والإِدبار : نقيض الإِقبال ، قال الله تعالى : ( وَإِدْبارَ النُّجُومِ )[٢] يعْني إِدْبارها عند الغرُوب. وعن علي رضياللهعنه قال : « يعني ركعتين قبل الفجر ».
وقرأ ابن كثير
ونافع وحمزة : وَإِدْبَارِ السُّجُودِ [٣] بكسر الهمزة. ويروى أنها قراءةُ علي وابن عباس.
والباقون بفتح الهمزة ، وهو رأيَ أبي عبيد وأبي حاتم. قال أبو عبيد : لأن السجود لا إِدبار له. وقرأ نافع وحمزة ويعقوب وحفص عن عاصم ( وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ) بسكون الذال والدال وقطع الألف ، وهي قراءة الحسن. والباقون
بفتحهما وبسكون الألف بينهما ، وهي قراءة ابن عباس وسعيد بن جبير وعمر ابن عبد
العزيز ، واختارها أبو عبيد وأبو حاتم قال أبو عُبَيد : لأن بعده ( وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ )[٤] فيكونان جميعاً للمستقبل.
وقال أبو حاتم
: ليس في القرآن قسم عقيبُه إِذ ؛ ولكن الأقسام عقيبها إِذا. وقال غيره : هُما
قراءَتان صحيحتان ليست إِحداهما بأَوْلى من الأخرى. قال الكسائي والفراء : هما
لغتان بمعنى.
وقيل : أَدْبَرَ : أي ولّى.
[١]الدبور : ريح
تهب من نحو المغرب ، وسميت دبوراً لأنها تهب من خلف الإِنسان الواقف إِزاء الكعبة
متوجهاً إِليها ، وعكسها الصَّبا التي تسمى أيضاً القَبُول.
[٣]سورة ق : ٥٠ /
٤٠ (
وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبارَ السُّجُودِ )
قال في فتح القدير : ( ٥ / ٨٠ ـ ٨١ ) : « قرأ الجمهور ( أَدْبارَ )
» أي بالفتح ، وذكر من قرأ بالكسر.