قال (ع) : «أنت الحرّ كما سمّتك اُمّك ،
أنت الحرّ ـ إنْ شاء الله ـ في الدنيا والآخرة ، انزل».
قال : أنا لك فارساً خير منّي لك راجلاً
، أقاتلهم على فرسي ساعة وإلى النّزول ما يصير آخر أمري.
قال الحسين (عليه السّلام) : «فاصنع ما
بدا لك».
فاستقدم أمام أصحابه ثمّ قال :
[خطبة الحرّ بن يزيد الرياحي]
أيّها القوم ، ألاَ تقبلون من حسين (ع) خصلة
من هذه الخصال التي عُرضت عليكم ، فيعافيكم الله من حربه وقتاله؟
قالوا : هذا الأمير عمر بن سعد ، فكلّمه.
فكلّمه بمثل ما كلّمه به قبلُ ، وبمثل
ما كلّم به أصحابه.
قال عمر [بن سعد] : قد حرصتُ ، لو وجدت
إلى ذلك سبيلاً فعلتُ.
فقال : يا أهل الكوفة ، لاُمّكم الهُبل
والعُبْر [٢]
، إذ دعوتموه حتّى إذا أتاكم أسلمتموه ، وزعمتم أنّكم قاتلوا أنفسكم دونه ، ثمّ
عدوتم عليه لتقتلوه أمسكتم بنفسه وأخذتم بكظمه ، وأحطتم به من كلّ جانب فمنعتموه
التوجّه في بلاد الله
[١] فلعلّه كان
شاكياً في السّلاح مطرقاً مطأطئاً من الخجل ؛ ولذلك لمْ يُعرف فسأله ، وإلاّ فقد
كان يعرفه من قبلُ.