وكان رامياً ، [فـ] ـجثا على ركبته بين
يدي الحسين (عليه السّلام) ، فرمى بمئة سهم ما سقط منها إلاّ خمسة أسهم. فكلّما
رمى ، قال : أنا ابن بهدلة ، فرسان العرجلة. ويقول حسين (عليه السّلام) : «اللهمّ
، سدّد رميته ، واجعل ثوابه الجنّة». [ثمّ] قاتل حتّى قُتل [رحمة الله عليه].
[الرجال الاربعة]
[الرجال الأربعة الذين جاؤوا مع
الطرمّاح بن عدي إلى الحسين (عليه السّلام) ، وهم] : جابر بن الحارث السّلماني
ومجمّع بن عبد الله العائذي [٣]
، وعمر بن خالد الصيدأوي وسعد مولى عمر بن خالد ، فشدّوا مُقدمين بأسيافهم على
النّاس ، فلمّا وغلوا ، عطف عليهم النّاس يحوزونهم وقطعوهم من أصحابهم ،
[١] الغيل : الشجر
الكثير الملتف. وخادر ، أي : نائم.
[٢] هذه رواية فضيل
بن خديج الكندي ، ولعلّه استنتج تركه وهجره لابن سعد ونصرته للإمام (عليه السّلام)
بعد ردّ الشروط عليه من رجزه هذا. وقد سبقت رواية عبد الرحمن بن جندب عن عقبة بن
سمعان : أنّ رسول ابن زياد بكتابه إلى الحرّ في كربلاء ، كان المالك بن النّسير
البَدّيّ الكندي. فقال له يزيد بن زياد : ثكلتك اُمّك! ماذا جئت فيه؟ قال : وما
جئت فيه ، أطعت إمامي ووفيت ببيعتي. فقال له أبو الشعثاء : عصيت ربك وأطعت إمامك
في هلاك نفسك ، كسبت العار والنّار ، قال الله عزوجل : (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمّةً يَدْعُونَ إلى
النّار وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ يُنصَرُونَ)
[القصص / ٤١]. فهو إمامك ٥ / ٤٠٨. فهذه الرواية : تدلّ على كونه مع الإمام (عليه
السّلام) قبل نزوله بكربلاء ، بل قبل لقائه بالحرّ (ره). والطبري وأبو مِخْنَف ، لم
يلتفتا لذلك.
[٣] هو الذي قال
للحسين (عليه السّلام) : أمّا أشراف النّاس ، فقد أُعظمت رشوتهم ومُلئت غرائزهم ، يُستمال
ودّهم ويستخلص به نصيحتهم ، فهم ألب واحدٍ عليك ؛ وأمّا سائر النّاس ـ بعد ـ ، فإنّ
أفئدتهم تهوي إليك وسيوفهم غداً مشهورة عليك ٥ / ٤٠٥.
نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي جلد : 1 صفحه : 238