نام کتاب : ثورة الحسين ظروفها الإجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة نویسنده : شمس الدين، الشيخ محمد مهدي جلد : 1 صفحه : 57
فقال عليهالسلام
:
«أمّا ما ذكرتم من وتري إيّاكم فالحقّ
وتركم ؛ وأمّا وضعي عنكم ما أصبتم فليس لي أن أضع حقّ الله عنكم ولا من غيركم ...»
[١].
ولمّا أيقن زعماء هذه الطبقة أنّهم لن
يُفلحوا عن طريق المساومة والتهديد ، لجؤوا إلى السعي لنقض البيعة ، وقد جاء مَنْ
أخبر علياً بأنّهم يدعون الناس إلى رفض البيعة ؛ مدفوعين إلى ذلك بالامتيازات
الاقتصادية والاجتماعيّة التي فقدوها.
فخطب الناس ، وكأنّه أراد بذلك أن يكشف
عناصر الفتنة الجديدة ، ويخرج بالمسألة من حدود الهمس والعمل في الظلام إلى الصعيد
العام ، ويسلّط عليه وعلى زعمائها النور ، ويفضح أهدافهم ، ويُطلع الأمّة على
المناورة التي تريد أن تحوّل نتائج الثورة إلى مغانم شخصيّة ، وتُعيد الأوضاع
القديمة كما كانت ، فلا تحصل الأمّة من ثورتها إلاّ على تبديل الوجوه.
وقد أكّد في هذه الخطبة عزمه على مواصلة
تطبيق المنهج الذي بدأ به ، فقال :
«فأمّا هذا الفيء فليس لأحد على أحد فيه
أثرَة ، وقد فرغ الله من قسمته ، فهو مال الله ، وأنتم عباد الله المسلمون ، وهذا
كتاب الله به أقررنا وله أسلمنا ، وعهد نبيّنا بين أظهرنا ، فمَنْ لم يرض به
فليتولّ كيف شاء» [٢].
ولكنّ الإرستقراطية الجديدة لم تقف
مكتوفة اليدين ، فقامت بحركة تمرّد الأولى في البصرة تحت ستار الثأر لعثمان ، وما
هي في واقعها إلاّ