responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 246

للمسلمين إن رأيتم ان تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها ما بعثت به فقالوا نعم يا رسول الله نفديك بأنفسنا وأموالنا فردوا عليها ما بعثت به واطلقوا لها أبا العاص بغير فداء فعاد إلى مكة وبعث رسول الله ص بعد بدر بشهرين زيد بن حارثة ورجلا من الأنصار فقال لهما كونا بمكان كذا حتى تمر بكما زينب فتأتياني بها، فيظهر من هذا إن رسول الله ص كان قد اشترط على أبي العاص حين اطلقه أو إن أبا العاص وعده ابتداء أن يحمل إليه زينب إلى المدينة فجهزها أبو العاص وبعثها مع أخيه كنانة بن الربيع في هودج نهارا فخرج يقود بعيرها ومعه قوسه وكنانته وتلاومت قريش في ذلك فخرجوا في طلبها سراعا حتى أدركوها بذي طوى فسبق إليها هبار بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي فروعها بالرمح وهي في الهودج وكانت حاملا فلما رجعت أسقطت فاهدر رسول الله ص دم هبار. وبرك حموها كنانة ونثل كنانته بين يديه ووضع منها سهما في كبد قوسه وحلف لا يدنو منها أحد إلا وضعت فيه سهما فكر الناس عنه. فقال له أبو سفيان كف نبلك حتى نكلمك فكف، فقال إنك لم تحسن ولم تصب خرجت بها علانية وقد عرفت مصيبتنا من محمد فيظن الناس ان ذلك عن ذل منا وما لنا في حبسها عن أبيها من حاجة ولا فيها من ثار فارجع بها حتى إذا هدأت الأصوات وتحدث الناس برجوعها اخرج بها خفية فرجع بها إلى مكة ثم خرج بها ليلا بعد أيام حتى سلمها إلى زيد بن حارثة وصاحبه.
فلما كان قبيل فتح مكة خرج أبو العاص تاجرا إلى الشام بمال له وأموال لقريش ابضعوه بها فلما رجع لقيته سرية لرسول الله ص فأصابوا ما معه وهرب هو فقدموا بالمال على رسول الله ص وخرج أبو العاص تحت الليل حتى قدم على زينب منزلها فاستجار بها فاجارته وإنما قدم في طلب ماله فلما كبر رسول الله ص في صلاة الصبح صرخت زينب من صفة النساء اني قد اجرت أبا العاص فلما سلم رسول الله ص قال والذي نفس محمد بيده ما علمت بشئ مما كان حتى سمعتم، انه يجير على الناس أدناهم، وقال لزينب اي بنية أكرمي مثواه وأحسني قراه ولا يصلن إليك فلا تحلين له، ثم بعث إلى السرية فقال إن هذا الرجل منا بحيث علمتم فان تحسنوا وتردوا عليه ماله فانا نحب ذلك وإن أبيتم فهو فئ الله أفاءه عليكم، فقالوا بل نرده فردوه حتى الحبل والشنة والإداوة والشظاظ، فذهب به إلى مكة وأدى إلى كل ذي مال ماله، ثم قال هل بقي لأحد شئ؟ قالوا لا فجزاك الله خيرا لقد وجدناك وفيا كريما، قال فاني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله والله ما منعني من الاسلام إلا مخافة ان تظنوا إني أردت أن آكل أموالكم، ثم خرج إلى المدينة ورد النبي ص عليه زوجته بعد ست سنين.
وفي بعض الروايات انه ردها عليه بالنكاح الأول ولا يكاد يصح لما تضافرت به الروايات من أن من أسلمت زوجته ولم يسلم قبل انقضاء العدة فقد بانت منه.
