responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقتل الحسين عليه السلام نویسنده : المقرّم، السيد عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 378

المراثي

إنّ قضيّة سيّد الشهداء (عليه السّلام) بما اشتملت عليه من القساوة الشائنة كانت مثيرة للعواطف ، مرققةِّ للأفئدة ، فتذمّر منها حتّى مَن لم ينتحل دين الإسلام ؛ لذلك ازدلف الشعراء قديماً وحديثاً ، باللغة الفصحى والدارجة ، إلى ذكرها وتعريف الأجيال المتعاقبة بما جاء الاُمويّون من استئصال شأفة آل الرسول (ص) فجاؤا بما فيه نجعة المرتاد.

ومن هؤلاء المناضلين لإحياء المذهب ، الحجّة آية الله الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء (نوّر الله ضريحه) فلقد جاء بمراثٍ كثيرة لها حُسن السَّبك ودقَّة المعنى وسلاسة النّظم ورقَّة الانشاء ، آثرنا منها أربع قصائد ساطعة في رثاء السّبط الشهيد سيّد شباب أهل الجنّة (عليه السّلام) :

١ ـ قال رحمه الله :

نفس أذابتها أسىً حسراتها

فجرت بها محمرَّة عبراتها

وتذكّرت عهد المحصَّب من منى

فتوقَّدت بضلوعها جمراتها

سارت وراءهم ترجع رنَّة

حنَّت مطاياهم لها وحداتها

طلعوا بيوم للوداع وقد غدى

ليلاً فردَّت شمسه جبهاتها

وسروا بكلّ فتاة خدرٍ إنْ تكن

بدراّ فأطراف القنا هالاتها

فخذوا احمرار خدودها بدمائنا

فجناتها دون الورى وجناتها

واستعطفوا باللين أعطافاً لها

فلقد أقمنَ قيامتي قاماتها

وعلى عذيب الريق بارق لؤلؤ

بالمنحنى من أضلعي قبساتها

لاثت على شهدية بخمارها

والخمر يشهد إنّه للثَّاتها

لله يوم تلفَّتت لَو أنّها

كانت لقتلى حبّها لفتاتها

ثملت بخمرة ريقها أعطافها

وزهت بلؤلؤ ثغرها لثاتها

ومشت فخاطرت النّفوس كأنَّما

ماست بخطّار القنا خطراتها

ومن البليّة أنّني أشكو لها

بلوى الضَّنا فتزيدني لحظاتها

وأبيت أسهر ليلتي وكأنّما

قد وفّرت في جنحها وفراتها

ومهى قنصت لصيدهنّ فعدت في

شرك الغرام وأفلتت ظبياتها

عجباً تفاد لي الاُسود مهابةً

وتقودني وأنا الأبي مهاتها

أنا من بعين المكرمات ضياؤها

لكن بعين الحاسدين قذاتها

نام کتاب : مقتل الحسين عليه السلام نویسنده : المقرّم، السيد عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 378
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست