فتكلّم كثير بن شهاب أوّل النّاس ...
فقال : أيها النّاس ، الحقوا بأهاليكم ولا تعجلوا الشرّ ولا تعرضوا أنفسكم للقتل ،
فإنّ هذه جنود أمير المؤمنين يزيد قد أقبلت ، وقد أعطى الله الأمير عهداً لئن
أتممتم على حربه ولمْ تنصرفوا من عشيّتكم أنْ يحرّم ذرّيتك العطاء ، ويفرق
مقاتلتكم في مغازي أهل الشام على غير طمع ، وأنْ يأخذ البرئ بالسّقيم والشاهد
بالغائب حتّى لا يبقى فيكم بقيّة من أهل المعصية ، إلاّ أذاقها وبال ما جرّت
أيديها.
وتكلّم الأشراف بنحو من كلام هذا.
فلمّا سمع مقالتهم النّاس أخذوا
يتفرّقون ... [٢]
[و] إنّ المرأة كانت تأتي ابنها أو أخاها ، فتقول : انصرف النّاس يكفونك ؛ ويجيء الرجل
ابنه أو أخيه ، فيقول : غداً يأتيك أهل الشام فما تصنع بالحرب والشر؟ انصرف ، فيذهب
به [٣].
وخرج محمّد بن الأشعث حتّى وقف عند دور
بني عمارة ، وجاءه عمارة بن صلخب الأزدي عليه سلاحه وهو يريد ابن عقيل ، فأخذه
فبعث به إلى ابن زياد فحبسه. فبعث ابن عقيل إليه من المسجد [لقتاله] عبد الرحمن بن
شريح الشبامي [٤]
[ومعه ناس كثير ، وجال القعقاع بن شور الذهلي على مسلم وأصحابه
[١] قال أبو مِخْنف
: فحدّثنى أبو الجناب الكلبي ٥ / ٣٦٩.
[٢] قال أبو مِخْنف
: حدّثني سليمان بن أبي راشد ، عن عبد الله بن خازم الكثيري من الأزد ، قال ... ٥
/ ٣٧٠.
[٣] قال أبو مِخْنف
: فحدّثني المجالد بن سعيد ٥ / ٣٧١.
[٤] قال ابو مِخْنف
: فحدّثني أبو حاب الكلبي ٥ / ٣٦٩.
نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي جلد : 1 صفحه : 125