وآله) [١]وظهر عليه السّرور في مجلسه ، فلَم يبال
بإلحاده وكفره حين تمثّل بشعر ابن الزبعري ، وحتّى أنكر الوحي على رسول الله محمّد
(ص) ، ولكنّه لمّا كثرت اللائمة عليه ووضح له الفشل والخطأ في فعلته التي لَم
يرتكبها حتّى مَن لم ينتحل دين الإسلام وعرف المغزى من وصيّة معاوية إيّاه حيث قال
له :
إنّ أهل العراق لن
يدَعوا الحسين حتّى يخرجوه ، فإذا خرج عليك فاصفح عنه ؛ فإنّ له رحماً ماسة وحقّاً
عظيماً [٢].
وعاب عليه خاصّته وأهل بيته ونساؤه ، وكان
بمرأى منه ومسمع كلام الرأس الأطهر لمّا أمر بقتل رسول ملك الروم (لا حول ولا قوة
إلا بالله) [٣]
ولحديث الأندية عمّا ارتكبه من هذه الجريمة الشائنة والقسوة الشديدة دوي في أرجاء
دمشق ، لَم يجد مناصاً من القاء التبعة على عاتق ابن زياد تبعيداً للسبَّة عنه ، ولكن
الثابت لا يزول.
ولمّا خشى الفتنة وانقلاب الأمر عليه ، عجّل
بإخراج الإمام السّجاد (ع) والعيال من الشام إلى وطنهم ومقرّهم ، ومكَّنهم ممّا
يريدون ، وأمر النّعمان بن بشير وجماعة معه أنْ يسيروا معهم إلى المدينة مع الرفق [٤].
فلمّا وصلوا العراق قالوا للدليل : مُر
بنا على طريق كربلاء ، فوصلوا إلى مصرع الحسين (ع) فوجدوا جابر بن عبد الله
الأنصاري وجماعة من بني هاشم ورجالاً من آل رسول الله ـ قد وردوا لزيارة قبر
الحسين (ع) ـ فتلاقوا بالبكاء والحزن واللطم ، وأقاموا في كربلاء ينوحون على
الحسين (ع) [٥]
ثلاثة أيّام [٦].
ووقف جابر الأنصاري على القبر فأجهش
بالبكاء وقال : يا حسين (ثلاثاً) ثم قال :
حبيب لا يجيب حبيبه! وأنّى لك بالجواب
وقد شحطت أوداجك على