responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 216

رواية إذا مشى تقلع [1] كأنما ينحدر من صبب أو كأنما يمشي في صبب وفي أخرى إذا مشى تكفا [2] كأنما يمشي في صعد [3] وفي رواية تكفا تكفؤا كأنما ينحط من صبب إذا التفت التفت جميعا كان عرقه في وجهه اللؤلؤ ولريح عرقه أطيب من المسك الأذفر إذا جاء مع القوم غمرهم [4] ليس بالقصير ولا بالطويل وفي رواية كان ربعة من القوم وفي رواية ليس بالذاهب طولا وفوق الربعة وفي أخرى وهو إلى الطول أقرب. ولا بالعاجز ولا اللئيم لم أر قبله ولا بعده مثله تدوير اجرد [5] أجود الناس كفا واجرأ الناس قلبا وأوسع الناس صدرا واصدق الناس لهجة وأوفى الناس بذمة وألينهم عريكة وأكرمهم عشرة من رآه بديهة هابه [6] ومن خالطه معرفة أحبه [7] يقول باغته أو ناعته لم أر قبله ولا بعده مثله ص اه‌.
ومما وصفه به بوابه انس بن مالك فيما رواه ابن سعد في الطبقات فقال: ليس بالأبيض الأمهق [8] ولا بالآدم [9] وفي رواية كان أسمر وهو ينافي الروايات الكثيرة القائلة انه كان أبيض مشربا بحمرة: وما شممت مسكة ولا عنبرة أطيب من ريحه كثير العرق. وسئل سعد بن أبي وقاص كما في طبقات ابن سعد هل خضب رسول الله ص قال لا كان شيبه في عنفقته وناصيته ولو أشاء أعدها لعددتها. وروى ابن سعد في الطبقات بسنده عن الحسن بن علي ع انه سال خاله هند بن أبي هالة التميمي عن حلية رسول الله ص وكان وصافا فقال: كان رسول الله ص فخما مفخما يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر أطول من المربوع وأقصر من المشذب [10] عظيم الهامة رجل الشعر [11] ان انفرقت عقيصته فرق والا فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفره [12] أزهر اللون واسع الجبين أزج الحواجب سوابغ في غير قرن. بينهما عرق يدره الغضب اقنى العرنين له نور يعلوه يحسبه من لم يتأمله أشم [13] كث اللحية ضليع الفم [14] مفلج الأسنان دقيق المسربة كان عنقه جيد دمية في صفاء الفضة معتدل الخلق بادن متماسك [15] سواء البطن والصدر عريض الصدر بعيد ما بين المنكبين ضخم الكراديس أنور المتجرد موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر طويل الزندين رحب الراحة سبط القصب [16] شثن الكفين والقدمين سائل الأطراف [17] خمصان الأخمصين [18] مسيح القدمين ينبو عنهما الماء [19] إذا زال زال قلعا [20] يخطو تكفؤا [21] ويمشي هونا [22] ذريع المشية [23] خافض الصوت نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء [24] جل نظره الملاحظة [25] يسبق من لقيه بالسلام ويبدر أصحابه بالمصافحة دائم الفكرة ليست له راحة لا يتكلم في غير حاجة طويل السكوت يتكلم بجوامع الكلم فصل لا فضول ولا تقصير دمثا [26] ليس بالجافي ولا المهين يعظم النعمة وان دقت لا يذم ذواقا [27] ولا يمدحه لا تغضبه الدنيا وما كان لها فإذا تعوطي الحق لم يعرفه أحد [28] ولم يقم لغضبه شئ حتى ينتصر له لا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها إذا أشار أشار بكفه كلها وإذا تعجب قلبها وإذا تحدث يضرب براحته اليمنى باطن ابهامه اليسرى وإذا غضب اعرض وأشاح [29] وإذا فرح غض طرفه جل ضحكه التبسم ويفتر عن مثل حب الغمام اه‌.
أخلاقه واطواره وآدابه قال ابن شهرآشوب في المناقب: أما آدابه فقد جمعها بعض العلماء والتقطها من الاخبار.
كان النبي ص أحكم الناس وأحلمهم وأشجعهم وأعدلهم وأعطفهم وأسخاهم لا يثبت عنده دينار ولا درهم لا يأخذ مما آتاه الله الا قوت عامه


