responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثورة الحسين ظروفها الإجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة نویسنده : شمس الدين، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 159

«ويلك يابن سعد! أما تتّقي الله الذي إليه معادك؟ أتقاتلني وأنا ابن عمّك؟ ذر هؤلاء القوم وكن معي ؛ فإنّه أقرب لك إلى الله ، فقال ابن سعد : أخاف أن تُهدم داري ، فقال الحسين عليه‌السلام : أنا أبنيها لك ، فقال : أخاف أن تؤخذ ضيعتي ، فقال الحسين عليه‌السلام : أنا أخلف عليك خيراً منها من مالي بالحجاز ، فقال : لي عيال وأخاف عليهم ، وهنا اتّضح للحسين عليه‌السلام أنّه رجل ميّت القلب ، ميّت الضمير ؛ فإنسان يقيس مصير مجتمعه بهذا اللون من القياس ليس إنساناً سوي التكوين النفسي ، فقال له الحسين عليه‌السلام : «ما لك! ذبحك الله على فراشك عاجلاً ، ولا غفر لك يوم حشرك ، فوالله إنّي لأرجو ألاّ تأكل من بُرّ العراق إلاّ يسيراً».

فقال مستهزئاً :

في الشعير كفاية [١].

هذا هو المجتمع الإسلامي في أيام الحسين عليه‌السلام. مجتمع مريض يُشترى ويُباع بقليل من المال وكثير من العذاب والإرهاب ، وما كان من الممكن أن تُردّ إلى هذا المجتمع إنسانيته وكرامته ، وما كان من الممكن أن يُنبّه إلى زيف وحقارة وجوده ، وما كان من الممكن أن تُوقظ فيه روحه النضالية الهامدة إلاّ بعمل انتحاري فاجع يتضمّن أسمى آيات التضحية والكرامة والدفاع عن المبدأ والموت في سبيله ، وهكذا كان.

إنّ الحسين عليه‌السلام لم يكن ذا مال ليُنافس الاُمويِّين وبيدهم خزائن الأموال ، ولم يكن ليتجافى عن روح الإسلام وتعاليمه فيجلب الناس إليه بالعنف والإرهاب ، ولذا فليس من المعقول أن يطلب نصراً سياسياً آنيّاً في مجتمع لا يُحارب إلاّ في سبيل المال وبالمال ، أو بالقسر والإرهاب ، ولكن كان في


[١] أعيان الشيعة ٤ / قسم أول / ١٤٣ ، والطبري ٤ / ٢١٣٢ ، والكامل ٣ / ٢٨٣.

نام کتاب : ثورة الحسين ظروفها الإجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة نویسنده : شمس الدين، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست