responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 242

فقالوا نحن سقاء قريش فكرهوا ذلك وأحبوا أن يكونوا سقاء أبي سفيان فضربوهم فقالوا نحن سقاء أبي سفيان فامسكوا عنهم فسلم رسول الله ص وقال إن صدقوكم ضربتموهم وان كذبوكم تركتموهم ثم قال لهم أين قريش قالوا خلف هذا الكثيب قال كم عدد هم قالوا لا ندري وهم كثير قال كم ينحرون كل يوم قالوا يوما عشرة أباعر ويوما تسعة فقال هم ما بين الألف والتسعمائة وقال ص هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها.
وغشيهم النعاس ليلة بدر فناموا وبعث الله المطر تلك الليلة فأصاب المسلمين ما لبد الأرض وأصاب قريشا ما آذاهم وبينهم مسافة قليلة وهو قوله تعالى: إذ يغشيهم النعاس أمنة منه وينزل عليهم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام، وأرسل رسول الله ص عمار بن ياسر وعبد الله بن مسعود فأطافا بالقوم ثم رجعا فاخبرا بأنهم مذعورون فزعون وبني لرسول الله ص عريش من جريد وقام سعد بن معاذ متوشحا سيفه على بابه فدخله النبي ص وأبو بكر. وصف رسول الله ص أصحابه فطلعت قريش وهو يصفهم وقد ملأوا حوضا كانوا يضعون فيه الماء من السحر ومتح فيه علي بن أبي طالب كثيرا وقذفت فيه الآنية ودفع رسول الله ص رايته إلى علي بن أبي طالب وتسمى العقاب ولواء المهاجرين إلى مصعب بن عمير ولواء الخزرج إلى الحباب بن المنذر ولواء الأوس إلى سعد بن معاذ هذا هو الصواب. وما في الطبعة الأولى من أنه أعطى رايته مصعب بن عمير خطا محض. في السيرة الحلبية جاء عن ابن عباس ان النبي ص اعطى عليا الراية يوم بدر وهو ابن عشرين سنة. وفي السيرة النبوية لدحلان عقد ص يوم بدر لواء أبيض ودفعه لمصعب بن عمير وكان أمامه ص رايتان سوداوان إحداهما مع علي بن أبي طالب والأخرى مع سعد بن معاذ وقيل مع الحباب بن المنذر. وفي السيرة الحلبية ان النبي ص دفع اللواء يوم بدر وكان أبيض إلى مصعب بن عمير وكان أمامه رايتان سوداوان إحداهما مع علي بن أبي طالب ويقال لها العقاب وفيها أيضا عن الامتاع ان النبي ص عقد الألوية يوم بدر وهي ثلاثة لواء يحمله مصعب بن عمير ورايتان سوداوان إحداهما مع علي والأخرى مع رجل من الأنصار اه‌ وذكرنا في غزوة أحد ان الراية هي العلم الأكبر واللواء دونها وان ما يتوهم من كلام بعض أهل اللغة من اتحاد الراية واللواء ليس بصواب كما أن ما يحكى عن ابن إسحاق وابن سعد من أن الرايات حدثت يوم خيبر مردود بهذه الروايات. فتحصل مما مر ان الراية وهي العلم الأكبر كانت مع علي ع يوم بدر وان مصعب بن عمير وهو مهاجري كان معه لواء المهاجرين هذه حال المهاجرين. أما الأنصار فالظاهر أن لواء الأوس كان مع الحباب بن المنذر ولواء الخزرج مع سعد بن معاذ. وفي السيرة الحلبية عن الهدى التصريح بذلك ولا ينافي ذلك ما ذكر في وقعة بدر من أن سعد بن معاذ كان واقفا بالسلاح على باب العريش لجواز أن يكون حمل اللواء في الطريق فقط وحينئذ فتكون الألوية ثلاثة والراية واحدة وهو الموافق للاعتبار فان الراية العظمى يجب أن تكون بيد علي ع لأنها لا تعطى إلا لمتميز في الشجاعة وعلي وإن كان من المهاجرين إلا أن كونه صاحب الراية يجعله الرئيس على الجميع فاستحسن أن يكون للمهاجرين لواء أيضا فاعطي لمصعب بن عمير وهو الذي أعطي اللواء يوم أحد لأنه من بني عبد الدار لأن لواء المشركين كان مع بني عبد الدار فقتل مصعب وأعطي علي اللواء مع الراية وجعل للأنصار لواءان أحدهما للأوس مع الحباب والآخر للخزرج مع سعد واستقبل رسول الله ص المغرب وجعل الشمس خلفه واقبل المشركون فاستقبلوا الشمس ونزل بالعدوة الدنيا من الوادي ونزلوا بالعدوة القصوى ونظرت قريش إلى قلة المسلمين فقال أبو جهل ما هم إلا اكلة رأس لو بعثنا إليهم عبيدنا لاخذوهم أخذا باليد فقال عتبة بن ربيعة أ ترى لهم كمينا أو مددا فبعثوا عمير بن وهب الجمحي وكان فارسا شجاعا فجال بفرسه حول عسكر رسول الله ص ثم رجع فقال القوم ثلثمائة إن زادوا زادوا قليلا معهم سبعون بعيرا وفرسان ليس لهم كمين ولا مدد ولكن الولايا [1] تحمل المنايا نواضح يثرب تحمل الموت الناقع قوم ليس لهم منعة ولا ملجأ إلا سيوفهم ألا ترونهم خرسا لا يتكلمون يتلمظون تلمظ الأفاعي ما أرى انهم يولون حتى يقتلوا ولا يقتلون حتى يقتلوا بعددهم فقال له أبو جهل كذبت وجبنت فأنزل الله تعالى وان جنحوا للسلم فاجنح لها فبعث إليهم رسول الله ص ان ارجعوا فلأن يلي هذا الأمر مني غيركم أحب إلي فقال عتبة ما رد هذا قوم قط فافلحوا ثم ركب جملا له أحمر فنظر إليه رسول الله ص وهو يجول بين العسكرين وينهى عن القتال فقال إن يكن عند أحد خير فعند صاحب الجمل الأحمر وإن يطيعوه يرشدوا وخطب عتبة فقال في خطبته يا معشر قريش أطيعوني اليوم واعصوني الدهر ان محمدا له إل وذمة وهو ابن عمكم فخلوه والعرب فان يك صادقا فأنتم أعلا عينا به وان يك كاذبا كفتكم ذؤبان العرب أمره، وتحمل عتبة دم الحضرمي الذي قتله المسلمون بنخلة على أن يرجعوا فأبى أبو جهل وقال لعتبة جبنت فانتفخ سحرك فقال يا مصفر اسقه مثلي يجبن واصطفوا للقتال فقام رسول الله ص يستغيث الله تعالى ويدعو ويقول: اللهم ان تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض وهو قوله تعالى: إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم اني ممدكم بألف من الملائكة مردفين. وأقسم الأسود بن عبد الأسد المخزومي ليردن حوضهم أو ليهدمنه أو ليموتن دونه فشد حتى دنا من الحوض واستقبله حمزة ابن عبد المطلب فضربه فاطن قدمه فزحف حتى وقف في الحوض فهدمه برجله الصحيحة وشرب منه وقتله حمزة في الحوض. وكان شعار النبي ص يا منصور أمت.
وبرز عتبة بن ربيعة واخوه شيبة وابنه الوليد من الصف ودعوا إلى المبارزة فبرز إليهم فتيان ثلاثة من الأنصار وهم بنو عفراء معاذ ومعوذ وعوف بنو الحارث فقالوا لهم أرجعوا فما لنا بكم من حاجة ثم نادى مناديهم يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا فقال النبي ص لعبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف ولحمزة بن عبد المطلب ولعلي بن أبي طالب قوموا فقاتلوا بحقكم الذي بعث الله به نبيكم إذ جاءوا بباطلهم ليطفئوا نور الله ويأبى الله إلا أن يتم نوره فبرزوا فقال عتبة تكلموا نعرفكم فان كنتم اكفاءنا قاتلناكم وكان عليهم البيض فلم يعرفوهم فقال حمزة أنا حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله فقال عتبة كفو كريم وأنا أسد الحلفاء أي الاحلاف أو الحلفاء أي الأجمة ومن هذان معك قال علي بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث بن المطلب قال كفوان كريمان فبارز علي الوليد وكانا أصغر القوم وعمر علي خمس وعشرون أو سبع وعشرون سنة فاختلفا ضربتين أخطأت ضربة الوليد عليا ع وضربه علي على حبل عاتقه الأيسر [2] فاخرج السيف من أبطه وقيل بل ضربه على يمينه فقطعها، قال علي أخذ الوليد يمينه بيساره فضرب بها هامتي فظننت أن السماء وقعت على


[1] الولايا جمع ولية كغنية وهي البرذعة.
[2] قال بعضهم على حبل عاتقه الأيمن وهو غلط فالضارب انما يضرب بيده اليمنى ومقابل الأيمن هو الأيسر.
- المؤلف -

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 242
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست