responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 217

فقط من يسير ما يجد من التمر والشعير ويضع سائر ذلك في سبيل الله ثم يعود إلى قوت عامه فيؤثر منه حتى ربما احتاج قبل انقضاء العام ان لم يأته شئ وكان يجلس على الأرض وينام عليها ويخصف النعل ويرقع الثوب ويفتح الباب ويحلب الشاة ويعقل البعير ويطحن مع الخادم إذا أعيا ويضع طهوره بالليل بيده ولا يجلس متكئا ويخدم في مهنة أهله ويقطع اللحم ولم يتجشا قط ويقبل الهدية ولو أنها جرعة لبن ويأكلها ولا يأكل الصدقة ولا يثبت بصره في وجه أحد يغضب لربه ولا يغضب لنفسه وكان يعصب الحجر على بطنه من الجوع يأكل ما حضر ولا يرد ما وجد لا يلبس ثوبين يلبس بردا حبرة يمنية وشملة وجبة صوف والغليظ من القطن والكتان وأكثر ثيابه البياض ويلبس القميص من قبل ميامنه وكان له ثوب للجمعة خاصة وكان إذا لبس جديدا أعطى خلق ثيابه مسكينا يلبس خاتم فضة في خنصره الأيمن ويكره الريح الردية ويستاك عند الوضوء ويردف خلفه عبده أو غيره ويركب ما امكنه من فرس أو بغلة أو حمار ويركب الحمار بلا سرج وعليه العذار ويمشي راجلا ويشيع الجنائز ويعود المرضى في أقصى المدينة يجالس الفقراء ويؤاكل المساكين ويناولهم بيده و يكرم أهل الفضل في أخلاقهم ويتالف أهل الشر بالبر لهم يصل ذوي رحمه من غير أن يؤثرهم على غيرهم إلا بما أمر الله ولا يجفو على أحد يقبل معذرة المعتذر إليه وكان أكثر الناس تبسما ما لم ينزل عليه القرآن أو تجر عظة وربما ضحك من غير قهقهة لا يرتفع على عبيده وإمائه في ماكل ولا في ملبس ما شتم أحدا بشتمة ولا لعن امرأة ولا خادما بلعنة ولا لاموا أحدا الا قال دعوه لا يأتيه أحد حر أو عبد أو أمة الا قام معه في حاجته ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يغفر ويصفح يبدأ من لقيه بالسلام وإذا لقي مسلما بدأه بالمصافحة وكان لا يقوم ولا يجلس إلا على ذكر الله وكان لا يجلس إليه أحد وهو يصلي إلا خفف صلاته واقبل عليه وقال أ لك حاجة وكان يجلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك وكان أكثر ما يجلس مستقبل القبلة وكان يكرم من يدخل عليه حتى ربما بسط له ثوبه ويؤثر الداخل بالوسادة التي تحته وكان في الرضى والغضب لا يقول الا حقا وكان يأكل القثاء بالرطب والملح وكان أحب الفواكه الرطبة إليه البطيخ والعنب وأكثر طعامه الماء والتمر وكان يتمجع اللبن بالتمر ويسميهما الأطيبين وكان أحب الطعام إليه اللحم ويأكل الثريد باللحم وكان يحب القرع وكان يأكل لحم الصيد ولا يصيده وكان يأكل الخبز والسمن وكان يحب من الشاة الذراع والكتف ومن الصباغ الخل ومن التمر العجوة ومن البقول الهندبا وكان يمزح ولا يقول الا حقا.
قال ابن سعد في الطبقات: كان قبل النبوة أفضل قومه مروءة وأحسنهم خلقا وأكرمهم مخالطة وأحسنهم حوارا وأعظمهم حلما وأمانة وأصدقهم حديثا وابعدهم من الفحش والأذى وما رئي ملاحيا ولا مماريا أحدا حتى سماه قومه الأمين لما جمع الله من الأمور الصالحة فيه اه‌.
وفيه عن عائشة مجموعا من عدة أحاديث قالت ما خير رسول الله ص بين أمرين أحدهما أيسر من الآخر الا اختار الذي هو الأيسر [1] وما انتقم لنفسه الا ان تنتهك حرمة الله فينتقم لله ولا ضرب بيده شيئا قط إلا أن يضرب بها في سبيل الله ولا سئل شيئا قط فمنعه إلا أن يسال مأثما وفيه عن عبيد بن عمير بلغني ان رسول الله ص ما أتي في غير حد الا عفا عنه.
وعن زياد بن أبي زياد كانت خصلتان لا يكلهما رسول الله ص إلى أحد الوضوء من الليل حين يقوم والسائل يقوم حتى يعطيه وهو معنى ما ورد في خبر آخر: ما رأيت رسول الله ص يكل صدقته إلى غير نفسه حتى يكون هو الذي يضعها في يد السائل ولا رأيت رسول الله ص وكل وضوءه إلى غير نفسه حتى يكون هو الذي يهئ وضوءه لنفسه حين يقوم من الليل وروي انه لم يكن خلق أبغض إليه من الكذب وفي طبقات ابن سعد ان الحسين بن علي ع سال أباه عن النبي ص فقال كان إذا أوى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة اجزاء جزءا لله وجزءا لأهله وجزءا لنفسه ثم جزأ جزءه بينه وبين الناس ويقول ليبلغ الشاهد الغائب وأبلغوني حاجة من لا يستطيع ابلاغي حاجته فإنه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع ابلاغها إياه ثبت الله قدميه يوم القيامة وكان يخزن لسانه الا مما يعنيهم ويؤلفهم ولا يفرقهم أو قال ينفرهم ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم ويحذر الناس ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد بشره ولا خلقه ويتفقد أصحابه ويسال الناس عما فيه الناس ويحسن الحسن ويقويه ويقبح القبيح ويوهنه أفضل الناس عنده أعمهم نصيحة وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة يعطي كل واحد من جلسائه نصيبه حتى لا يحسب جليسه ان أحدا أكرم عليه منه من جالسه أو قاومه في حاجة صابره [2] حتى يكون هو المنصرف عنه ومن سأله حاجة لم يرده الا بها أو بميسور من القول قد وسع الناس منه بسطه وخلقه فصار لهم أبا وصاروا في الحق عنده سواء مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة لا ترفع فيه الأصوات ولا تؤبن فيه الحرم [3] ولا تنثي فلتأته [4] يوقرون فيه الكبير ويرحمون الصغير ويؤثرون ذا الحاجة ويحفظون الغريب وكان دائم البشر سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب [5] ولا فحاش ولا عياب قد ترك نفسه من ثلاث المراء والاكثار ومما لا يعنيه وترك الناس من ثلاث كان لا يذم أحدا ولا يعيره ولا يطلب عورته ولا يتكلم الا فيما رجا ثوابه إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير ولا يتنازعون عنده من تكلم عنده انصتوا له حتى يفرع يضحك مما يضحكون منه ويتعجب مما يتعجبون منه ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته ولا يقطع على أحد حديثه اه‌.
ومما جاء في صفته ص انه كان يسال عن أصحابه فإن كان أحدهم غائبا دعا له وإن كان شاهدا زاره وإن كان مريضا عاده وإذا لقيه الرجل فصافحه لم ينزع يده من يده حتى يكون الرجل هو الذي ينزعها ولا يصرف وجهه عن وجهه حتى يكون الرجل هو الذي يصرفه وإذا لقيه أحد فقام معه أو جالسه أحد لم ينصرف حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف عنه وما وضع أحد فمه في أذنه الا استمر صاغيا حتى يفرع من حديثه ويذهب.
وكان ضحوك السن أشد الناس خشية وخوفا من الله وما ضرب امرأة له ولا خادما يسبق حلمه غضبه ولا تزيده شدة الجهل عليه الا حلما أحسن الناس خلقا وأرجحهم حلما وأعظمهم عفوا أجود بالخير من الريح المرسلة أشجع الناس قلبا وأشدهم بأسا وأشدهم حياء أشد حياء من العذراء في خدرها وإذا اخذه العطاس وضع يده أو ثوبه على فيه يحب الفال الحسن ويغير الاسم القبيح بالحسن يشاور أصحابه في الأمر أكثر الناس إغضاء عن


[1] اي الأيسر لغيره لا له.
[2] قاومه قال معه وصابره صبر عليه وهذا بمعنى ما ورد انه إذا لقيه أحد فقام قام معه أو جالسه لم ينصرف حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف عنه.
[3] اي لا يذكرن بقبيح من ابنه بابنه كضرب أو كنصر إذا رماه بالقبيح.
[4] اي لا يذكرن بقبيح من ابنه بابنه كضرب أو كنصر إذا رماه بالقبيح.
[4] اي لا تذاع من نئوت الحديث إذا أذعته.
[5] الصخب محركة شدة الصوت.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 217
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست