قال مسروق بن وائل : كنت في أوائل الخيل
ممّن سار إلى الحسين (عليه السّلام) ، فقلت أكون في أوائلها لعلّي أصيب رأس الحسين
(ع) ، فأصيب به منزلة عند عبيد الله بن زياد ، فلمّا انتهينا إلى حسين (عليه
السّلام) تقدّم رجل من القوم ـ يُقال له : ابن حوزة ـ ، فقال أفيكم حسين (ع)؟
فسكت حسين (عليه السّلام).
فقالها ثانيةً ، فسكت.
حتّى إذا كانت الثالثة ، قال (عليه
السّلام) : «قولوا : له نعم ، هذا حسين فما حاجتك؟»
قال : يا حسين ، أبشر بالنّار!
قال : (ع) «كذبت ، بل أقدم على ربّ غفور
وشفيع مطاع ، فمَن أنت؟».
قال : ابن حوزة.
فرفع الحسين (عليه السّلام) يديه حتّى
رأينا بياض إبطيه من فوق الثياب ، ثمّ قال : «اللهمّ ، حزه إلى النّار!».
فغضب ابن حوزة ، فذهب ليُقحم إليه الفرس
وبينه وبينه نهر ، فعلّقت قدمُه بالركاب وجالت به الفرس فسقط عنها ، فانقطعت قدمه
وساقه وفخذه ، وبقى جانبه معلقاً بالركاب.
[قال] عبد الجبّار بن وائل الحضرميّ : فرجع
مسروق وترك الخيل من ورائه ، فسألته [عن ذلك]. فقال : لقد رأيت من أهل هذا البيت
شيئاً ، لا أقاتلهم أبداً [٢].