responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 254

الله؟ قال خالك حمزة بن عبد المطلب فاسترجعت واستغفرت له وهناته الشهادة، ثم قال لها احتسبي، قالت من يا رسول الله؟ قال زوجك مصعب بن عمير، فقالت وا حزناه! وولولت وصاحت، فقال إن زوج المرأة منها لبمكان ما هو لأحد. قال الطبري: ومر ص بدار من دور الأنصار فسمع البكاء والنوائح على قتلاهم فذرفت عيناه فبكى وقال لكن حمزة لا بواكي له، فرجع سعد بن معاذ واسيد بن حضير إلى دور بني عبد الأشهل فأمرا نساءهم أن يتحزمن ثم يذهبن فيبكين على حمزة. وفي السيرة الحلبية أن يذهبن إلى بيت رسول الله ص يبكين حمزة فلما رجع ص من صلاة المغرب سمع البكاء فقال ما هذا؟ قيل نساء الأنصار يبكين حمزة، فقال رضي الله عنكن وعن أولادكن وأمر بردهن إلى منازلهن وفي رواية: فقال لهن ارجعن رحمكن الله لقد واسيتن معي، رحم الله الأنصار فان المواساة فيهم كما علمت قديمة. وقال ابن سعد في الطبقات:
فهن إلى اليوم إذا مات الميت من الأنصار بدأ النساء فبكين على حمزة ثم بكين على ميتهن. وروى الطبري أنه ص مر بامرأة من بني دينار وقد أصيب زوجها واخوها وأبوها مع رسول الله ص بأحد فلما نعوهم لها قالت فما فعل رسول الله ص؟ قالوا بحمد الله هو كما تحبين قالت ارونيه حتى انظر إليه فلما رأته قالت كل مصيبة بعدك جلل قال الطبري: فلما انتهى رسول الله ص إلى أهله ناول سيفه ابنته فاطمة وقال اغسلي عن هذا دمه يا بنية وناولها علي ع سيفه فقال وهذا فاغسلي عنه فوالله لقد صدقني اليوم، قال: وزعموا أن علي بن أبي طالب حين اعطى فاطمة ع سيفه قال:
- أ فاطم هاك السيف غير ذميم * فلست برعديد ولا بمليم - - لعمري لقد قاتلت في حب احمد * وطاعة رب بالعباد رحيم - - وسيفي بكفي كالشهاب أهزه * اجذ به من عاتق وصميم - - فما زلت حتى فض ربي جموعهم * وحتى شفينا نفس كل حليم - وفي ارشاد المفيد: وانصرف المسلمون مع النبي ص إلى المدينة فاستقبلته فاطمة ع ومعها اناء فيه ماء فغسل وجهه ولحقه أمير المؤمنين ع وقد خضب الدم يده إلى كتفه ومعه ذو الفقار فناوله فاطمة ع وقال لها خذي هذا السيف فقد صدقني اليوم وأنشأ يقول:
- أ فاطم هاك السيف غير ذميم * فلست برعديد ولا بمليم - - لعمري لقد أعذرت في نصر احمد * وطاعة رب بالعباد عليم - - اميطي دماء القوم عنه فإنه * سقى آل عبد الدار كأس حميم - وقال رسول الله ص خذيه يا فاطمة فقد أدى بعلك ما عليه وقد قتل الله بسيفه صناديد قريش اه‌.
وبات وجوه الأوس والخزرج تلك الليلة وهي ليلة الأحد في باب رسول الله ص يحرسونه من البيات فيهم سعد بن عبادة وسعد بن معاذ والخباب بن المنذر وقتادة بن النعمان وغيرهم.
غزوة حمراء الأسد لما انصرف رسول الله ص من صلاة الصبح يوم الأحد لثمان ليال خلون من شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرا من مهاجره أمر بلالا أن ينادي في الناس أن رسول الله ص يأمركم بطلب عدوكم ولا يخرج معنا الا من حضر يومنا بالأمس فكلمه جابر بن عبد الله فقال إن أبي كان خلفني على أخوات لي سبع وقال يا بني لا ينبغي لي ولك أن نترك هؤلاء النسوة ولست أوثرك بالجهاد فاذن له رسول الله ص فدعا ص بلواء معقود لم يحل فدفعه إلى علي بن أبي طالب وانما خرج ص مرهبا للعدو وليبلغهم خروجه فيظنوا به قوة وإن الذي أصابهم لا يوهنهم عن عدوهم وكان ذلك من التدابير الحربية العظيمة فخرج المسلمون معه والجراح فيهم فاشية وعامتهم جرحى منهم من فيه سبع جراحات ومنهم تسع ومنهم عشر ومنهم ثلاث عشرة حتى أن أخوين من الأنصار كانا جريحين وليس لهما دابة فخرجا وقالا كيف تفوتنا غزوة مع رسول الله ص وكلاهما جريحان ثقيلان لكن أحدهما أخف جرحا فكان إذا أعيا أحدهما حمله اخوه وخرج ص وهو مجروح في وجهه وجبهته وشفته وركبتيه ومنكبه الأيمن متوهن بضربة ابن قميئة إلى أن انتهى إلى حمراء الأسد وهي مكان على ثمانية أميال من المدينة فأقام بها ثلاثا: الاثنين والثلاثاء والأربعاء ثم رجع إلى المدينة، وكان جل زادهم التمر، وحمل سعد بن عبادة ثلاثين بعيرا تمرا وساق جزرا فكان ينحر في يوم اثنين وفي يوم ثلاثاء، وبعث ص ثلاثة نفر طليعة في آثار القوم فانقطع أحدهم ولحق الاثنان بقريش فبصروا بهما فقتلوهما وانتهى ص إلى مصرعهما بحمراء الأسد فقبرهما. وجاء معبد الخزاعي وهو مشرك إلى النبي ص وكانت خزاعة مسلمهم ومشركهم عيبة رسول الله ص فقال يا محمد لقد عز علينا ما أصابك في أصحابك ونفسك ولوددنا أن الله تعالى أعلى كعبك، وخرج من عند رسول الله ص بحمراء الأسد حتى اتى أبا سفيان وأصحابه بالروحاء وقد اجمعوا الرجعة إلى رسول الله ص وأصحابه، فقال أبو سفيان ما وراءك يا معبد؟ قال قد خرج محمد في أصحابه يطلبكم في جمع لم أر مثله يتحرقون عليكم تحرقا واجتمع معه من كان تخلف عنه بالأمس، قال ويلك ما تقول؟ قال ما أراك ترتحل حتى ترى نواصي الخيل، قال لقد اجمعنا الكرة عليهم لنستأصل بقيتهم قال فاني أنهاك عن ذلك فوالله لقد حملني ما رأيت على أن قلت فيه أبياتا من شعر قالوا وما هي فقال:
- كادت تهدمن الأصوات راحلتي * إذ سالت الأرض بالجرد الأبابيل - - تردي بأسد كرام لا تنابلة * عند اللقاء ولا خرق معازيل - - فظلت عدوا أظن الأرض مائلة * لما سموا برئيس غير مخذول - - فقلت ويل ابن حرب من لقائكم * لكل ذي اربة منهم ومعقول - فثنى ذلك أبا سفيان وأصحابه، ومر به ركب من عبد القيس فقال أين تريدون؟ قالوا المدينة نريد الميرة، قال فهل أنتم مبلغون عني محمدا رسالة واحمل لكم ابلكم هذه غدا زبيبا بعكاظ قالوا نعم قال أخبروه انا قد اجمعنا المسير إليهم لنستأصل بقيتهم فلما أخبروه قال رسول الله ص وأصحابه حسبنا الله ونعم الوكيل ثم انصرف ص إلى المدينة.
غزوة بني النضير في ربيع الأول سنة أربع على رأس سبعة وثلاثين شهرا من مهاجره وقد عرفت أن اليهود الذين كانوا بنواحي المدينة ثلاثة ابطن بنو النضير وقريظة وقينقاع وكان بينهم وبين رسول الله ص عهد ومدة فنقضوا عهدهم وكان سبب ذلك في بني النضير في نقض عهدهم أن أبا براء عامر بن مالك بن جعفر ملاعب الأسنة سيد بني عامر بن صعصعة قدم على رسول الله ص فاهدى له هدية فأبى أن يقبلها حتى يسلم فلم يسلم ولم يبعد وأعجبه الاسلام وطلب من النبي ص أن يرسل جماعة إلى أهل نجد في

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 254
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست