responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 247

كدرة أي غبرة والقرقر الأرض المستوية وهي المكان الذي فيه هذه الطيور وكانت للنصف من المحرم على رأس ثلاثة وعشرين شهرا من الهجرة بلغه ان بهذا الموضع جمعا من سليم وغطفان فسار إليهم في مائتي رجل فلم يجد أحدا وكان لواؤه مع علي بن أبي طالب ووجد رعاء فيهم غلام يقال له يسار فسأله عن الناس فقال لا علم لي بهم إنما اورد الخمس وهذا يوم ربعي والناس قد ارتفعوا إلى المياه ونحن عزاب في النعم فانحدر رسول الله ص بالنعم إلى المدينة وكانت خمسمائة بعير فاخرج خمسها وقسم الباقي فأصاب كمل واحد بعيران وكان غيابه خمس عشرة ليلة.
غزوة بحران بفتح الموحدة وتضم موضع بناحية الفرع وسماها ابن سعد في الطبقات غزوة بني سليم فقال وغزوة بني سليم ببحران لست خلون من جمادي الأولى على رأس سبعة وعشرين شهرا من مهاجره وذلك إنه بلغه إن بها جمعا من بني سليم كثيرا فخرج في ثلاثمائة رجل من أصحابه وأغذ السير حتى ورد بحران فوجدهم قد تفرقوا في مياههم فرجع ولم يلق كيدا وكانت غيبته عشر ليال.
غزوة أحد تأخذها من المنقول عن كتاب الواقدي ومن طبقات ابن سعد وتاريخ الطبري وسيرة ابن هشام والسيرة الحلبية وإرشاد المفيد والمستدرك للحاكم وغيرها من كتب السير والآثار والحديث المشهورة المعتمدة.
وكانت في شوال لسبع خلون منه وقيل للنصف منه يوم السبت سنة ثلاث من الهجرة على رأس اثنين وثلاثين شهرا من مهاجره ص. واحد جبل من جبال المدينة على نحو ميلين أو ثلاثة منها وورد فيه عنه ص ان أحدا هذا جبل يحبنا ونحبه.
وكان السبب فيها أنه لما أصاب قريشا يوم بدر ما أصابها ورجع من حضرها منهم إلى مكة وجدوا العير التي قدم بها أبو سفيان والتي كانت وقعة بدر بسببها موقوفة في دار الندوة لم تعط لأربابها فمشى عبد الله بن أبي ربيعة وعكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية وغيرهم من أشراف قريش ممن أصيب آباؤهم وأبناؤهم وأخوانهم يوم بدر إلى أبي سفيان وإلى من كان له من قريش تجارة في تلك العير فقالوا: يا معشر قريش إن محمدا قد وتركم وقتل خياركم فأعينونا بهذا المال على حربه لعلنا ندرك منه ثارنا بمن أصاب منا ونحن طيبوا النفوس ان تجهزوا بربح هذه العير جيشا إلى محمد فقال أبو سفيان انا أول من أجاب إلى ذلك وبنو عبد مناف معي وكانت العير ألف بعير فباعوا أموالها فصارت ذهبا خمسين ألف دينار بجعلوا لذلك ربح المال فقط وسلموا لأهلها رؤوس أموالهم وكانوا يربحون في تجارتهم الدينار دينارا فكان ربحها خمسة وعشرين ألف دينار وكان متجرهم من الشام غزة لا يعدونها وفيهم نزلت إن الذين ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون وأرسلت قريش رسلها يسيرون في العرب يدعونهم إلى نصرهم فأوعبوا. قال الواقدي: كانوا أربعة عمرو بن العاص وهبيرة بن وهب وابن الزبعري وأبا غرة الجمحي وقال غيره كان فيهم من الشعراء أبو غرة عمرو بن عبد الله الجمحي ومسافع بن عبد الله الجمحي وكان أبو غرة أسر يوم بدر فمن عليه رسول الله ص، فقال له صفوان بن أمية انك شاعر فأعنا بلسانك ولك علي ان رجعت ان أغنيك وان أصبت ان اجعل بناتك مع بناتي فقال إن محمدا قد من علي و أخذ علي عهدا ان لا أظاهر عليه أحدا قال بلى فأعنا بلسانك فلم يزالوا به حتى قبل فخرج أبو غرة يسير في تهامة ويدعو بني كنانة ويحضهم بشعره وخرج مسافع إلى بني مالك بن كنانة يحرضهم بشعره ويذكرهم الحلف مع قريش ثم ظفر رسول الله ص بأبي غرة بحمراء الأسد. وقال ابن سعد أسر يوم أحد ولم يأخذ أسير غيره فامر بضرب عنقه فقال من علي يا محمد فقال ص ان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين لا ترجع إلى مكة تمسح عارضيك تقول سخرت بمحمد مرتين فقتل، وتألب من كانوا مع قريش من العرب وحضروا.
