ثمّ أمر بالنّسوة أنْ يُنزّلن في دار
على حدة ، [و] معهنّ علي بن الحسين [(عليه السّلام) ، و] معهنّ ما يصلحهنّ ، فخرجن
حتّى دخلن [تلك الدار] ، فلمْ تبقَ من آل معاوية امرأة إلاّ استقبلتهنّ تبكي وتنوح
على الحسين (عليه السّلام) ، فأقاموا عليه المناحة ثلاثاً.
ولمّا أرادوا أنْ يخرجوا ، قال يزيد بن معاوية
: يا نعمان بن بشير ، جهّزهم بما يصلحهم وابعث معهم رجلاً من أهل الشام أميناً
صالحاً ، وابعث معه خيلاً وأعوانًا ، فسيّر بهم إلى المدينة فخرج بهم. وكان
يُسايرهم باللّيل فيكونون أمامه حيث لا يفوتون طرفه ، فإذا نزلوا تنحّى عنهم
وتفرّق هوأصحابه حولهم كهيئة الحرس لهم ، وينزل منهم بحيث إذا أراد إنسان منهم
وضوأ وقضاء حاجة لمْ يحتشم. فلمْ يزل ينازلهم في الطريق هكذا ، ويلطّفهم ويُسألهم
عن حوائجهم حتّى دخلوا المدينة [٢].
[١] وروى هذا الخبر
الطبري ، عن عمّار الدهني عن الباقر (عليه السّلام) ٥ / ٣٩٠.
[٢] عن الحارث بن
كعب ، عن فاطمة ٥ / ٤٦١. ورواه أبو الفرج / ٨٠ ، والسّبط / ٢٦٤.
نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي جلد : 1 صفحه : 272