والبكاء على أبيه ، ولم
يزل باكياً ليله ونهاره ، فقال له بعض مواليه : إنّي أخاف عليك أنْ تكون من
الهالكين. فقال (ع) : «يا هذا ، إنّما أشكو بثّي وحزني إلى الله ، وأعلم من الله
ما لا تعلمون ، إنّ يعقوب كان نبيّاً فغيّب الله عنه واحداً من أولاده وعنده اثنا عشر
، وهو يعلم أنّه حيّ فبكى عليه حتّى أبيضّت عيناه من الحزن ، وإنّي نظرت إلى أبي
وإخوتي وعمومتي وصحبي مقتولين حولي ، فكيف ينقضي حزني؟! وإنّي لا أذكر مصرع بني
فاطمة إلاّ خنقتني العبرة ، وإذا نظرت إلى عمّاتي وأخواتي ذكرت فرارهنّ من خيمة
إلى خيمة».