واختلفت قريش بينها في اخراج الظعن أي النساء معها ليذكرنهم قتلى بدر ويثرن حفائظهم ويحرضنهم على القتال وعدم الهزيمة فأشار به صفوان بن أمية وعكرمة بن أبي جهل وعمرو بن العاص ولم يرض به نوفل بن معاوية الدئلي فجاء إلى أبي سفيان فقال له ذلك فصاحت هند بنت عتبة انك والله سلمت يوم بدر فرجعت إلى نسائك نعم نخرج فنشهد القتال فقال أبو سفيان لست أخالف قريشا فخرجوا بالظعن وهن خمس عشرة امرأة من قريش مع أزواجهن منهن هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان وأم حكيم بنت الحارث بن هشام زوجة عكرمة بن أبي جهل وسلافة بنت سعد زوجة طلحة بن أبي طلحة فقتل زوجها وأربعة أولاد لها وريطة بنت منبه بن الحجاج زوجة عمرو بن العاص وخناس بنت مالك مع ابنها أبي عزيز بن عمير وكان ابنها مصعب بن عمير مع المسلمين فقتل وعمرة بنت الحارث الكنانية [1] زوجة غراب بن سفيان وهي التي رفعت لواء قريش حين سقط حتى تراجعت قريش إلى لوائها وفيها يقول حسان:
- ولولا لواء الحارثية أصبحوا * يباعون في الأسواق بالثمن البخس - وخرج جماعة غير هؤلاء بنسائهم وتجهزت قريش بأحابيشها [2] ومن والاها من قبائل كنانة وأهل تهامة.
فلما اجمعوا على المسير كتب العباس بن عبد المطلب إلى النبي ص كتابا يخبره بذلك ويذكر له عددهم واستعدادهم وأرسله مع رجل استأجره من بني غفار وشرط عليه ان يأتي المدينة في ثلاثة أيام ففعل ووجد النبي ص بقبا على باب المسجد فدفع إليه الكتاب فقرأه عليه أبي بن كعب فاستكتم أبيا ودخل منزل سعد بن الربيع فقال أ في البيت أحد قال لا فأخبره واستكتمه فقال والله اني لأرجو ان يكون في ذلك خير فلما خرج قالت له امرأته ما قال لك رسول الله ص قال ما لك ولذلك لا أم لك، قالت كنت استمع عليكم وأخبرته الخبر فاسترجع واخذ بيدها ولحقه ص فأخبره خبرها وقال خفت ان يفشو الخبر فترى اني انا المفشي له فقال خل عنها. وأرجفت يهود المدينة والمنافقون وقالوا ما جاء محمدا شئ يحبه وشاع الخبر في الناس بمسير قريش.
وكان رجل من الأوس من رؤسائهم يكنى أبا عامر وكان يسمى في


[1] سيأتي أنها عمرة بنت علقمة والظاهر أنها عمرة بنت علقمة بن الحارث الكنانية فتارة نسبت إلى جدها وقبيلتها فقيل عمرة بنت الحارث الكنانية والنسبة إلى الجد كثيرة وتارة أضيفت إلى أبيها وجدها وتركت النسبة للقبيلة فقيل عمرة بنت علقمة الحارثية.
[2] الأحابيش الذين حالفوا قريشا وهم بنو المصطلق وبنو الهرن بن خزيمة اجتمعوا عند حبشي جبل بأسفل مكة وتحالفوا على أنهم مع قريش يدا واحدة على غيرهم ما سجى ليل ووضح نهار ومارسا حبشي مكانه فسموا أحابيش باسم الجبل وقيل سموا بذلك لتحبشهم وتجمعهم. المؤلف -

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 247
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست