما لم تر كاشرة ولا ضاحكة تأتي قبور الشهداء في كل جمعة مرتين الاثنين والخميس فتقول: هاهنا كان رسول الله ص وهاهنا كان المشركون وفي رواية عن الصادق ع انها كانت تصلي هناك وتدعو حتى ماتت وروى ابن شهرآشوب في المناقب عن الباقر ع قال: ما رأيت فاطمة ضاحكة قط منذ قبض رسول الله ص حتى قبضت وفي السيرة النبوية لأحمد ابن زيني دحلان عاشت فاطمة بعد أبيها ص ستة أشهر فما ضحكت تلك المدة. وروى أبو نعيم في حلية الأولياء بسنده عن أبي جعفر هو الباقر ع قال ما رتبت فاطمة ضاحكت بعد رسول الله ص الا يوما افترت بطرف نابها قال ومكثت بعده ستة أشهر قال ابن شهرآشوب في المناقب روي أنها ما زالت بعد أبيها معصبة الرأس ناحلة الجسم منهدة الركن باكية العين محترقة القلب يغشى عليها ساعة بعد ساعة وتقول لولديها أين أبوكما الذي كان يكرمكما ويحملكما مرة بعد مرة أين أبوكما الذي كان أشد الناس شفقة عليكما فلا يدعكما تمشيان على الأرض ولا أراه يفتح هذا الباب ابدا ولا يحملكما على عاتقه كما لم يزل يفعل بكما وروي انه لما قبض النبي ص امتنع بلال من الأذان وقال لا أؤذن لأحد بعد رسول الله ص وان فاطمة قالت ذات يوم أشتهي

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 314
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست