نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي جلد : 1 صفحه : 148
فحدّثه [يوماً] ساعة ، ثمّ قال : ما
أدرى ما تركنا هؤلاء القوم وكفّنا عنهم ، ونحن أبناء المهاجرين وولاة هذا الأمر
دونهم! خبّرني ما تريد أنْ تصنع؟
فقال الحسين (عليه السّلام) : «والله ، لقد
حدّثت نفسي بإتيان الكوفة ، ولقد كتب إليّ شيعتي بها وأشراف أهلها ، واستخير الله»
[١].
فقال له ابن الزبير : أمَا لو كان لي
بها مثل شيعتك ما عدلت بها!
ثمّ إنّه خشى أنْ يتّهمه ، فقال : أمَا
إنّك لو أقمت بالحجاز ، ثمّ أردت هذا الأمر ها هنا ما خولف عليك إنْ شاء الله. ثمّ
قام فخرج من عنده.
فقال الحسين (عليه السّلام) : «ها إنّ
هذا ليس شيء يُؤتاه من الدنيا أحبّ إليه من أنْ اخرج من الحجاز إلى العراق ، وقد
علم أنّه ليس له من الأمر معي شيء ، وأنّ النّاس لا يعدلوه بي ، فودّ أنّي خرجت
منها لتخلو له». [٢][٣]
[محادثة ابن عبّاس]
[و] لمّا أجمع المسير إلى الكوفة أتاه
عبد الله بن عبّاس ، فقال : يابن عمّ ، قد أرجف النّاس أنّك سائر إلى العراق ، فبيّن
لي ما أنت صانع؟ قال (ع) : «إنّي قد أجمعت المسير في أحد يوميّ هذين [٤] إنْ شاء الله تعالى».
[١] الاستخارة هنا
بمعناها اللغوي ، أي : طلب الخير ، وليس بالمعنى المصطلح عليه المتأخّر.
[٢] قال أبو مِخْنف
: وحدّثني الحارث بن كعب الوالبي عن عقبة بن سمعان ٥ / ٣٨٣.
[٣] غير خافٍ على
الإمام (عليه السّلام) نفسيّات القوم وما شيبت به من الغدر والنفاق ، ولكن لا تسعه
المصارحة بما عنده من العلم بمصير أمره لكلّ مَن قابله ، إذ لا كلّ ما يُعلم يُقال
لا سيّما بعد تفاوت المراتب واختلاف الأوعية سعةً وضيقاً ؛ فكان يُجيب كلّ واحد
بما يسعه ظرفه وتتحمله معرفته. والملاحظ هنا : أنّ ابن الزبير غير مخالف لقيام
الإمام (عليه السّلام) ، بل هو مرغّب للامام فيه ، وإنّما كلامه في زمانه ومكانه.
[٤] وبما أنّ خروجه
(عليه السّلام) من مكّة كان في يوم التروية بعد الظهر ، والنّاس رائحين إلى منى :
نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي جلد : 1 صفحه : 148