نام کتاب : الطبّ النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 162
شفاء تاما وصحة
وعافية. والله الموفق.
وأما دعوة ذي النون ، فإن فيها ـ : من
كمال التوحيد والتنزيه للرب تعالى ، واعتراف العبد بظلمه وذنبه. ـ ما هو من أبلغ
أدوية الكرب والهم والغم. وأبلغ الوسائل إلى الله سبحانه في قضاء الحوائج. فإن
التوحيد والتنزيه يتضمنان إثبات كل كمال لله ، وسلب كل نقص وعيب وتمثيل عنه.
والاعتراف بالظلم بتضمن إيمان العبد بالشرع والثواب والعقاب ، ويوجب انكساره
ورجوعه إلى الله ، واستقالة عثرته ، والاعتراف بعبوديته وافتقاره إلى ربه. فههنا
أربعة أمور قد وقع التوسل بها : التوحيد ، والتنزيه ، والعبودية ، والاعتراف.
وأما حديث أبي أمامة : « اللهم ، إني
أعوذ بك من الهم والحزن »
، فقد تضمن الاستعاذة من ثمانية أشياء كل اثنين منها قرينان مزدوجان : فالهم
والحزن أخوان ، والعجز والكسل أخوان ، والجبن والبخل أخوان ، وضلع الدين [١] وغلبة الرجال أخوان. فإن المكروه
المؤلم إذا ورد على القلب : فإما أن يكون سببه أمرا ماضيا ، فيوجب له الحزن. وإن
كان أمرا متوقعا في المستقبل : أوجب الهم. وتخلف العبد عن مصالحه وتفويتها عليه : إما
أن يكون من عدم القدرة وهو العجز ، أو من عدم الإرادة وهو الكسل. وحبس خيره ونفعه
عن نفسه وعن بنى [٢]
جنسه : إما أن يكون منع نفعه ببدنه : فهو الجبن ، أو بماله : فهو البخل. وقهر
الناس له إما بحق : فهو ضلع الدين ، أو بباطل : فهو غلبة الرجال. فقد تضمن الحديث
الاستعاذة من كل شر.
وأما تأثير الاستغفار في دفع الهم والغم
والضيق. فلما [٣]
اشترك في العلم به أهل الملل وعقلاء كل أمة : أن المعاصي والفساد توجب الهم والغم
، والخوف والحزن ، وضيق الصدر ، وأمراض القلب. حتى إن أهلها إذا قضوا منها أوطارهم
، وسئمتها نفوسهم ـ : ارتكبوها
[١] أي شدته ( وثقله
) والرواية السابقة : « غلبة الدين » ، وهما رويتان اه ق. ووردت الثانية : في سنن
الترمذي ١٣ / ٢٥ ، والنهاية ٣ / ٢٣ ، والمختار ٣٨٣. وليس مراد ابن القيم ذكر
الرواية الثانية أو الإشارة إليها ، إنما مراده تفسير لفظ الرواية الأولى.