غزوة بني سليم في السيرة الحلبية: إنه ص لما قدم المدينة من بدر لم يقم إلا سبع ليال حتى غزا بنفسه يريد بني سليم فلما بلغ ماء من مياههم يقال له الكدر لأن به طيرا في ألوانها كدرة فأقام ص على ذلك ثلاث ليال ثم رجع إلى المدينة ولم يلق حربا وكان لواؤه أبيض حمله علي بن أبي طالب اه‌ ومر ان غزاة بدر كانت في السابع عشر من رمضان على رأس تسعة عشر شهرا من الهجرة فتكون هذه في الرابع والعشرين منه ولم يذكرها ابن سعد في الطبقات بل ذكر غزوتين اخريين لبني سليم إحداهما غزوة قرقرة الكدر للنصف من المحرم على رأس ثلاثة وعشرين شهرا من الهجرة والأخرى غزوة بني سليم ببحران في جمادي الأولى على رأس سبعة وعشرين شهرا من الهجرة وبمقتضى اختلاف هذه التواريخ يكون له ثلاث غزوات لبني سليم كما في السيرة الحلبية وغزوتان كما في الطبقات واحتمل بعضهم ان يكون الثلاثة غزوة واحدة ولا وجه له.
غزوة بني قينقاع بضم النون وفتحها وكسرها والضم أشهر وكانت يوم السبت للنصف من شوال على رأس عشرين شهرا من الهجرة. وكان بالمدينة ثلاثة ابطن من اليهود بنو النضير وقريظة وقينقاع وكان بينهم وبين رسول الله ص عهد ومدة وكان بنو قينقاع حلفاء لعبد الله بن أبي بن سلول وكانوا أشجع اليهود وكانوا صاغة فوادعوا النبي ص فلما كانت وقعة بدر أظهروا البغي والحسد. كذا في طبقات ابن سعد، وفي السيرة الحلبية إن امرأة من العرب كانت زوجة لبعض الأنصار فقدمت بجلب وهو ما يجلب ليباع من أبل وغنم وغيرهما فباعته بسوق بني قينقاع فجلست إلى صائغ منهم فجعل جماعة منهم يراودونها عن كشف وجهها فابت فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فخاطه بشوكة إلى ظهرها وهي لا تشعر فلما قامت انكشفت سوأتها فضحكوا منها فصاحت فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله وشدت اليهود على المسلم فقتلوه، قال ابن سعد فأنزل الله تعالى على نبيه وأما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين فسار إليهم ولواؤه مع حمزة بن عبد المطلب وهو لواء أبيض قال ولم تكن الرايات يومئذ فحاصرهم خمس عشرة ليلة إلى هلال ذي القعدة أشد الحصار، وكانوا أول من غدر من اليهود وقذف الله في قلوبهم الرعب وكانوا أربعمائة حاسر وثلثمائة دارع فنزلوا على حكم رسول الله ص ان يخلي سبيلهم وان يجلوا من المدينة ولهم النساء والذرية ولرسول الله ص الأموال ومنها السلاح ولحقوا بأذرعات.
غزوة السويق كانت لخمس خلون من ذي الحجة على رأس اثنين وعشرين شهرا من الهجرة وسببها ان أبا سفيان بن حرب بعد وقعة بدر حرم على نفسه النساء والطيب وقال ابن سعد حرم الدهن حتى يثار من محمد وأصحابه فخرج في مائتي راكب وقيل في أربعين فجاءوا بني النضير ليلا فطرقوا حيي بن اخطب ليستخبروه من أخبار رسول الله ص فأبى ان يفتح لهم وطرقوا سلام بن مشكم ففتح لهم وقراهم وسقاهم خمرا وأخبرهم من أخبار رسول الله ص فلما كان السحر خرج أبو سفيان فمر بالعريض وبينه وبين المدينة نحو من ثلاثة أميال فقتل به رجلا من الأنصار وأجيرا له وحرق أبياتا وتبنا ورأى أن يمينه قد حلت ثم ولى هاربا فبلغ ذلك رسول الله ص فخرج في مائتي رجل من المهاجرين والأنصار في أثرهم وجعل أبو سفيان وأصحابه يتخففون فيلقون السويق وهي عامة أزوادهم والسويق قمح أو شعير يقلى ثم يطحن ليسف بماء أو سمن أو عسل وسمن فجعل المسلمون يأخذونها فسميت غزوة السويق ولم يلحقوهم وانصرف رسول الله ص إلى المدينة بعد غياب خمسة أيام.
غزوة قرقرة الكدر ويقال قرارة الكدر وهي أرض ملساء لبني سليم فيها طيور في ألوانها

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 246
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست