نام کتاب : ثورة الحسين ظروفها الإجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة نویسنده : شمس الدين، الشيخ محمد مهدي جلد : 1 صفحه : 56
ولم يفضّل أحداً على أحد. وتخلّف عن هذا
القسم يومئذ طلحة ، والزبير ، وعبد الله بن عمر ، وسعيد بن العاص ، ومروان بن الحكم
، ورجال من قريش وغيرها [١].
* * *
وهكذا قضى بسرعة وحسم على شرعيّة
التفاوت الطبقي بما له من ذيول اقتصادية ودينية ، فسوّى بين المعتقين والأحرار ، والسابقين
في الإسلام والمسلمين الجدد ، ولم يجعل من الفضل الديني ذريعة إلى المغانم
الاقتصادية ، كما شلّ بإجراء آخر قوّة هذه الطبقة التي تكوّنت في عهد عثمان ؛ وذلك
حين صادر قطاع عثمان والأموال التي أعطاها.
وبقدر ما كانت هذه السياسة مصدر فرح
وجدل للطّبقة المستضعفة الفقيرة الرازخة تحت أثقال من الظلم ، كانت أيضاً صفعة
لقريش ولغرورها ، وخيلائها واستعلائها على الناس ، فمن أين لها بعد اليوم أن تحوز
الأموال العظيمة دون أن تنفرج شقتان لتقولا لها : من أين لك هذا؟
وكيف لها بعد اليوم أن تستعلي وتستبد ،
وتفرض على الناس في ظلّ الإسلام سلطانها عليهم في الجاهليّة.
ولعلّ قادة الطبقة الثرية وزعماءها
فكّروا في أن يساوموا علياً على بذل طاعتهم له على أن يُغضي عمّا سلف منهم ،
ويأخذهم باللين والهوادة فيما يستقبلون ، فأرسلوا إليه الوليد بن عقبة بن أبي معيط، فجاء إليه وقال :
«يا أبا الحسن ، إنّك قد وترتنا جميعاً
، ونحن إخوتك ونظراؤك من بني عبد مناف ، ونحن نبايعك اليوم على أن تضع عنّا ما أصبناه
من المال أيّام عثمان ، وأن تقتل قتلته ، وإنّا إن خفناك تركناك فالتحقنا بالشام».