الثورة الصحيحة هي الاحتجاج النهائي
الحاسم على الواقع المعاش ، فبعد أن تخفق جميع الوسائل الأخرى في تطوير الواقع
تصبح الثورة قدراً حتمياً لا بدّ منه.
والقائمون بالثورة الصحيحة هم دائماً
أصحّ أجزاء الأمّة ، هم الطّليعة ، هم النُّخبة التي لم يأسرها الواقع المعاش ، وإنّما
بقيت في مستوى أعلى منه وإن كانت تدركه ، وتُعبه وترصده ، وتنفعل به ، وتتعذّب بسببه.
تُصبح الثورة قدر هذه النُّخبة ومصيرها
المحتوم حيث تُخفق جميع وسائل الإصلاح الأخرى ، وإلاّ فإنّ هذه النُّخبة تفقد
مبررات وجودها إذا لم تثر ، ولا يُمكن أن يُقال عنها أنّها نُخبة ، أنّها تكون
نُخبة حين يكون لها دور تأريخي ، وحين تقوم بهذا الدور.
ولا بدّ أن تُبشر بأخلاق جديدة إذا حدثت
في مجتمع ليس له تُراث ديني وإنساني يضمن لأفراده ـ لو اتّبع ـ حياة إنسانيّة
متكاملة ، أو تُحيي المبادئ
[١] نُشرت هذه
المقالة في مجلة الأضواء الإسلاميّة التي كانت تصدر في النجف الأشرف ، في العدد
الثاني من السنة الأولى في ١ محرم ١٣٨٠ ـ ٢٦ حزيران ١٩٦٠ م.
نام کتاب : ثورة الحسين ظروفها الإجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة نویسنده : شمس الدين، الشيخ محمد مهدي جلد : 1 صفحه : 17