responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 253

عن كبد حمزة فلاكتها فلم تستطع أن تسيغها فلفظتها. وقطعت انفه وأذنيه وجعلت ذلك كالسوار في يديها وقلائد في عنقها حتى قدمت مكة.
قال ومر الحليس بن زبان بأبي سفيان وهو يضرب في شدق حمزة بزج الرمح وهو يقول ذق عقق أي يا عاق فقال الحليس يا بني كنانة هذا سيد قريش يصنع بابن عمه كما ترون لحما فقال اكتمها فإنها زلة.
واصعد رسول الله ص في الجبل مع جماعة من أصحابه فيهم علي بن أبي طالب. قال ابن هشام وقع رسول الله ص في حفرة من الحفر التي عملها أبو عامر ليقع فيها المسلمون وهم لا يعلمون فشجت ركبته فاخذ علي بن أبي طالب بيده ورفعه طلحة بن عبيد الله حتى استوى قائما اه‌ وانطلق رسول الله ص حتى انتهى إلى أصحاب الصخرة فلما رأوه لم يعرفوه وأراد رجل أن يرميه بسهم فقال أنا رسول الله فعرفوه وأراد أن يعلو الصخرة وقد ظاهر بين درعين فلم يستطع فجلس تحته طلحة بن عبيد الله فنهض حتى استوى عليها واقبل أبي بن خلف الجمحي وقد حلف ليقتلن النبي ص فقال ص بل انا اقتله وشد أبي عليه بحربة فاخذها رسول الله ص منه وقتله بها وروي أنه طعنه فجرح جرحا خفيفا فجزع جزعا شديدا فقيل له ما يجزعك فقال أ ليس قال لأقتلنك فمات بعد يوم أو بضع يوم من ذلك الجرح.
قال ابن هشام: لما انتهى رسول الله ص إلى فم الشعب خرج علي بن أبي طالب حتى ملأ درقته ماء من المهراس فجاء به إلى رسول الله ص ليشرب منه فوجد له ريحا فعافه ولم يشرب منه وغسل عن وجهه الدم وصب على رأسه وقال ابن الأثير لما جرح ص جعل علي ينقل له الماء في درقته من المهراس ويغسله فلم ينقطع الدم فاتت فاطمة وجعلت تعانقه وتبكي وأحرقت حصيرا وجعلت على الجرح من رماده فانقطع. وأشرف أبو سفيان على المسلمين فقال أ فيكم محمد فلم يجيبوه فظن أنه قتل فقيل له أنه يسمع كلامك فعلم أنه حي وأن ابن قميئة كاذب في دعوى قتله فقال أعل هبل فقال رسول الله ص: الله أعلى وأجل فقال أبو سفيان لنا العزى ولا عزى لكم فقال رسول الله ص: الله مولانا ولا مولى لكم ثم قال أبو سفيان هذا يوم بيوم بدر والحرب سجال وانصرف.
فلما انصرف أبو سفيان ومن معه بعث رسول الله ص علي بن أبي طالب ع فقال اخرج في آثار القوم فانظر ما ذا يصنعون فان كانوا قد اجتنبوا الخيل وامتطوا الإبل فإنهم يريدون مكة وإن ركبوا الخيل وساقوا الإبل فهم يريدون المدينة فوالذي نفسي بيده لئن أرادوها لأسيرن إليهم فيها ثم لأناجزنهم، قال علي: فخرجت في آثارهم فرأيتهم اجتنبوا الخيل وامتطوا الإبل.