[١] في الفائق تقلع ارتقع قدمه على الأرض ارتفاعة كما تنقلع عنها وهو نفي للاختيال في المشي.
[٢] تكفأ تمايل إلى قدام لأن ذلك أقرب إلى الوقار والتواضع ولا ينصب قامته ولا يؤخر صدره ويتمايل إلى وراء لأن ذلك فعل المتكبرين والمختالين.
[٣] الصعد بفتحتين خلاف الصبب اي كأنما يمشي في موضع عال. وكل هذه الصفات من قوله كأنما ينحدر من صبب كأنما ينقلع من صخر إذا مشى تقلع وما يأتي في حديث ابن أبي هالة إذا زال زال قلعا كناية عن أن مشية بقوة وعزم كمشي الأشداء كأنه يرفع رجليه من الأرض رفعا قويا لا كمشي الكسالى الذين يجرون أرجلهم جرا أو المختالين الذين يتمايلون في مشيهم.
[٤] في النهاية غمرهم أي كان فوق كل من معه من قولهم ماء غمر يغمر من دخله ويغطيه.
[٥] الأجرد ضد الأشعر وهو الذي على جميع بدنه شعر أي ليس على جميع بدنه شعر بل على أماكن منه كالمسربة والساعدين والساقين - المؤلف - [٦] لما يرى فيه من الوقار والجلال وملامح العزم والحزم وقوة الإرادة وعلو الهمة وشدة البأس.
[٧] لما يرى فيه من سعة الصدر وحسن الخلق والبر والجود وكرم العشرة.
[٨] الأمهق الكريه البياض كلون الجص.
[٩] الشديد السمرة.
[١٠] المشذب الطويل الطول مع نقص في لحمه وأصله من النخلة الطويلة التي شذب عنها جريدها.
[١٠] المشذب الطويل البائن الطول مع نقص في لحمه وأصله من النخلة الطويلة التي شذب عنها جريدها.
[١١] أي ليس شديد السبوطة ولا الجعودة بل بينهما.
[١٢] في السيرة الحلبية أي إذا انفرقت من ذات نفسها فرقها أي أبقاها مفروقة والا تركها على حالها معصوقة ووفره أي جعله وفرة.
[١٣] العرنين الأنف والقنا طوله ودقة أرنبته مع حدب في وسطه والشمم ارتفاع قصبته واستواء اعلاء واشراف الأرنبة قليلا أي أن الحدب في أنفه قليل جدا لا يدركه الا المتأمل ولذلك يحسبه من لم يتأمله أشم.
[١٤] أي عظيمة وقيل واسعة والعرب تعد ذلك مدحا وغيره ذما.
[١٥] المتماسك الذي يمسك بعض أعضائه بعضا فهو معتدل الخلق.
[١٦] القصب بالتحريك عظام الأصابع وكل عظم مجوف فيه مخ.
[١٧] أي ممتدها وفي النهاية رواه بعضهم بالنون وهو بمعناه كجبريل وجبرين.
[١٨] الأخمص بفتح الميم من القدم الموضع الذي لا يلصق بالأرض منها عند الوطء والخمصان بضم الخاء المبالغ منه أي ان ذلك الموضع من أسفل قدميه شديد التجافي عن الأرض.
[١٩] مسيح القدمين اي ملسا وانهما لينتان ليس فيهما تكسر ولا شقاق فإذا أصابهما الماء نبا عنهما ولم يستقر.
[٢٠] الظاهر أنه بفتح القاف وسكون اللام أي إذا مشى كأنه ينقلع من الأرض قلعا ومر تفسيره في الحواشي السابقة. وفي النهاية لابن الأثير: في حديث ابن أبي هالة في صفته عليه السلام إذا زال زال قلعا يروى بالفتح والضم فبالفتح مصدر بمعنى الفاعل أي يزول قالعا لرجله من الأرض وبالضم اما مصدر أو اسم وهو بمعنى الفتح وقال الهروي: قرأت هذا الحرف في كتاب غريب الحديث لابن الأنباري قلعا بفتح القاف وكسر اللام وكذا قرأته بخط الأزهري وهو كما جاء في حديث آخر كإنما ينحط من صبب والانحدار من الصبب والتقلع من الأرض قريب بعضه من بعض أراد انه كان يستعمل التثبت ولا يبين منه في هذه الحال استعجال ومبادرة شديدة " اه‌ ".
[21] مر تفسيره.
[22] الهون الرفق واللين والتثبت.
[23] سريع المشي واسع الخطو.
[24] وذلك أقرب إلى الوقار والتواضع.
[25] اي قلما ينظر تحديقا.
[26] لين الخلق سهله أصله من دمث المكان إذا لان وسهل.
[27] الذواق كسحاب فعال بمعنى مفعول اي المأكول والمشروب.
[28] فلا يراعي أحدا في الحق.
[29] أصل الاشاحة الجد في الأمر وأشاح هنا أي جد في الأعراض ويحتمل ان يكون هنا بمعنى اعراض ونحا وجهه. وفي تاج العروس أشاح بوجهه عن الشئ نحاه وفي صفته " ص " إذا غضب اعرض وأشاح وقال ابن الأعرابي اعرض بوجهه وأشاح أي جد في الاعراض قال والمشيح الجاد وإذا نحى الرجل وجهه عن وهج اصابه أو عن أذى قيل قد أشاح بوجهه " أه‌ ".

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 216
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست