responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثورة الحسين ظروفها الإجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة نویسنده : شمس الدين، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 163

وهذا عمرو بن الحجاج الزبيدي ـ من قادة الجيش الاُموي في كربلاء ـ صاح قائلاً حين رأى بعض أفراد جيشه ينسلّون إلى الحسين عليه‌السلام ويقاتلون دونه :

«يا أهل الكوفة ، الزموا طاعتكم وجماعتكم ، ولا ترتابوا في قتل مَنْ مرق من الدين وخالف الإمام» [١].

هذه الشواهد وغيرها كثير تكشف عن أنّ المسؤولين الاُمويِّين وأعوانهم كانوا يطالبون الناس بالقيام بفرض ديني حين طلبوا منهم أن يحاربوا الحسين عليه‌السلام. ولا بدّ أنّهم استندوا في طلبهم هذا إلى ما عهدوه من السند الديني للحكم الاُموي في نفوس المسلمين.

وقد كان حريّاً بهذه العقيدة ـ إذا عمّت جميع طبقات المجتمع ، واستحكمت في أذهان الناس دون أن تُكافح ، ودون أن يظهر في الناس مَنْ يفضح زيفها وبُعدها عن الدين ـ أن تقضي تماماً على كلّ محاولة مقبلة يُراد منها تطوير الواقع الإسلامي ، وتقويض أركان الحكم الفاسد الذي يُمارسه الاُمويّون وأعوانهم ، وكلّما تقدّم الزمن بهذه العقيدة دون أن تجد مُناوئاً تزداد استحكاماً وتأصّلاً في النفوس ، وذلك كفيل في النهاية بحمل المجتمع على مُناوئة كلّ حركة تحرّرية.

ويقتضينا الإنصاف للواقع أن نُنبه إلى أنّ دعايات الاُمويِّين الدينية التي هدفوا منها إلى دعم حكمهم الفاسد فشلت في التأثير على الخوارج ؛ فقد كان الخوارج يشكّلون القوّة الثورية الوحيدة في المجتمع الإسلامي ، وكانوا وحدهم ـ تقريباً ـ القائمين بجميع الحركات التحرريّة ضدّ الحكم الاُموي منذ استتباب الأمر لمعاوية حتّى ثورة الحسين عليه‌السلام ، إلاّ أنّ حركات الخوارج التمرّدية لم تكن هي تلك الثورة التي يُرجى منها بثّ قوى جديدة


[١] الطبري ٤ / ٣٣١ ، وراجع ولهاوزن : الدولة العربيّة وسقوطها ـ فلقد ذكر شواهد من تغلغل هذه الفكرة في المجتمع السوري.

نام کتاب : ثورة الحسين ظروفها الإجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة نویسنده : شمس الدين، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست