نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي جلد : 1 صفحه : 214
تريد أنْ تسقيه؟
قال قرّة : فظننت ، والله ، أنّه يُريد
أنْ يتنحّى فلا يشهد القتال ، وكره أنْ أراه حين يصنع ذلك فيخاف أنْ أرفعه عليه ، فقلت
له : لمْ أقسه وأنا منطلق فساقيه. فاعتزلت ذلك المكان الذي كان فيه ، فوالله ، لو
أنّه أطلعني على الذي يُريد ، لخرجت معه إلى الحسين (عليه السّلام).
[وأمّا الحرّ ، فإنّه] أخذ يدنو من حسين
(عليه السّلام) قليلاً قليلاً ، فقال له رجل من قومه ـ يُقال له المهاجر بن أوس [١] ـ : ما تُريد يابن يزيد؟ أتُريد أنْ
تحمل؟ فسكت وأخذه مثل العُرواء [٢].
فقال له : يابن يزيد والله ، إنّ أمرك لمريب ، والله ، ما رأيت منك في موقف قط مثل
شيء أراه الآن ، ولو قِيل لي : مَن أشجع أهل الكوفة رجلاً ، ما عدوتك فما هذا الذي
أرى منك؟
قال : إنّي والله ، أُخيّر نفسي بين
الجنّة والنّار ، ووالله ، لا أختار على الجنّة شيئاً ولو قُطّعت وحُرّقت.
ثمّ ضرب فرسه فلحق بحسين (عليه السّلام)
، فقال له :
جعلني الله فداك يابن رسول الله ، أنا
صاحبك الذي حبستك عن الرجوع وسايرتك في الطريق ، وجعجعت بك في هذا المكان ، والله
، الذي لا إله إلاّ هو ما ظننت أنّ القوم يردّون عليك ما عرضت عليهم أبداً ، ولا
يبلغون منك هذه المنزلة ، فقلت في نفسي لا أبالي أنْ أُطيع القوم في بعض أمرهم ، ولا
يَرون أنّي خرجت من طاعتهم ، وأمّا هم فسيقبلون من حسين هذه الخصال التي يعرض
عليهم ، ووالله ، لو ظننت أنّهم لا يقبلونها منك ما ركبتها منك ، وإنّي قد جئتك
تائباً ممّا كان منّي إلى ربّي ومواسياً لك بنفسي حتّى أموت بين يديك ، أفترى
(عليه السّلام) ، فوعده
النّظر في ذلك ، ولكنّه لمْ يرجع. والظاهر : أنّه هو ناقل الخبر ومدّعيه.