نام کتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام نویسنده : البدري، سامي جلد : 1 صفحه : 143
الصنف
الرابع : مَنْ عرف فضل علي عليهالسلام ووجوب محبته وحرمة
بغضه من خلال أحاديث النبي صلىاللهعليهوآله
التي انتشرت ، ولكنّه لم يكن راسخاً في موالاته. وأكثر هذا الصنف من عامّة الناس
ورعاعهم ، وأغلبهم يتأثر بالجو العام ، وينعق مع الناعق المتسلط فيه ، وبشكل عام
فإنّ أفاضل هذا الصنف من الصحابة والتابعين لم يكونوا يفطنون إلى الأبعاد الكاملة
لخطّة معاوية ، وظنّوا أنّ إعلان السبّ لعلي هو فورة سرعان ما تهدأ.
الحسين عليهالسلام
بين موقفين :
كان أمام الحسين عليهالسلام أحد موقفين إزاء
معاوية :
الموقف الأوّل :
أن يتعامل مع معاوية في ضوء معرفته
الخاصّة ، ومعرفة خُلَّص أصحابه بتخطيط معاوية ونواياه ، وبخاصّة بعد أن دسّ السمّ
للحسن عليهالسلام
، فيبادر إلى الكوفة مركز شيعة أبيه ويعلن عن تمرّد عسكري ، ثمّ يخوض معركة الجهاد
ضدّ معاوية ، وكان هذا الموقف قد عرضه وجوه أصحاب أبيه وأخيه الحسن عليهالسلام بعد وفاته.
والذي لا شك فيه أنّ هذا الموقف سابق
لأوانه وتواجهه مشكلات كثيرة ، بسبب عدم وضوح مبرّر هذا الفعل لدى الأمّة ككل ، وقدرة
معاوية على احتوائه ؛ سواء انتهى بقتل الحسين عليهالسلام
، أو انتهى بانتصاره المحدود وتأسيسه دولة في الكوفة ؛ وذلك لأنّه في حالة انتهائه
بالقتل سيكون مشابهاً لخرجات الخوارج التي تكرّرت في السنوات العشر الأولى (خاصّة
من حكم معاوية) ، وانتهت بقتل قادتها ، ويستطيع معاوية هنا معالجة كون المقتول هو
الحسين عليهالسلام
حفيد النبيِّ صلىاللهعليهوآله
بوضع أحاديث كذب تبرّر لمعاوية قتله.
أمّا إذا انتهى بالانتصار المحدود فإنّ
هذا الانتصار له حالتان معقولتان :
الأولى : انتصار يملك مقوّمات استمرار
دولة الكوفة إلى جنب دولة الشام ، وهذا سوف يعيد للواقع الخطر الذي دفعه الحسن عليهالسلام بصلحه ، وهو خطر
انشقاق الأمّة إلى أمّتين ودولتين ، ثمّ
نام کتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام نویسنده : البدري، سامي جلد : 1 صفحه : 143