وفرع الناس لقتلاهم فقال رسول الله ص من ينظر لي ما فعل سعد بن الربيع وهو من بني الحارث بن الخزرج أ في الاحياء هو أم في الأموات فقال رجل من الأنصار انا انظر لك يا رسول الله ما فعل فنظر فوجده جريحا في القتلى وبه رمق فقال له أن رسول الله ص امرني أن انظر له أ في الأحياء أنت أم في الأموات، قال أنا في الأموات فابلغ رسول الله عني السلام وقل له أن سعد بن الربيع يقول لك جزاك الله خير ما جزي نبي عن أمته وأبلغ عني قومك السلام وقل لهم أن سعد بن الربيع يقول لكم أنه لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى نبيكم وفيكم عين تطرف ثم تنفس فخرج منه مثل دم الجزور ومات، فجاء الأنصاري إلى رسول الله ص فأخبره فقال ص رحم الله سعدا نصرنا حيا واوصى بنا ميتا ثم قال من له علم بعمي حمزة؟ فقال الحارث بن الصمة: انا اعرف موضعه فجاء حتى وقف عليه فكره أن يرجع إلى رسول الله ص فيخبره فقال رسول الله ص لعلي ع اطلب عمك فكره أن يرجع إليه فخرج رسول الله ص بنفسه حتى وقف عليه فوجده ببطن الوادي قد بقر بطنه عن كبده ومثل به فجدع انفه وأذناه فلما رأى ما فعل به بكى ثم قال لن أصاب بمثلك، ما وقفت موقفا قط أغبظ علي من هذا الموقف، وقال: رحمة الله عليك فإنك كنت ما علمتك فعولا للخيرات وصولا للرحم ثم قال: لولا أن تحزن صفية أو تكون سنة من بعدي لتركته حتى يكون في أجواف السباع وحواصل الطير [1] ولئن اظهرني الله على قريش لأمثلن بثلاثين وفي رواية بسبعين رجلا منهم، وقال المسلمون لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب، فأنزل الله تعالى: وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين، فعفا رسول الله ص وصبر ونهى عن المثلة. وفي السيرة الحلبية عن ابن مسعود ما رأينا رسول الله ص باكيا أشد من بكائه على حمزة، وضعه في القبلة ثم وقف على جنازته وانتحب حتى نشق اي شهق حتى بلغ به الغشي، يقول: يا عم رسول الله وأسد الله وأسد رسول الله يا حمزة يا فاعل الخيرات يا حمزة يا كاشف الكربات يا حمزة يا ذاب يا مانع عن وجه رسول الله، والقى على حمزة بردة كانت عليه فكانت إذا مدها على رأسه بدت رجلاه وإذا مدها على رجليه بدا رأسه فمدها على رأسه والقى على رجليه الحشيش. وأقبلت صفية بنت عبد المطلب لتنظر إلى حمزة وكان أخاها لأبيها وأمها فقال رسول الله ص لابنها الزبير بن العوام القها فارجعها لا ترى ما بأخيها فلقيها الزبير واعلمها بأمر رسول الله ص فقالت ولم؟ وقد بلغني أنه مثل بأخي وذلك في الله قليل أرضانا بما كان من ذلك لأحتسبن لأصيرن، فقال خل سبيلها.
قال محمد بن إسحاق: واحتمل ناس من المسلمين قتلاهم إلى المدينة فدفنوهم بها ثم نهى رسول الله ص عن ذلك وقال ادفنوهم حيث صرعوا قال ابن الأثير وأمر أن يدفن الاثنان والثلاثة في القبر الواحد وأن يقدم إلى القبلة أكثرهم قرآنا وصلى عليهم فكان كلما أتي بشهيد جعل حمزة معه وصلى عليهما وقيل كان يجمع تسعة من الشهداء وحمزة عاشرهم فيصلي عليهم.
وقال ابن سعد في الطبقات كان كلما اتي بشهيد وضع إلى جنب حمزة فصلى عليه وعلى الشهيد حتى صلى عليه سبعين مرة اه‌ وفي خطبة لأمير المؤمنين ع أنه خصه رسول الله ص بسبعين تكبيرة وعليه فيمكن أن يكون صلى عليه أربع عشرة مرة وكبر في كل مرة خمس مرات كما هو مذهب أهل البيت ع ولعل رواية أنه صلى عليه سبعين مرة وقع فيها اشتباه بين سبعين مرة وسبعين تكبيرة ثم أمر بدفنه وامر أن يدفن عمرو بن الجموح وعبد الله بن حرام في قبر واحد وكانا متصافيين في الدنيا فلما دفن الشهداء انصرف إلى المدينة فلقيته ابنة عمته حمنة ابنة جحش أخت زينب بنت جحش أم المؤمنين وكانت أمها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم فقال لها احتسبي، قالت من يا رسول الله؟ قال أخاك عبد الله فاسترجعت واستغفرت له وهناته الشهادة، ثم قال لها احتسبي، قالت من يا رسول


[1] المقصود من تركه بغير دفن تأكله السباع والطيور إن لا يسكن الحزن عليه ليكون باعثا على الأخذ بثاره وقيل ليشتد غضب الله على من فعل به ذلك ولو أشكل بوجوب دفن الميت لأمكن دفعه بان ذلك من الفرض الغير الواقع.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 253
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست